مجرد رأي الى السادة المشرفون على العملية التربويه في مدارس العراق/أبو ســــيــف الجــابري

Sat, 15 Dec 2012 الساعة : 22:34

 

يغبن الكثير من أبنائنا الطلبة جراء النظام التعليمي في البلد والذي يفتقر إلى ضعف الرقابة الوظيفية للكوادر التدريسية وانعدام تقييم الأداء لها  من جهة
 
وآلية تقييم كفاءة الطلبة في الامتحانات من جهة أخرى.
 
إن النظام التعليمي المعمول به حاليا قد عفا عليه الزمن  وأصبح غير محققا للطموح المرجو جراء التغيرات في إعداد المدارس وتنوعها وازدياد أعداد طلبتها وكوادرها التدريسية  .فقد بات واضحا وملموسا لذوي الطلبة عدم اهتمام التدريسي بالتعليم العام واكتراثه بنتائجه بينما نراه يهتم اهتماما بالغا بالطلبة الذين يدخلون الدورات الخاصة التي يجني من ورائها المبالغ الكبيرة متعهدا لهم بالحصول على المعدلات العالية في الامتحانات .
 
إن السببين الرئيسيين لهذه الظاهرة هو اطمئنان الموظف (معلما كان أو مدرسا) إلى تسلم راتبه كاملا في نهاية الشهر سواء أبدع أو لم يبدع و وضمان ترقيته الوظيفية وعلاوته السنوية والمقترنة بالمدة التي أمضاها في الخدمة من جهة و انعدام وجود الحافز الدافع له والذي يجب إن يكون ملازما لإبداعه في وضيفته من جهة أخرى.
 
إن نظام الأشراف التربوي المعمول به حاليا غير مجد ولا يؤمن الرقابة الكاملة للعملية التعليمية أو يعطي تقييما منصفا وعادلا للأداء بحكم المعطيات التي أشرنا إليها آنفا و بسبب كبر مسؤوليات المشرف وتعدد المدارس التي يشرف عليها
 
إما نظام الامتحانات ففيه مغبونية كبيرة لكثير من الطلبة بسبب اعتماد التقييم الكلي لكفاءة الطالب على نظام الامتحان الواحد في نهاية دراسته الثانوية والتي سيتحدد بموجبه كامل مجرى حياته استنادا لما ستؤول إليه نتيجة معدله في ذلك الامتحان  وقد يواجه الطالب ضرفا نفسيا نتيجة تقلبات الحياة التي تمر بها مجتمعاتنا سيحرمه من الحصول على الاختصاص الذي يمكن إن يبدع فيه ويستفيد منه بلده لهذا يرى صاحب هذا الرأي إن تكون الامتحانات للصفوف المنتهية بنظام (الكورسات)أو المراحل الفصلية للوقوف الدقيق على مستوى الطالب الحقيقي. إن تحقيق أهداف الأشراف الدقيق ورقابة نتائج الأداء التربوي إضافة إلى خلق الدافع المحفز للإبداع لدى الكوادر التدريسية يمكننا تأمينه بإتباع التغيير الآتي حسب مايراه صاحب هذا الرأي بأتباع الخطوات التالية:
 
1.تفريغ الكوادر التعليمية الكفؤة ممن امضوا مالا يقل عن ربع قرن في التعليم إلى مهمة الأشراف والرقابة التربوية وبإعداد تؤمن نجاح مهمة أجراء التفتيش وفحص الكفاءة الشهري أو الفصلي  للهيئات التدريسية لكل مدرسة من مدارس المديرية العامة لتربية المحافظة.وتخصيص بناية كبيرة خاصة لمقر هذه الهيئة وتهيئة مستلزمات بنيتها التحتية وملاكها من السيارات والحواسيب وبقية اللوازم المطلوبة وأيلائها أهمية كبيرة بسبب الدور الايجابي الكبير الذي ستلعبه  في العملية التربوية إضافة إلى منح منتسبيها مخصصات التحفيز المتناسبة مع الخدمة الجليلة التي قدمها ويقدمها  هؤلاء المنتسبين ولجعل الوصول إليها امتياز يحصل عليه التربوي المجد بعد ربع قرن من الخدمة المشرفة.
 
