أنحن المذنبون ام ابنائنا- محمد البدري
Wed, 29 Jun 2011 الساعة : 9:33

عمل نظام صدام المقبور على قتل روح النقاش او الجدال السياسي العلني بين العراقيين وهم الشعب الاكثر في العالم ولعا بالسياسة فنجدهم يحللون الاوضاع الدولية والخارجية ولذلك استعاض الشعب العراقي وكجزء من نضاله التاريخي بالاحاديث السرية ووضع الالغاز والمفردات في حالة نقاش موضوع معين. اما الان فالوضع قد تغيير واصبح العراق في مصاف الدول العظمى ديمقراطية لابل تفوق على بعضها. فعندما نتحدث عن الوضع في العراق ونناقش الامور يجب علينا في بداية الامر ان لا نعقد مقارنه شامله لجميع جوانب الحياة بين العراق والدول الغربية او الدول النامية لكون تلك الدول مرت بمراحل التغيير استمرت عشرات السنين ادت الى وصولها لما هي عليها الان والسبب في ذلك ان تلك الدول احتضنت التغيير وطورته لصالح شعوبها ونذكر منها اليابان والمانيا وسنغافورة وتايلندا وماليزيا الا اننا لم نفعل كذلك وهذا سبب تأخرنا الا انني اؤيد فكرة عدم المقارنة الا من جوانب ثلاث هي , الجانب التعليمي والجانب الصحي وجانب الضمان الاجتماعي حيث اعتقد تماما ولدي ايمانا راسخا بان الجوانب الثلاث بالإمكان تحقيقها فاذا ارادت امة ان تتقدم فعليها ان تهتم بذلك وتعمل بكل جهدها وتسخر كل امكاناتها للوصول الى تحقيق رفاهية المجتمع وازدهاره ومن خلال تجربتي الخاصة كمغترب عراقي يقتله الالم ويحييه الامل فقدت لمست هناك ان الجوانب اعلاه هي فعلا المحك الحقيقي لنجاح أي حكومة حيث تتنافس الاحزاب من خلال برامجها الانتخابية بوضع اموال طائله في الميزانية العامة للدولة على تلك الجوانب وفي هذه العجالة سوف اتحدث عن الجانب الصحي على ان اكتب مقالين اخرين عن التعليم والضمان الاجتماعي في القريب العاجل انشاء الله ولكوني متفائل جدا بان التغيير الذي حصل في العراق سيؤدي في النهاية الى تغيير للأنظمة الشمولية في المنطقة وقد تنبات بذلك خلال حديث لي مع أي بي سي الاسترالية قبل سقوط نظام صدام حيث سيعمل العراق على خلق نظام ديمقراطي يكون فيه المواطن هو القيمة العليا حيث تعمل الدولة على سعادته وتحقيق امانيه ويكون العراق هوالقائد الفعلي لشعوب المنطقة الا ان حكومتنا لازالت ترواح في مكانها متعللة بأسباب واقعيه واخرى غير واقعيه ومن تلك الاسباب الواقعية هي ان معظم الدول العربية عملت بكل ما تملك من مقدرات لأفشال التجربة الفتيه في العراق حتى لا تصلها رياح التغيير حيث جعلت العراق ساحه للحرب ضد التغيير ودعمت الارهاب الاعمى لكي يفتك بالشعب العراقي بجميع فئاته الا ان العراق تغلب على الفتنه الطائفية وان تلك الأنظمة تناست بان الارهاب سيضربها ولكنها لاتزال مستمرة لا سباب معروفه لدى الجميع وها هي الأنظمة الان تتساقط كرقع الشطرنج بسبب صرخة يأس وكفر بالواقع المرير التي تعيشه الشعوب العربية أطلقها بو عزيزي الذي ضحى بحياته ليفيق الشعب العربي من سبات عميق ليعيش ربيعه ويشم نسيم الحرية وجدير بالذكر أن العراق فجر ثورته قبل جميع الدول العربية في انتفاضته الشهيرة عام 1991 وساعدت تلك الدول على اخمادها انذاك والان بدا العراق يستعيد عافيته ومكانته الدولية وعليه كان من الضروري جدا ان تلفت الحكومة الى الجوانب ذات الأهمية القصوى والتي لها الأولوية في الانجاز لان تلك الاسباب لا تعفي الدولة من مسؤوليتها تجاه مواطنيها واليك مقارنه بسيطه النظام الصحي في استراليا واحد من أرقى الأنظمة الصحية في العالم المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والأهلية موزعه جغرافيا بحيث يتم نقل المريض الى اقرب مستشفى من بيته بعجلة الاسعاف بمده لا تزيد على الخمس دقائق من وقت الاتصال بالرقم 000 ويبقى المتصل على الخط يتلقى تعليمات الاسعاف الاولي لحين وصول عجلة الاسعاف وموظفي الطوارئ مدربين لمدة ثلاث سنوات بحيث يستطيع ان يتعامل مع أي حاله هذا من جهة ومن جهة اخرى يذهب المواطن الى الطبيب الخاص وماعليه الا ان يبرز الكارت الصحي ولايدفع أي مبلغ اما الدواء فيدفع مبلغ بسيط وبالنسبة للعمليات الجراحية فالأولوية للأمراض الخطيرة والجميع يخضع لنظام الدور لا فرق بين ابيض