الإرهاب ..مفهوم ٌعام ..في هذه الأيام /ماءالسماء الكندي

Sat, 22 Dec 2012 الساعة : 23:32

 

يعتمد مبدأ الإرهاب على عدة أسس وتقاليد ينبغي إن تتوفر في التحرك الذي تشنه مجموعة معينة سواء كانت مدنية أو عسكرية أو سياسية ، يجب يكون للإرهاب دوافع وأجواء مهيأة لتنمو براعمه وتنضج ثماره ليكون امام مرمى الجميع وبذلك يعلن سيطرته الكاملة والمُحكمة على الفكر أو التسيد لنيل المناصب أو الاحتلال الكامل فكرياً و وجودياً.
لعل الثورة الفرنسية التي دامت من 1789 إلى 1799 كانت تتصف بــ (فترة الرعب) ، وهذا حسب المسمى الذي اتفق عليه المؤرخون لان أعمال العنف والممارسات القمعية كانت تضج في المنطقة بصورة علنية وقد صيغ لها مفهوماً أخر يعرف بــ (بالإرهاب المسنود من قبل الدولة) وهذا التحرك المربك لجميع مفاصل الدولة والمسيطر فكريا على الشعب عامة لم يترك امام الجميع اي سبيل او خيار ليهدأ من الاستنفار المدني والعسكري ولم يهدأ زلزال الارهاب اطلاقاً حتى امتدت اذرع الخوف والرعب إلى أن طالت أجساد الشريحة الارستقراطية في أوربا.
إن مفهوم الإرهاب بصورة عامة هو إحداث تغيير ملموس للفت نظر الأغلبية والوصول إلى غايات لم يكو بوسعه الوصول إليها من خلال سياسة الحوار أو الأخذ والعطاء أما في مفهومه الخاص فيعد السبيل الوحيد لخلخلت اتزان الحكومة والعصف بالشرائح بشتى الطرق كي يسدد ضربة قاضية ويشل حركة الحكومة مما يخلق نظاماً جماهيريا يطالب بتغيير صناع القرار بسبب جهلهم السياسي و إيديولوجيتهم الركيكة في إدارة الدولة .
لقد شيدت فكرة الإرهاب قبل القرن الحادي عشر وهنا نذكر العملية السرية التي قام بها اليهود ضد الرومان واغتالوا المتعاونين معهم ، كما وان الإرهاب كان نزيلاً في عهد الرسالة الإسلامية وما تلاه من حقب وأكثرها اهتماماً حادثة اغتيال علي ابن أبي طالب (عليه السلام ) من قبل الخوارج وهناك الكثير من العمليات التي تضمنت مفهوم الإرهاب وهي عملية نشر غاز السارين في اليابان والتي شهدت ضحايا من الطبقة المدنية وإصابة الحكومة برعشة إدارية تفاقمت على أثرها الاحتجاجات والمطالبات، كذلك أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي خلفت آلاف الضحايا وغيرها من العمليات التي عصفت بشتى أرجاء الكرة الأرضية وصولاً إلى العراق الذي طرح آلاف الشهداء الأبرياء على صعيده بلا ذنب او مسؤولية تحملوها كي ينال أهلهم فواجع فقداهم.
نرى ونسمع اليوم بالإرهاب وقد تسجد فعلياً في أزقة المؤسسات الحكومية واخذ عدة مفاهيم واستدراكات وتصورات جعلت من الطبقة البروليتارية (المواطنين) عاجزة عن التفكير في ما سيحمله الغد من مفاجئات ، فمن الإرهاب الدخيل الذي قطع البلد في سبيل شله بالكامل وعدم نهوضه مرة أخرى إلى الإرهاب الداخلي التصنيع الذي فتك بمنهج السياسة ولغة الحوار إلى الطعن والنقض بالفقرات الدستورية التي أصبحت حبراً على ورق وصولاً إلى افتعال صناع القرار بدع وتكوين عصابات من المرتزقة تختبئ خلف جدار السيادة والحصانة والتي شنت هجمات ضد الشعب وقتلت وسفكت الدماء وهتكت الأعراض ودنست الشرف والمعارف والتقاليد المتفق عليها منذ قرون.
يعيش المواطن في وضعه الحالي جواً من الشحنات الخافتة بيد انه اخذ يتوخى الحذر من أن تلتقطه إحدى الشحنات وتحوله إلى رماد ! فهل من الممكن والمعقول أن يكون بدءاً... نائب رئيس الجمهورية احد عباقرة تصنيع الإرهاب وآلة لحصد أرواح الأبرياء ؟ او ان يأتي الآخر وهو متستر على مجموعة من الخارجين عن القانون والملطخة أيديهم بدماء الأبرياء مطالباً الإفراج عنهم وهم من المارقين والمغتصبين لعذرية قداسة الشعب ؟! أين القضاء أين السلطة الثالثة ؟ والى متى تبقى هذه الشخصيات المتعفنة يضوع عفنها أزقة العراق ؟ .
إن القضاء على الإرهاب وطمر نتوءاته يعتمد على رص صفوف الساسة وإنعاش الوحدة الوطنية وحل عقد البرنامج الاقتصادي على الصعيد المدني والمؤسساتي ومحاربة البطالة ، إضافة إلى نشر مفهوم التعليم ولا ضير من أن يكون إجباريا لتضييع فرص الخلو والانصياع وراء الفجوات التي تصنع جوا ملائما لخوض تلك التجارب ، لان الجهل والتخلف حاضنة محكمة لنمو أجنة الإرهاب وكذلك البطالة والتردي المعيشي يصنع المستحيل في سبيل طمر الفقر والحاجة والاهم من تلك الحالتين هو تقارب وجهات النظر بين السياسيين والخروج من دهاليز التمسك بالسلطة او الاستبداد بالرأي او المشاحنات الهتافية لان هذه الخلافات تعتبر الحافز الأقوى تأثيراً والأسرع فعلاً في بناء قاعدة الإرهاب واذكر هنا مقولة الكاتب والمفكر المصري الدكتور فرج فودة حينما قال (صوت الطلقات تعبير عن قصور الكلمات) .. والحليم تكفيه الإشارة . 
Share |