ابنة الحمال/مديرة مدرسه
Thu, 13 Dec 2012 الساعة : 0:31

بسم الله الرحمن الرحيم *********كنت في يوم ما جالسة في إحدى الدوائر الحكومية وتحديدا في سكرتارية المدير وإذا بفتاة دخلت إلى المكان المذكور فاستقبلوها حاشية المدير بابتسامة عريضة وكانت الغرفة مليئة بالمراجعين وعندما يتحدث احدهم مع حاشية المدير يبدأ التضجر على وجوههم في حين تحدثت معهم الفتاة بثقة عالية تقريبا نصف ساعة واتضح لي بأنه قد صدر أمر تعيينها من الوزارة لوحدها وتطالبهم بالمباشرة قبل أقرانها الذين حالفتهم الواسطة وتم تعيينهم. ولم أرى أي اعتراض من احدهم فقط موظف خارج الحاشية قال بأنه لا يتحمل هذه المسؤولية. لحد الآن لم أرى إلا جميلا ولكن متى ؟ متى ما طبق هذا الأسلوب مع الكل وليس مع البعض فقلت في حشاشة نفسي لو كانت هذه الفتاة ابنة الحمال التي رسم الفقر ملامحه على وجهها هل ممكن أن تتعدى غرفة الاستعلامات .ابنة الحمال الذي انقصم ظهر والدها من كثر ما حمل أكياسا من الطحين وذات الوالدة المختلة عقليا ومع هذه الظروف القاسية ووضعهم المأساوي في المنطقة والنظرة الغريبة لهم من قبل الآخرين هذا هو مجتمعنا يحترم الغني ويحط من شأن الفقير ومع هذا دخلت المدرسة واجتازت الابتدائية بتفوق وكذلك المتوسطة والإعدادية وسط استغراب الكل بين مشجع ومستهزأ لكن إيمانها بالله وبالعلم وإنها متيقنة بان الله لا يميز بين بني البشر إلا بالعلم والتقوى وبإصرارها أكملت دراستها الجامعية وتخرجت ابنة الحمال بعد أن صارعت الزمن ولكن لم تستطع مصارعة المسؤولين والموظفين ذات الضمائر الوسخة الذين يستبدلون حتى الأسماء في القرعة فما فرقكم عن الإرهاب فالإرهابي يقتل النفس مرة واحدة وانتم تقتلونها في اليوم ألف مرة وهو يرى ثمرة تعبه تذبل وتموت أمام عينه لماذا هذا الإجحاف بحق الخريجين هل إن الوقت السابق أفضل من الوقت الحالي كان الخريج بمجرد أن يتخرج يتم تعيينه مع العلم كانت الرواتب جدا ضئيلة والآن لا نعرف ما هي الآلية التي يتم التعيين فيها فلم أتذكر في هذه اللحظات إلا إمامنا وشفيعنا وناصرنا ومنقذنا من الظلم الذي نحن فيه من قبل البعض الذين اساؤوا لأنفسهم والى عقيدتهم ومذهبهم فقلت متى الظهور؟ لقد ضاق صدرنا ونحن نرى الباطل بأعيننا ومن يقول كلمة حق يحاولون تكميم فمه أو جعله في قائمة المختلين عقليا لعدم تصديقه من قبل الآخرين عندما يتكلم ولكن والله وبحق جدك الحسين لو سلبت مراكزنا ولو طعنوا فينا فلم نتحدث إلا حقا ولم نقول إلا ما قاله جدك الحسين (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم )
مديرة مدرسه