القضية الفلسطينية وما يدور من أحداث ألان في الشرق الأوسط/عبد الامير محسن ال مغير

Sat, 22 Dec 2012 الساعة : 22:29

بعد ان استنفذت الولايات المتحدة كافة أساليبها في الدفاع عن اسرائيل والوقوف بوجه الحق الفلسطيني قامت بتبديل بعض أوجه العملاء لديها في المنطقة والايعاز للأخرين منهم للمساهمة علنا في تخريب الروابط السياسية والاجتماعية والقانونية بين شعوب ودول الشرق الاوسط طبقا لنظرية الفوضى الخلاقة الا ان كل ذلك لم يفد شيء حيث شعر الجميع بان القضية الفلسطينية وصلت الى طريق مسدود فبعض الساسة الفلسطينيين رغم تنازلهم عن 78 % من الاراضي الفلسطينية وصمتهم عن ما يخطط للفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية بعدم التوحد وظهور بوادر التهجير الى سيناء بالنسبة الى قطاع غزة والى الاردن فيما يخص الضفة ومن دعوات الكونفدرالية الجديدة حيث تعتبر هذه مرحلة متقدمة لان قد سبقتها مراحل بضم الضفة الى الاردن وتشكيل المملكة الاردنية بعد ان كانت تسمى بأمارة شرق الاردن وضم غزة الى مصر في عهد الملك فاروق على أثر توقيع الحكام العرب عام 1947 صكوك الهدنة مع إسرائيل بعد ان هزموا امام العصابات الصهيونية ولكن الحقائق التاريخية الهامة في حياة الامم والشعوب لا يمكن ان تطوى بهذا الشكل خصوصا وان هذه الرقعة من ارض العرب في الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط كانت ولا تزال مستهدفة من قبل أمواج بشرية قادمة من الغرب وتنتهي عادة بمجرد عدم قبولها من قبل سكان هذه المنطقة وعدم انسجامها مع هؤلاء السكان وهو ما يحصل لإسرائيل الأن فالتاريخ يعيد نفسه فتصريح نتنياهو يوم 20/12/2012 بقولة مستغربا (هل يمكن ان يمنعوا احد من البناء في عاصمة وطنه بعد ثلاثة ألاف عام) ويقصد الموقف الدولي الاخير من عملية الاستيطان التي يقوم بها شرق القدس ومثل هذا القول يفرز معطيات عدة منها اولا ان استناد نتنياهو الى ما يسمي بحق له كان موجود قبل ثلاثة ألاف عام وانقطع عنه نهائيا حيث عاد بقوة الغزاة الغربيين ليطرد شعبا من أرضة ويحل محلة فمثل هذا القول يعطي الحق لليونانيين مثلا بالعودة الى الاناضول وطرد الاتراك منها من باب اولى حيث انهم احتلوا تلك الارض من الدولة البيزنطية قبل ستمائة عام فقط وبالتالي يحصل ارتداد بالمفاهيم الانسانية الى عصر الغزو والاستيطان وثانيا نتنياهو يحاول ان يقلب الحقائق بأساليب رخيصة لا قيمة لها من الناحية التاريخية والواقعية معا حيث ان الموجة البشرية التي تستوطن فلسطين الان هم جزء من الشعوب الاوربية وقد قدموا الى ارض فلسطين كمقدمة لحملة استيطانية استعمارية مع بداية القرن الماضي وعند أفول نجم الدولة العثمانية ليكونوا قاعدة متقدمة كفلتها بريطانيا اولا ثم الولايات المتحدة ولحد الان وثالثا يظهر وبجلاء نتنياهو يعتمد ببقائه على أسس في طريقها للزوال كسيطرة اللوبي اليهودي على الساسة الأمريكان ووجود المصالح الأمريكية في حين صرح اوباما يوم 20/12/2012 بان حصول الولايات المتحدة على الطاقة من النفط والغاز في أراضيها سيغير علاقاتها مع منطقة الشرق الاوسط وهذا يعني اذا ما اختلت موازين المصالح الامريكية والغربية فهي على استعداد ان تتخلى عن جميع التزاماتها طبقا لبقاء او زوال تلك المصالح والأمثلة التاريخية في هذا العصر عن ذلك كثيرة جدا منها انسحاب فرنسا من الجزائر مع انها اصدرت قانون في حينه باعتبار الجزائر جزا منها وقد اعتذر هولاند يوم 20/12/2012 من الجزائريين عن الفترة الاستعمارية تلك وكذلك انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من فيتنام وتركها لحلفائها الفيتناميين في ذلك البلد يواجهون مصيرهم وهو ما سيحصل في هذه المنطقة لإسرائيل حتما وسبق ان كتبنا ان وجود اسرائيل يرتبط بمسالتين هما وجود استمرار المصالح الغربية ووعي شعوب هذه المنطقة والفقرة الاخيرة هي التي تعبر عنها الألاعيب الولايات المتحدة والغرب في الشرق الاوسط الان حيث مخطط تغيير وجوه الحكام وإشاعة الفوضى واعادة تركيبة خارطة هذه المنطقة واعتماد مجموعة من الساسة الإتباع امثال شيخ قطر وال سعود واوردكان تحت مسميات لم تعد خافية على احد بغية ابطاء وتيرة الوعي المتصاعد لدى شعوب الشرق الأوسط ومحاولة ارتداد الأوضاع السياسية والاجتماعية والتنموية الى الخلف بما يقارب من نصف قرن بأمل شد هذه المنطقة من جديد الى الأسياد في الغرب خدمة لمصالح أنية لأولئك الحكام وأن ما دار ويدور من أحداث وبشكل متسلسل وأخر حلقاتها ما يجري في سورية حيث بعد ان حقق قطاع غزة نصرا على الصهاينة بفعل ما قدم من دعم أيراني أعترف به الاعداء قبل الأصدقاء ووضع يد محمد مرسي على أوضاع ذلك القطاع لمحاولة ترويض مناضليه وتوجه شيخ قطر لزيارة الضفة الغربية وبتكليف من إسرائيل حسب ما يعتقد بعض المراقبين لمحاولة أقناع الفلسطينيين بالقبول بالكونفدرالية مع الاردن حيث أبلغ محمود عباس بعد زيارة الملك عبد الله الى الضفة بعض أعوانة بقولة عليكم الاستعداد للكونفدرالية مع الأردن كما ان تلك الزيارة لشيخ قطر ستعمق الابتعاد بين الضفة والقطاع ووفق التكليف الإسرائيلي وتنصب على نصيحة لمحمود عباس بعدم التصدي بوجه الحملة الاستيطانية او اللجوء للقضاء بسببها بغية الاستمرار بصرف المردودات المالية عن الضرائب وربما تثنيه عن التخلي عن المطالبة بالعضوية الكاملة مع ان الكثير من العرب والفلسطينيين يعتبرون تلك العضوية هي عبارة عن خدعة يراد بها التخلي عن النضال من أجل كامل الارض الفلسطينية حيث أن الفلسطينيين عانوا جراء الخداع منذ وطأة ارض فلسطين اقدام الصهاينة ولحد الان ويلاحظ ومنذ البدء الظلم والتجني الذي تعرض له هذا الشعب جراء انجرار الحكام العرب للأطماع الغربية والصهيونية فوضع أول خارطة للتقسيم بإعطاء اسرائيل جميع الموانئ البحرية الفلسطينية على البحر الابيض المتوسط واخذ مساحات شاسعة من الاراضي الصالحة كما زودت اسرائيل بمرفأ على خليج العقبة والقيام بفصل شطري ما ترك للفلسطينيين بين غزة والضفة وحصيلته الان التشتت والضياع وعدم الاعتراف باي وطن اما الصفحة الجديدة لما يجري من أحداث في هذه المنطقة هو ما قال عنه أحد الساسة الكبار في جبهة الانقاذ الوطني في مصر (ان الدولة المصرية الان تشبه ولدرجة كبيرة بداية القرن الماضي حيث كان الانتداب البريطاني مسيطرا ومصر الان تحت الانتداب الامريكي) والحقيقة أن مصر عند أول ظهور الاحتجاجات فيها كان الفريق طنطاوي في واشنطن وعندما عاد استلم هو ورهطه العسكر السلطة ومن ثم سلموها الى الإخوانية محمد مرسي فأذن استبدلت ثورة شباب مصر الاخيرة بانقلاب عسكري بإيصالها للإخوان وبالتالي فان مصر في ظل حكم محمد مرسي ووفق ما كانت عليه في عهد حسني مبارك خارج مضمون معادلة المقاومة اما في سورية فالعملية تختلف فيها تماما كون سورية ثبت صمودها بوجه الاحتلال منذ بداة ولحد الان وتشكل حيزا هاما من جبهة المقاومة لذا راينا أخيرا تتعرض لهجمة شرسة ساهمت بها جميع القوى الغربية والعملاء في المنطقة حيث أن من يحملون السلاح ويمعنون بالقتل والتخريب بالبنية التحتية السورية نسبة كبيرة منهم من