العجوز/بقلم منى النجم
Fri, 14 Dec 2012 الساعة : 0:12

ذات نهارصيفي توجهت وجدتي الى ضريح اميرالمؤمنين علي _ع_ في النجف الأشرف .
دخلنا رحاب حضرته الطاهرة وصلينا ودعونا وخرجنا بإرواح طاهرة وأنفاس عبقة ونفس محلقة في ملكوت يزخر برضا الله.
وما أن خرجنا متوجهين الى البيت حتى اعترضت طريقي عجوز جاوزت السبعون محدودبة الظهر غاب بصرها الأبصيص بالكاد تهتدي طريقها به وضعت يدها ممسكة بي كأخر أمل تتشبث به وقالت بصوت حزين : ارجو أن تأخذي بيدي لأعبر للجهة الأخرى يا أبنتي .
فقلت بكل سرور ياجدتي ولكن مالي أراك وحيدة ؟
وهل جئت بمفردك؟
ومن أي مكان جئت؟
فتإوهت بآهة كادت أن تخرج روحها معها ودمعت عيناها الكليلتين وقالت: أصطحبنتي زوجة ولدي للزيارة وقالت امكثي هنا ريثما أعود بعد برهة
وتركتني في داخل الضريح منذ الصباح ولم تأت لحد اللحظة.
_ولماذاتريدين العبور الى الجهة الأخرى ؟
أجلس على قارعة الطريق علي المحها وفاضت عيناي مع عيناها وسألتها من أين قدمت ؟
_من الرميثة.
_ما اسم عائلتك؟
_لا اعرف؟
_ماأسم منطقتك؟
_لاادري
_أذا أخذتك وذهبنا الى الرميثة هل تهتدين الطريق الى بيتك؟
_كلا_لا اعرف أين هو_لا اعرف أي شئ...معهم أخرج ومعهم أعود.
وأسودت الدنيابعيني ..وأمتلأقلبي هما وطافت برأسي وساوس شتى
ترى أتعمدت زوج الأبن أن تترك عجوزا هرمة على قارعة الطريق تلفها الحيرة وتنتابها الأحزان دون رحمة أوشفقة ؟
وأين من أفنت شبابها وكسرت ظهرها عليه لترعاه وتمنحه أحلى أيامها وخلاصة روحها لتجعل منه شابا مملؤءا بالقوة ومزدانا بالنظارة والفتوة تتباهى به أمام نساء الحي .
إيعقل أن تسمح نفسه بهذا الظلم الذي يمحق الرزق ويقصر العمر ويجعل البلدان بلاقع.
ولماذا هذا العقوق _؟ وهل سيأمن من العواقب في مستقبل أيامه.
ألا يخشى أن يصنع اولاده به كما يفعل هو بإمه ؟
أهكذا تكون المجازاة لمن الجنة تحت إقدامها
اللهم لطفك وعفوك ومغفرتك
رب اسألك أن أكون بارة بأمي رحيمة بها شفوقةعليها اللهم وامنحني صبرا وطاقة لأخذ بيدها في كبرها وشيخوختها.