2.توعية وتوجيه الكوادر التعليمية والطلبة في كافة المدارس بأهمية التفتيش وفحص الكفاءة التربوية التي تجريها هذه الهيئة والتي على أساس نتائجها سيجري التقييم لكل مدرسة وتربوي .حيث يتطلب وضع جدولا بالمحفزات للمجدين والمبدعين وعقوبات صارمة للمقصرين تبدأ بالإنذار أولا والإحالة على قائمة نصف الراتب وتنتهي بالاستغناء عن الخدمات بسبب عدم الكفاءة .ذلك لأن النشيء المتعلم ثروة قومية للوطن ولايمكن المجاملة على حسابه والتفريط بمستقبله مطلقا كما إن هناك الأعداد الغفيرة من الخريجين الأكفاء الشباب ينتظرون فرصتهم بالتعيين لتقديم خدماتهم وعلى أساس البقاء للأصلح.
 
3.تكون آلية التفتيش والفحص مبنية على أساس اختبارات الطلبة من قبل المشرفين بتغطية كافة مواضيع المنهج المقرر ولكافة الطلبة واحتساب معدل نسبة النجاح للاختبارات التي جرت للسنة الدراسية .
 
حيث تنقسم زمر الأشراف والأختبارت في الهيئة الى عدة زمر تغطي بمجموعها كامل مدارس الوحدة الأدارية  ويخصص منهج اختبار شهري او فصلي تتفرغ فيه المدرسة الخاضعة للاختبار اعتبارا من الحصة الأولى  ويدخل الطلبة الى صفوفهم فيشرف كل عضوفي زمرة الاختبارعلى اختبارصفا واحدا حيث سيقوم بتوزيع الدفاتر الأمتحانية المختومة من هيئة الاشراف والاختبارات المركزية في المحافظة وتوزيع الأسئله  لينتهي الأمتحان مع نهاية الحصة وبعد الفرصه يبدا امتحان الصف الآخر ليكنمل  امتحان كافة الصفوف مع نهاية دوام المدرسة خلال اليومين المخصصين للاختبار مع مراعاة العدد الكافي من المشرفين على الأمتحانات لكل موضوع بحيث يغطي كافة الشعب للصف الواحد في المدرسة خلال الحصة الواحدة  أما الأدارة فيجب ان يفتشها مشرفون ذوو خبرة في الأدارة ووفق اسس تفتيش خاصة  بهذ الغرض كما يجب ان لاتكون الأسئلة موحدة لكافة المدارس لكي لايكون تركيز الطلبه على دراستها فقط دون سائر المنهج بعد تسريبها من مدرسة لأخرى بل يكون التوحيد في مستوى صعوبة الاسئلة بحيث تكون متناظرة .ثم يتم الأنتقال الى المدرسة التي تليها وبذات السياق .يجري تصحيح الدفاتر واصدار التقييم من قبل الهيئة ليرفع الى المديرية العامة لتربية المحافظة التي ستصدر بدورها اوامر الثواب والعقاب بحق المعلم والمدرسة المجد منهم والفاشل
 
4.إن تطبيق هذا الأجراء سيؤدي إلى تشبث الكوادر التدريسية بكافة السبل إلى رفع مستوى الطلبة ومتابعتهم كما سيخلق الحافز المعنوي للأستاذ المجد والمبدع إضافة إلى الوقوف على مستوى الأداء والتقييم الدقيق للكوادر التربوية وبذات الوقت سيحقق إمكانية في استيعاب الخريجين الأكفاء الجدد وسيتخلص من العناصر المتطفلة على العملية التربوية من عديمي الكفاءة . مع قناعتنا بان كوادر الأشراف هذه من العناصر الآيلة أصلا إلى التقاعد لإكمالهم أكثر من25 سنة في الخدمة .
Share |