المرتزقة الأجانب والقادمين من مختلف اصقاع العالم سيما من دول الخليج وشمال أفريقيا ويزاولون ابشع الجرائم بدوافع طائفية اما القسم الثاني فهم من السوريين اللذين مقيمين في الخارج او قاموا بأجلاء عوائلهم الى خارج سورية وتفرغوا لعمليات القتل والتخريب وربما خير مصداق على ذلك هم ممن يأتون من مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا ويعبروا الحدود منها الى سورية والقسم الثالث مجاميع من الرعاع اللذين استهوتهم حالة الفوضى وأصبحوا متعطلين فاستغلوا الوضع ليتحولوا الى مجاميع من اللصوص والقتلة وقد عبر عن ذلك السيد انور رجا المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مقابلة معه يوم 2/12/2012 في قناة الاخبارية السورية حيث يقول موضحا كيفية اقتحام مخيم اليرموك بدمشق بقولة (منذ فترة تعرض سكان المخيم لهجمات من الرعاع اللذين لا يجمعهم اي جامع ولا ممكن ان تعتقد بأنهم يحملون فكرة سياسية او انسانية وانما قصدهم النهب فقاموا في بادئ الامر بالاعتداء على اصحاب المهن كالأطباء والصيادلة من السوريين اللذين يمارسون عملهم داخل مخيم اليرموك فسحبوا طبيبة سورية من شعر راسها وهي كبيرة السن وقذفوها في السيارة ثم طالبوا بدفع فدية ستة ملاين ليرة وقد طلبوا من مسؤول منظمة فتح بتسليمهم (سويج) سيارته ولما لم يستجب اخذوها منه عنوة وقد حصلت مهادنة بينهم وبين بعض مسؤولي منظمات فلسطينية وقد اقترفوا جرائم عدة من القتل والسرقات والنهب وكان من ضمنها قتل أفراد شرطة المركز الكائن في المخيم فشكلت لجان لحماية امن المخيم ولكنهم قرروا دخول مخيم اليرموك بالقوة وفعلوا ذلك بعد ان لم تستطع بعض قواطع تلك الجان ان تقف بوجههم وعندما استفاق الفلسطينيون لحظة مغادرتهم دورهم وممتلكاتهم قرروا العودة ومهما تكن النتائج مما دفع أولئك الرعاع أن يتراجعوا من الدور والممتلكات الفلسطينية ولم يتدخل الجيش العربي السوري فيما جرى داخل المخيم حفظا على حياة وسلامة الفلسطينيين القاطنين فيه) وقد رفعت يوم 20/12/2012 لجنة مشكلة من مجلس الأمن يترأسها شخصية برازيلية تقريرا الى المجلس يتضمن بان ما يدور في سورية ألان من قتل وتخريب ناجم عن فعل عصابات مدفوعة بدوافع طائفية ومستهدفة الأقليات وان القسم الاكبر من هؤلاء هم من المرتزقة الوافدين من الخليج وشمال أفريقية وطلبت تلك اللجنة بوضع حد لنزف الدماء وقد قلب الاعلام الغربي مضمون تقرير تلك اللجنة كعادته وكذلك فعل نفس الشيء مع مضمون خطاب الرئيس بوتين ففي مساء يوم 20/12/2012 عرضت قناة الحرة أقوالا تزعم بأنها تعود للرئيس الروسي (بوتين) وتلك الأقوال ما انزل الله بها من سلطان وكأن الناس ممكن استغفالهم بهذا الشكل المشين كما ان قناة العربية صباح يوم 21/12/2012 حذفت الكثير من تقرير لجنة مجلس الأمن الموفدة الى الاراضي السورية وإضافة لها أمور لم ترد في تقرير تلك اللجنة ولم تذكر تلك القناة المجاميع التي قدمت الى سورية من الخليج وشمال أفريقية والمدفوعة بدوافع طائفية ومع كل هذا فان الأمم المتحدة وفق ما عرض في تلك القناة قد حصلت على تكريم من المنظمة المذكورة وللمرة الثالثة كما تقول بحسن تغطية الأخبار عن سورية وهذه هي طبيعة الأعلام الغربي والعميل التابع له فهو يتبع ما يحقق حماية المصالح الغربية بعيدا عن المهنية والأمانة والصدق ولكن ذلك يفقد وسائل الأعلام تلك المصداقية لدى الناس فلم يعد الكثير من المثقفين العرب ان يعطوا أدنى اهتمام لقناتي العربية والجزيرة لارتباطهما المباشر بالتوجه ألأعلامي الغربي بحكم عمالة