الحوارالمباشرقمة السلوك الانساني/سليم صالح الربيعي
Fri, 21 Dec 2012 الساعة : 0:36

المجتمع الانساني ملئ بالمشاكل وهي ظاهره طبيعيه لايكاد يخلو منها اي تجمع انساني وعلى كل المستويات القبيله والعشيره والوطن, وبما ان الحياة بطبيعتها هي عباره عن سلسله من المشاكل وحلولها.... لكن تبقى النقطه الاخطرفي مسار العلاقات الانسانيه هي ان يقع ضمن طرف واحد في الحياة الاوهوطرف المشاكل بدون الحلول , لانه سيقودنا الى مسارات عقيمه ونتائج وخيمه , وغالباً ما تتطورالى حالات من الصراع العنيف والاحباط والمشاعرالسلبيه والسلوك العدواني الذي يبدأ يدمرالذات والاخر , وعليه فان الوجود الانساني لايستقيم مالم يكن التبادل المشترك والاعتراف بالاخر الذي يمثل امتدادا ًللانأ أو الذات مقابل الاخروالنحنُ , وهذا يستلزم ان تكون هناك لغة الحوار , والحوارهو قمة السلوك الانساني الراقي الذي يجمع بين الفكر والابداع وبناء حضاره انسانيه بعيده عن نزعات الانانيه والاضرار بالاطراف الموجوده في عملية الحوار والمسنده الى أصول قانونيه متفق عليها مسبقاً . لان القواسم المشتركه اكبر من نقاط الخلاف التي يستلزم كل مظاهر المواجهه والاقتتال وهذا يحتاج العوده الى القواعد والاصول من النظره العقلانيه المحاطه بمشاعر المحبه والسلام والنيات الصادقه التي تؤسس لمفهوم السلام والدوله المستنده الى احكام دستوريه لايمكن تجاهلها او القفز عليها .. اي ان الحوار الناجح ينبغي ان يبدأ من الذات وينظر الى المصلحه العليا للشعب الواحد . فعلينا ان نتعلم كيف نفكربطريقه سليمه بعيداً عن الافكار الجامده والضيقه والسلبيه والمسبقه في التعامل مع مفردات الحياة المختلفه , فقاعدة الفكر هي التفكير السليم , وقاعدة النجاح هي القدره على الحوارالهادف الذي تعلو فيه مصلحة الجميع فوق المصلحه الخاصه الضيقه بفئه أو قوميه أو مناطقيه . وقاعدة الاستمرار هي قبول الذات وقبول الاخر. فكثير من المشاكل تحدث وتتطور نتيجة عدم وقوفنا أمام المشاكل متسأئلين عن خلفياتها وألية مواجهتها والخروج من تقاطعاتها وفق الاساليب التقليديه وغير التقليديه , لاننا تنقصنا الكثير من الخبره في أدارة مثل هكذا ازمات والتي تحتاج ان نتعلمهاونتدرب عليها وبالدرجه الاساس كيفيه اجرى الحوارات المثمره وايضاالرجوع الى المرجعيه الدينيه في مثل هذه المشكلات لحلها والوقوف على نتائجها فان المرجعيه صمام أمان لضمان حقوق الشعب بغض النظرعن العرق والدين والقوميه وفي المحصله نكون قد نجحنا في تجاوز مثل هذه المشاكل بالحوار الهادف . ان كثير من البلدان ازدهرت وتقدمت باجراء الحوارات واللقاءات والندوات التي يناقش فيها كثير من القضايا وتحل معظم ازماتها باللقاءوالنقاشات الثقافيه الهادفه الخاليه من التفكير بالانأ والذات قبل التفكير الجمعي الذي يرتقي بالبلد الى مسارات فيها مصلحة الجميع وتدعو الى التماسك والوحده وهذه تجربة كثير من الشعوب فان سكانها متألفين بغض النظر عن تعدد دياناتهم واصولهم فأنهم يعملون لتقدم بلدانهم. وعند زيارتنا للمرجع الديني محمد تقي المدرسي كان يؤكد على التحاور واللقاء المتكرر فانه المخرج من كل الازمات والمشكلات وسبب في رقي وتقدم البلدان ثقافيا واقتصاديا وعلمياً .
وان حاله اثارة الازمات وبدون حلول أتيه من موروث سابق ,لاننا نعيش حالة الخوف والقمع وعدم القدره على المواجهه. انفسنا والاخر مما يجعلنا نعيش في وهم كبير نكون غير قادرين على تجاوز المظاهر السلبيه في التعامل, وهذا ما نشاهده داخل البيت الواحد الوطن يمثل حالة الاشتراك , ولتجاوز كل ذلك علينا ان نعيد صياغتنا التربويه والاجتماعيه والحقوقيه وان نصون المواثيق لاان نفسرها كيف ما شئنا وذلك لبناءمنطلقات شخصيه جديده قادره على ممارسة الحوارالناجح مع الذات وتحت عنوان حوار النفس لكي نبني قاعدة حوارناجح مع الاخروالتغلب على الكثير من المشكلات والمعضلات الحياتيه التي اصبحت بناء متراكماً عقيماً لايمكن تجاوزه في مختلف مظاهر الحياة .