تصريحات النجيفي الأخيرة..دعوة لبقاء الاحتلال-سمير القريشي
Sat, 2 Jul 2011 الساعة : 9:00

صريحاتالسيد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي من واشنطن والتي قال فيها أن العرب السنة محبطون وإنهممواطنون من الدرجة الثانية وصفا هذا الإحباط بأنه سيؤدي إلى انفصال السنة العرب بدولة مستقلة . أو على الأقل إلى تكوين إقليم غرب العراق على غرار إقليم كردستان.. وكنتيجة نهائية يقسم العراق إلى أقاليم أو دول ..كان من الممكن جدا أن تكون اقل شدة, واخف وقعا وبخاصة أذا ما لاحظنا بان السيد النجيفي زار واشنطن على رأس وفد برلماني رفيع المستوى وبالتالي فان وجوده هناك يمثل وجودا للصوت العراقي التشريعي الجماهيري ولا يمثل السلطة التنفيذية, وبعبارة أوضح تصريحات النجيفي يفهمها الرأي العام الأمريكي بأنها تصريحات تعبر عن آمال الجماهير العراقية ولا تمثل تطلعات مكون من مكوناتالقائمة العراقية حتى يمكن أن يوضع هذا التصريح في أطار الحرب الإعلامية أو السياسية بينالقائمة العراقية وائتلاف دولة القانون منذ الانتخابات إلى اليوم
هذا التصريح يخفي خلفه الكثير من علامات الاستفهام في وقت تستعد قوات الاحتلال الأمريكيإلى مغادرة العراق بحلول 2012,وفي مرحلة يشهد الوطن العربي هيجان ثوري فما أن تنتفض ثورة في الشرق الأوسط حتى تتبعها أخرى في شمال أفريقيا .والاهم من ذلك أن أبعاد هذه الثورات انحرف بفعل التدخل السياسي لدول الخليج العربي وبالأخص تدخل المملكة العربية السعودية إلى صوب التناحر الطائفي..فالمصلحة السعودية العليا في هذه المرحلة تتمثل في المحافظة على نظامها السياسي عبر تحويل الصراع الشعبي ضد الدكتاتوريات إلى صراع مذهبي, ومن هنا تجد المملكة أن بقاء القوات الأمريكية في العراق ضروري وحساس لإيجاد حالة التوازن بينها وبين إيرانإلى حين ما تنكشف سحب الدخان الكثيف من سماء الشرق الأوسط الملبدة بغيوم التغير وتنكشف معالم التغير في الوطن العربي والتي لا يعلم احد أين يمكن أن تؤدي.
.ومن هنا ترى بعض الجهات السياسية بان تصريح السيد النجيفي يصب في خانة هذا الصراع المذهبي بعد أندخلت سوريا على خط المواجهة بقوة ,وهو بعيد كل البعد عن مشروع السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي منظر مشروع التقسيم . وبذلك يعد تصريح السيد النجيفي دعوة إلى بقاء قوات الاحتلال في العراق بل إلى زيادة عديد القوات وتسليحها بسلاح أكثر فاعلية
وفي ضوء ذلك فان دعوة الانفصال هي دعوة كاذبة لا حقيقية لها بقدر ما هي فبركة للضغط على الرأي العام الأمريكي المعارض لبقاء قوات الاحتلال. ومن اجل ذلك نجد صمت اغلب القوى السياسية العراقية على تصريحات السيد رئيس مجلس النواب..
اغلب الكتل السياسية وكما قال عضو مجلس الحكم السابق حميد الكفائي تريد بقاء القوات الأمريكية لكنها لا تملك الشجاعة على البوح بذلك ليأتي السيد رئيس المجلس لينقذ الكتل من مأزقها الحرج ويسمح ببقاء القوات المحتلة على قاعدة ..السياسية فن الممكن
ربما لا يغيب عن الكثير بان تطبيق الفدرالية في وسط أو غرب أو جنوب العراق لا يتحقق ألا بحرب أهلية ولا يمكن أن تطبق عبر استفتاءات أو خزعبلات سياسية لا تقدم أو تأخر في واقع العراقي الجغرافي. بل أن العرب السنة هم أكثر تمسكا بعراق موحد لا يعكر وحدته الجغرافية أي مشروع تقسيم حتى لو كان من قبيل الفدرالية الإدارية. لان إقليم غرب العراق في حال قيامه سيحرم السنة العرب من عائدات النفط التي توزع اليوم بالتساوي, وفي ضوء هذه الحائق تعتقد بعض المصادر بان السيد أسامة المعروف بمواقف الوحدوية انزلق إلى محيط الصراع الطائفي من حيث يدري أولا يدري .لكنه خسر وسيخسر الصوت السني الذي وقف معه في الانتخابات الأخيرة بقوة. لان تصريحاته في واشنطن دعوة إلى القضاء على محافظات غرب العراق. أو دعوة لدخول العراق في صراع الطائفي. مع انه لم يقصد أيمن الأمرين الماضيين...
لا يخفى على احد أن إقليم كردستان هو الأخر وبغض النظر عن فيتو دول الجوار ,غير قادر على إعلان الانفصال لأنه سيحرم من عائدات النفط المتدفقة من البصرة وجنوب العراق والتي تمثل أكثر من 90% من عائدات النفط بينما يمثل أنتاج حقوق كركوك أكثر من 5% من نسبة الإنتاج الكلي. وعليه فان أي دعوة لانفصال جزء من العراق يعني حرب أهلية .. فهل أراد السيد رئيس مجلس النواب ذلك ؟؟؟
وليس هذا فحسب فالكثير من إرهاصات حقبة ما بعد الاحتلال تؤكد بان قيام فدرالية في غرب العراق سيكون في غاية التعقيد, فاغلب محافظات غرب العراق في خلافاتداخلية عميقة تحتاج إلى وقت طويل جدا لتعلق إلى وقت لاحق لا أن تحل ..الرمادياكبر محافظات الغرب العراقي تتخللها بعد الحين والأخر صراعات بين الحزب الإسلامي وبعض العشائر الكبيرة لا يتورع فيها حتى عن استخدام عناصر القاعدة لتصفية الحسابات. أما الموصل فهي أوضح من بيان عقدها المعقدة بين العرب والكرد ولا تبتعد ديالى عن الرمادي والموصل بمرتبة التعقيد أن لم تكن أكثر تعقيدا منهما ..وبعد الحقيقة الأكثر وضوحا هي أن قيام فدرالية في غرب العراق سيواجه رفضا أمريكيا قاطعا لان هذا الجزء لن يكون خاضعا لأي قوى دولية أو إقليمية بما فيها السعودية بقدر ما سيكون خاضعا لتنظيم القاعدة والتجربة تؤكد ذلك..
ما أراد السيد رئيس مجلس النواب أن يوصله إلى الرأي العام الأمريكي ..هو دعوة لبقاء قوات الاحتلال بطريقة طائفية لكنه لم يحسن الأداء وسيدفع ثمن ذلك