تسول الأطفال في الناصرية مشكلة تتفاقم وتبحث عن حل –تقرير مصور -
Wed, 29 Jun 2011 الساعة : 10:41

شبكة اخبار الناصرية/علاء الطائي:
تتنامى بشكل مضطرد ظاهرة التسول في الناصرية يوماً بعد أخر ، والسبب كما يشير مختصون هو الفقر والبطالة والهجرة الجماعية من الأرياف إلى المدن ، فضلا ً عن التهجير الطائفي في وقت سابق .
لكن الظاهرة الأخطر هي ظاهرة استغلال الأطفال لغرض التسول ، فكثير من العوائل تدفع بصغارها إلى الشوارع بحثاً عن المال لسداد تكاليف المعيشية ، بينما تستغل مافيات وعصابات شبه منظمة أطفال مشردين في شبكات واسعة للتسول .
شبكة إخبار الناصرية التقت ببعض الأطفال الذين يجبون شوارع المدينة "يستجدون" الناس ويستعطفونهم من اجل الحصول على بعض الأموال ، التقينا احمد هادي (12عاماً ) "يستجدي " في إحدى التقاطعات الرئيسية في المدينة ، سألناه عن الأسباب التي تدفعه للتسول ؟ .
فقال : إنا وعائلتي هُجرنا من الرمادي ولم نجد سوى الناصرية كونها مدينة آمنة ، ولكنني لم احصل على أي عمل لأعيل عائلتي ، فاتجهت إلى التسول في هذا التقاطع بعد ان رفض أصحاب المحال والمطاعم وغيرهم عملي لديهم .
سمير ناجي (8 اعوام ) كان يشاطر احمد وقوفه في هذا التقاطع لكن سمير يحمل معه عدة علب "محارم " وقد اكتسى وجهه سمرة داكنة من شمس تلفح وجه الناعم ، سألناه عن الأسباب التي دفعته إلى العمل هنا ، تلعثم إجابته "الصغيرة " فكان صمته ابلغ من كل كلام يمكن إن يختصر معاناة طفولة تذوي بعيداً عن أنظار المسؤولين وأصحاب القرار .
فيما يستمر أخصائيون وباحثون بالتحذير من تنامي ظاهرة التسول التي يرون أنها نتاج ألازمات والحروب التي مر بها مجتمع مدينة الناصرية في العقود الماضية التي ذهب ضحيتها الكثير من معيلي العائلات فضلا عما خلفه العنف من اثأر سلبية أجبرت الكثير على التسول للبحث عن القمة عيش عجزت الحكومة عن تقديم المساعدة لهم للحصول عليها .
مدير مكتب حقوق الإنسان فرع ذي قار محمد راضي بحر يقول لـ"شبكة إخبار الناصرية " إن ظاهرة تسول الأطفال منتشرة في عموم البلاد وهي نتيجة طبيعية لما مرت وتمر به البلاد من حروب واقتتال وعمليات إرهابية ، وأيضا نتيجة حتمية لقصور الجهات ذات العلاقة في وضع حلول مجدية لانتشال عوائل فقدت معيلها.
ويشير راضي إلى اللجنة المشكلة من قبل الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء برئاسة نائب المحافظ الأول ومن مختلف الجهات ذات العلاقة ويصف اجرائتها بـ"الجيدة " خصوصاً بحصر إعداد الأطفال المتسولين وشمولهم بإعانات شبكة الحماية الاجتماعية .
ويضف راضي : ان ظاهرة استغلال الأطفال لغرض التسول جريمة يحاسب عليها قانون العقوبات العراقي ويحذر بعض ذوي النفوس الضعيفة من استغلال الأطفال لغرض التكسب الغير مشروع .
فيما حمّلت الناشطة في مجال المجتمع المدني شذى القيسي مسؤولية نمو هذه الظاهرة الدوائر التنفيذية نتيجة لاجرائتها المعقدة "البيروقراطية" أو تكاسلها في إيجاد حلول لمشكلة باتت تشغل الرأي العام .
وتحذر القيسي من السكوت عن ظاهرة تسول الأطفال كونها تسبب انجرافهم إلى قضايا خطرة مثل تعاطي المخدرات او انتماء لجماعات إرهابية أو استغلالهم جنسياً ، وتطالب من الجهات التنفيذية او التشريعية الوصول إلى قرارات مهمة لإعالة عوائل المتسولين ودعمهم ماديا للقضاء على هذه الظاهرة.
(ح ق ح )