كشف المستور/عادل فتحي
Sat, 15 Dec 2012 الساعة : 15:38

تتصاعد هذه الايام موجة الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين ( السياسيين العراقيين )ويتوالى عرض مسلسل الفساد المقيت الذي يبدو انه لن ينتهي قريبا ، فتارة يتبارى هولاء (الشرفاء ) منهم بكشف ملفات للفساد وغايتهم الاولى والاخيره هي الاسقاط السياسي للاخر الذي لايختلف عنهم شيئا ان لم يكن أكثر سوءا منهم .ويبدو ان ساستنا قد أحلوا كل شئ من أجل اسقاط خصومهم واكتساب نقاط جديدة في حسابهم ومعركتهم الانتخابية الضروس والتي لايدخرون وسعا ولاجهدا ولامال لها لان تلك الانتخابات هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لهم ، وعلى الاغلب ان تلك الجولة الانتخابية عنوانها الرئيسي هو كشف المستور فلا نكاد أن نسمع بلمف جديد للفساد حتى نجد انفسنا في ملفات وحقائق ووثائق جديدة محملة بقضايا فساد بارقام فلكية فملايين الدولارات أصبحت ارقما عادية جدا في قضايا الفساد لدى هولاء السياسيين ، فالكل يهدد بكشف وتعرية الاخر امام الشعب من أجل مصلحة الشعب التي هي شغلهم الشاغل لانهم ممثلي الشعب كما يدعون وينعقون يوميا في الفضائيات التي لاتقل خسة عنهم حتى ملهم الشعب ومل صراخهم وأشكالهم فتاه الشعب بهم ولم ينكشف الفساد ولا المفسدين وشعارهم في هذا (ضملي وضملك) .
من المعروف ان الشخصية العراقية متفننة في تغيرها لمواقفها وانتماءتها (وي الهوه منين ما مال تميل ) والتاريخ العراقي حافل بتلك الامثلة ولاأستثناء في ذلك من سياسيين وفنانين ومثقفين وهي دائما ما تكون لعبة بيد الغير يحركونها حسب مصالحهم فهم يضعون القوانين والتشريعات التي تتلائم مع تلك المصالح دون ان يكون للشعب رأي او معرفة بها فهي تمر علينا مرور الكرام وكأن الامر لايعنينا مطلقا فوضعوا دستورا هزيلا وسنوا قوانيين أكثر سوءا منهم تشرعن لفسادهم وتصونهم من الملحقات القضائية أن وجدت فجعلوا كل شئ مسخرا لخدمة طموحاتهم الدنئية وبالرغم من ذلك كله مازال الكثير من الشعب يخرج تأييدا لهم ويصرخ عاليا مدافعا عنهم دون أن يفهم شئيا ( اطرش بالزفة ) وتلك الطامة الكبرى.
احد النواب صراخا في مؤتمرا صحفيا يطالب فيه بضرورة الاسراع بتشريع القوانيين الخاصة بالمتقاعدين لانهم من الفئات المظلومة ويتهجم على رئاسة الحكومة التي صوت هو لها ومستشاريها الذين يتقاضون رواتب كبيرة ونسى أنه يتقاضى الملايين الملايين (غير البخشيش) ،وليس السياسي فحسب الذي يعيش هذه الازدواجية فهنالك الكثير!
فعندما نسمع تصريحاتهم وتصرفاتهم وحرصهم وامانتهم على المواطن والوطن والتزامهم القانون على شاشات التلفاز نشعر بالفخر لوهلة قصيرة لكن بعد ذلك تتلاشى تلك الصورة الوردية بمجرد طرح سؤال تلك العجوز البسيطة التي تعيش في قرية ما عندما سرقت دجاجتها التي تقتات عليها فذهبت للبحث عنها فلم تجد احد في القرية وعندما وصلت الى جامع القرية وجدت الجميع هناك يصلون فقالت (جا منو باك الدجاجة )؟‼‼‼‼
حالنا الان كحال تلك العجوز فلا نعرف من سرق العراق فالكل يصلي ويلطم والكل وطنيون قارعوا النظام السابق حتى انهزم اشر هزيمة (( جذب مو امريكا طلعت الذي اسقطت النظام لا يابه )) ،وان عرفنا لاأعتقد بان ذلك يغير من الامر شئيا او يرتعب السراق من غضبة الشعب ومن قانون الشعب لان الشعب لا يتعدى غضبه جلساته الاعتيادية وهم يعرفون ذلك جيدا لانه مشغول بامور اخرى اهم من الوطن الذي سنفقده قريبا يقينا ونحن نتفرج ، قد نذرف الدموع لكن من المؤكد ان اصابعنا ستتجه الى دولا متامره علينا فنظرية المؤامره والاتهامات جاهزه وهي اضعف الايمان واكثر مؤاساة لنا والاكثر سهولة ، ومرة أخرى سيبدأ هولا السياسيين بالمتاجره بنا من جديد لا ن الدين والمذهب في خطر ويجب اعادة بناء الوطن من جديد لكن ماذا سيسرقون هذه المره ….