الحكام في كل من قطر وال سعود ومن المفيد ان اذكر للقارئ الكريم واقعة حصلت معي بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 من قبل كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وبعد انتهاء ذلك العدوان بأيام كنت مسافرا من بغداد باتجاه الجنوب في القطار وجلس بجانبي شاب وذكر بانه مع اثنان معه أخرين اشار لي عليهما بانهم كانوا يعملون مذيعين في دار الإذاعة البريطانية في قبرص ومع اندلاع تلك الحرب الظالمة والتي دارت رحاها في قناة السويس يقول ذلك الشاب سلمونا القائمين على تلك الإذاعة برامج معدة للتعبئة ضد القوات المصرية وكانت تلك البرامج تقلب الحقائق لصالح المهاجمين ولم نستجب بالمشاركة بإذاعة تلك البرامج وتركنا العمل ونحن متوجهين ألان للكويت للتوظيف هذا نموذج مما يطلب من المواطن العربي بمساهمته بتزوير الحقائق والوقائع التاريخية اتجاه ابناء هذه الامة وفي يوم 20/12/2012 اتصلت قناة الحرة بمعارض سياسي سوري مقيم في لندن وعلى ما اتذكر كان اسمه ابراهيم وسألته عن ما ورد بمضمون اللجنة الموفدة من قبل مجلس الامن للتحقيق فيما يدور في سورية والذي كان متضمنا بان ما يحصل في سورية حرب تستهدف بها المجموعات الارهابية السوريين على أساس طائفي فأجاب ذلك المواطن السوري بان السوريين لم يعرفوا الفرقة الطائفية في حياتهم وانا لا اكذبه فهو بنظرنا صادق ولكن كان ذلك قبل افتعال الفتنة التي اشعلتها الولايات المتحدة وال سعود وشيخ النعاج بدفعهم لأعتى المجرمين المشبعين بالحقد الطائفي الى الاراضي السورية ليقتلوا ويهدموا البينة التحتية لذلك البلد الرائع والجميل والقضاء على قيمه النبيلة واحلال قيم الحقد والضغينة وربما ما ساد العراق بعد الاحتلال الامريكي خير مصداق على ذلك حيث بعد زج القاعدة والعناصر الوهابية التكفيرية تغير الكثير من المفاهيم والقيم في بلاد وادي الرافدين وحلت قيم منحرفة لم يعرف العراقيون فيما مضى مثلها ويقف المثقفون العراقيون حائرين امام استشراء هذه القيم الوافدة كالاستخفاف بالقانون واستهداف المال العام وعدم اداء الواجب وعندما انتقلت عصابات جبهة النصرة والتوحيد وانصار الاسلام الى سورية نقلوا معهم تلك القيم التي لا ادري من أين اتوا بها فتلك العصابات تستقي أسمائها من عبارات دينية مع ان الاسلام براء منها حيث لا يقر الدين الحنيف قتل الانسان دون ما سبب واستباحة دماء الاطفال والنساء والشيوخ ودور العلم والعبادة وبأسلوب همجي ولكن الباحث عندما يعود الى الوراء وتحديدا بداية القرن الماضي فيطلع على السبب الحقيقي ببدء دعوة محمد بن عبد الوهاب وهو داعية أعده الانكليز وألحقوه بسلطان ال سعود ابان بدء اعتماده من قبل البريطانيين بالسيطرة على جزيرة العرب لينشئ له حزبا يعتمد علية لتوجيه القبائل الرحل بالطاعة لذلك السلطان واستباحة دماء المخالفين لهم حيث في عشرينيات القرن الماضي كان يطلق على هؤلاء بالإخوان ويغيرون على الحواضر الاسلامية في الكويت وامارة المنتفك وأعالي الفرات فيقتلوا الرجال ويفتحوا بطون النساء خشية من كونها تحمل ولدا ويهدموا أضرحة الاولياء وهذه الموجة الجديدة لهذا السرطان البغيض استلمتها أمريكا بعد افول بريطانيا في الخليج واعتمدتها في كثير من حروبها وما يجري في سورية الان هو وجها لذلك السرطان الا ان المثقفين العرب لا بل وعموم الشعب العربي ادرك مخاطر هذه الهجمة وبانها تستهدف مستقبل هذه الامة وتقتل وتذبح وتعيث فسادا من اجل بقاء اسرائيل مسيطرة على مقدرات الشرق الاوسط خلافا لحقائق التاريخ.

Share |