اسرى فلسطين : العراق تضامن مقابل من رفض وتهاون/وليد سليم

Fri, 14 Dec 2012 الساعة : 23:05

 

مؤتمر التضامن مع الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية انعقد ولكن منذ الاعلان عن هذا المؤتمر في العاصمة بغداد تصاعدت الكثير من الاصوات النشاز التي ترفض انعقاده في العراق ومنهم منظمات فلسطينية ومنظمات عربية اضافة الى عدم حضور بعض الدول العربية رسميا وهذا يعطينا تفسيرا واضحا ان هناك من يناغي دولة الاحتلال الاسرائيلي ولا يريد ازعاجها لان المشاركة في مثل هكذا مؤتمرات من المؤكد انه يزعج نفسية الكيان الصهيوني المستبد ومن هنا يأتي الامتناع عن الحضور او المقاطعة للمؤتمر.
 
العراق كان واضحا جدا حكومة وشعبا ومؤسسات بأنه يتضامن بالفعل لا بالقول مع المعاناة الفلسطينية ولا يهمه ما تقول اسرائيل او تخطط له من خلط للاوراق على المستوى الدولي وتأثيرها على العلاقات الدولية التي يمكن ان تنسحب في تأثيرها على العراق ولكن بالمقابل لم نرى تلك الوجوه الكالحة الصفراء من الدول العربية وانظمتها التي لم تحضر ولم تتضامن ليس فقط من اجل اسرائيل ومداراتها وانما من اجل اظهار حقدهم وكرههم للبلد الذي يستضيف هذه الفعالية كي تكون المحصلة في نهاية المطاف فشل عراقي على المستوى السياسي والاداري والسيادي وهو ما تريده دول خليجية بعينها ولا نستغرب عدم حضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي صرع رؤوسنا بخطبه الفضفاضة وهو يتكلم عن المحتل الاسرائيلي فأين هو من هذا المؤتمر الذي يعتبر صرخة دولية بوجه الغزاة الصهاينة ، فلماذا عدم الحضور ؟!!!! مفارقة تستحق التعجب كثيرا ولكن ليس مستبعدا ان تكون الراية القطرية التي يستظل تحتها المشعل اليوم هي المانع الوحيد من حضوره الى بغداد وفي النهاية هو غمز من طرف خفي للصهاينة بأن لا تنزعجوا .
 
في المقابل اسرائيل فعلا انزعجت من التنظيم العالي للفعالية من قبل العراق وكان حمقها يصب باتجاه اتخاذ اجراءات قاسية ضد بغداد كما يزعمون صعاليك اسرائيل حيث اوردت الانباء ذلك في جريدة المستقبل العراقي بالقول(( أعربت جهات إسرائيلية عن امتعاضها الشديد من استضافة العراق لمؤتمر الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب، مهددة باتخاذ “إجراءات قاسية” ضد بغداد. وكشفت مصادر مطلعة في تل أبيب أنها أبلغت بعض القيادات السياسية في دولنا العربية بعدم رضاها عن انعقاد المؤتمر في بغداد، مبينة أن هذه القيادات استجابت لرغبة حكومة تل أبيب وقاطعت المؤتمر)) ولذلك هم جندوا العديد من المنظمات الفلسطينية المتواجدة في اوربا من اجل اصدار البيانات المناهضة لانعقاد المؤتمر حتى تكون لهم الحجة في عدم الحضور ويقولوا ان الفلسطينيين هم من قاطعوا المؤتمر وطالبوا الاخرين بذلك .
 
على هذا الاساس يجب ان تخرس كل الاصوات المزعجة من تنظيمات فلسطينية تعيش في اوربا ولتعلم جيدا ان العراق بطبقته السياسية والاجتماعية من عامة الناس لا زالوا قلبا وقابلا مع القضية الفلسطينية وما تهريجكم بمضايقة بعض الفلسطينيين في العراق من قبل الحكومة العراقية فذاك افتراء محض لا يخضع للعقل ابدا لأن من تدافعون عنهم هم مجرمون قتلة دمروا وحرقوا وهجروا الناس تحت لواء تنظيم القاعدة الاجرامي ولكل مجرم عقاب لا بد ان يأخذ حقه في العقوبة ، وتهاونكم هذا سيحسب عليكم وسيلعنكم التاريخ وانتم تهملون اخوانكم وابناء جلدتكم في السجون الاسرائيلية
Share |