واسود لم اذهب يوما الى أي مستشفى في استراليا الا ووجدت الجميع في خدمتي والكل سعداء بتقديم الخدمة بالرغم من انني لست ابن البلد الاصلي وديانتي تختلف ولكنني وجدتهم يعاملونني كانسان بغض النظر عن العرق والجنس والدين تجبرنا الدولة على الفحوصات واللقاحات ضد الامراض ومن يذهب تكافؤه ماديا ولم يهينني احد اطلاقا كما يفعل الموظفون هنا ناهيك عن المعاملة النفسية الرائعة وملائكة الرحمة يعملن على مدار الساعة للسهر على راحة المريض ومراقبة حالته تحسبا لاي طارئ سأناقش الجانب الصحي من خلال نموذج بسيط وهو ما يعانيه المواطن في مدينتي قلعة سكر وهي مدينه لاتزال تحاول ان تخرج من وطيء الضربات الموجعة لأزلام النظام البعثي المجرم حيث يعلل ابنائها انفسهم بان القادم افضل وماأضيق العيش لولا فسحة الامل الا ان ابناء مدينتي يرددون ان كنت تدري فتلك مصيبة وانت كنت لا تدري فالمصيبة اعظم والحمد لله لقد عاد جميع البعثيين القتلة الى وظائفهم او حصلوا على التقاعد وجميع ابنائهم معينين في الدوائر والانكى انهم يعملون في الدوائر الأمنية ( شر البلية ما يضحك) مدينتي يزيد مواطنيها على المئة الف لا يوجد فيها طبيب خفر حيث يضطر الممرض مشكورا ان يحوله الى الرفاعي لكونه لا يعرف علته ومسكين المواطن يموت قبل الوصول الى المستشفى واخرهم ابن عمي لتبدأ معاناة الاهل حيث ان المركز الصحي لا يسلم شهادة وفاة بحجة انه حول المريض ومستشفى الرفاعي لا يسلم شهادة وفاة بحجة ان المريض وصل متوفيا ليعود ذوي المتوفي الى مركز الشرطة ليؤخذوا تقرير الكشف الظاهري تحول الجثه الى الطب العدلي وهنا تبدأ المأساة واي مأساة يتحملها الاهل والاقارب والاصدقاء بفقد احبتهم ام بمشكلة الطبيب العدلي الذي اصبح عمله نادره حيث يوجد طبيب عدلي واحد يعمل بين اربع محافظات وهي البصره , ذي قار , العماره والسماوه وينتظر الاهل ايام وليالي حتى يتمكن الاهل من اخذ الجثة ودفنها ياترى هل تعيين طبيب خفر يساعد على انقاذ ارواح الناس في تلك المدن يؤثر على ميزانية الدولة ام ماذا ؟؟؟؟؟؟ قالت لي الموظفة لا تلح على الطبيب بان ينجز مهمته بسرعه والا سيحول الجثه الى البصره ولا اريد ان اكشف ماقاله احد الموظفين لاقاربي !!!!!!!! أي مصيبة هذه ؟ هل نحتاج الى قرار برلماني او حكومي حتى نعين طبيب عدلي ام ان قضية الطبيب العدلي اصبحت مدرجه ضمن المصالحة الوطنية وننتظر قرارات الحل الشامل اما مشكلة الطبيب الخفر في قلعة سكر فحلها مرهون بقرار من مجلس الامن الدولي كقضية فلسطين التي في طريقها الى الحل وتبقى مشكلة الطبيب الخفر معلقه حتى ظهور المهدي (عج)؟؟؟؟ يا ترى هل فكر الاطباء في مدينتنا كما ديننا يأمرنا اوعلى الاقل ضمائرنا بعمل أنساني ويشكلوا فيما بينهم مجموعة وكل واحد منهم يقوم بخفاره وهم كثيرون ويقومون بخفارة ليله او ليلتين في كل شهر وياترى هل سمعوا بمنظمة أطباء بلاحدود الخيريه والذي فيها الاطباء يعملون مجانا وربما يفقدون حياتهم من اجل انقاذ ضحايا الحروب ام قست قلوبهم بفعل اللهاث وراء الماده ؟؟؟؟؟؟ ان هذه المهنه هي مهنه انسانيه قبل كل شيء والقسم الذي اقسموه يثبت ذلك !!!!!!! ترى هل يعلم السيد المحافظ أو اعضاء مجلس المحافظة او مدير عام الصحة بذلك ام ان المسألة لا تعنيهم وهل ان وزارة الصحة ارسلت مفتشيها الى قسم الطب العدلي أم انها ايضا محكومة بالمحاصصة ؟ هل كلف نفسه أي شخص في موقع المسؤولية ورأى الواقع المأساوي حيث ينتظر ذوو المتوفي في العراء تحت لهيب الشمس المحرقة و الغبار الذي لا تعرف له بدايه او نهايه في مدننا الجنوبيه سؤالي محدد وبسيط هل وضع كرفان مبرد للمراجعين يخفف عن مصابهم ولو قليلا يكلف الدوله علما ان هناك مكان واسع قرب الباب الرئيسي يسع عدة كرافانات ام استقدام اطباء عدليين من الدول الأسيوية يبهظ الميزانية علما ان المبالغ التي تصرف على نفس الطبيب العدلي كايفادات بين المحافظات اعلاه تكفي للتعاقد مع ثلاث اطباء على الاقل ومن هذا المنبر أناشد السيد رئيس الوزراء سيدي قضيتنا الدمار فالجميع يعمل على ذلك اما الاعمار فسيفه بيدك انت الامل في حل تلك المعضلة والا فالمشتكى لله الواحد القهار؟؟؟ مغترب عراقي