البعث يلوح بمشروع وطني ويشدد على المقاومة الشعبية ضد "المحتل وأعوانه"
Thu, 5 May 2011 الساعة : 20:46

وكالات:
جدد حزب البعث المحظور تنظيمات الفرات الأوسط والجنوب، الجمعة، تمسكه بالمقاومة الشعبية لطرد "المحتل وعملائه"، مؤكدا أنه سيعيد النظر في تقييمه لبعض المفاهيم والأساليب، فيما لوح بانبثاق مشروع وطني جديد.
وقال البيان الختامي الصادر من قيادة تنظيمات الفرات الأوسط والجنوب للحزب، وحصلت "السومرية نيوز"، على نسخة منه "سوف نعمل على إطلاق أي تبريرات لطبيعة العمل والمرحلة، بل ممارسة النقد الموضوعي الصريح والدخول في مراجعة صارمة واستخلاص العبر والدروس من كل ما حصل قبل وبعد الاحتلال"، مبينا أن "المؤتمرات الانتخابية لقيادة التنظيمات داخل البلاد انعقدت من الثامن وحتى الرابع والعشرون من نيسان 2011 تحت شعار ( لغة الحوار وثقافة الاعتدال هدفنا ورؤيتنا لمستقبل العراق)".
وكانت تنظيمات حزب البعث المنحل في محافظات الجنوب والفرات الأوسط أعلنت، في الـ27 من آذار الماضي، انسحابها من تنظيم البعث جناح عزة الدوري، احتجاجا على ما وصفته الممارسات "المنحرفة والدخيلة" التي مارسها على فكر الحزب، مؤكدة تشكيل قيادة حزبية موحدة لهذه المناطق، وأنها ستجري خلال الشهرين المقبلين انتخابات لاختيار قيادة موحدة لها.
وكان حزب البعث المنحل أكد، في 6 نيسان الجاري، على أنه اقدر الآن من أي وقت مضى على مواجهة الصعاب، وبينما أشار إلى أنه ترفع عن أمراض المجتمع كالعشائرية والطائفية والمصالح الفردية، شدد على ضرورة الوحدة بين صفوفه وإنهاء حالة التشرذم والانقسامات لمواجهة "المحتلين وجواسيسهم".
وأضاف البيان أن "المؤتمرات أقرت التوجهات العامة لنشاط الحزب وسياساته في المرحلة المقبلة، على المستويات التنظيمية والسياسية والاقتصادية"، موضحا أنها "اتخذت توصيات ومنها التأكيد على مسألة تنظيم علاقة القيادة مع القوى والأحزاب السياسية العراقية وتعزيز العلاقات معها جماعياً وثنائياً والتركيز على مبدأ سيادة القانون وتطبيقه على الجميع والعمل على محاربة الظواهر الدخيلة التي من شأنها إلحاق الضرر بالوحدة الوطنية".
وأشار البيان إلى "إذكاء روح الجهاد والتمسك بخيار المقاومة الشعبية لتحقيق الأهداف المشروعة وفي مقدمتها طرد المحتل وعملائه، والعمل بكل الوسائل الممكنة على إدامة زخم المقاومة ومن أولويات ذلك تحريم الدم العراقي والقتل على الهوية والتهجير القسري ومقاضاة كل من يقدم على ذلك"، مشيرا إلى "العمل وفق صيغ عصرية والاستعانة بالآليات الفعالة لثورة الاتصالات والمعلوماتية في عملية النهوض الوطني الشامل".
وأكد البيان أنه "سينبثق مشروع وطني جديد من خلال الدخول في مراجعة صارمة، تستخلص العبر والدروس من كل ما حصل، وفتح الطريق أمام انعقاد المؤتمر القطري بما يكفل وضع استراتيجية تفي بمتطلبات المرحلة"، مؤكدا على "إعادة النظر في تقييم الحزب لبعض المفاهيم والأساليب للحاجة الماسة إلى إشاعة لغة الحوار وثقافة الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي والانفتاح والاعتراف بالأخر والوقوف بحزم وبشدة ضد تيارات وميليشيات وأيدلوجيات التطرف والعنف"، بحسب البيان.
وتابع البيان أن "التوصيات أكدت أيضا على دور المرأة ومشاركتها في الحزب وفي مواقع اتخاذ القرار على قدم المساواة مع الرجل لما لها من أثر مميز في حياة الحزب والمجتمع في آن معا، والتأكيد على مبدأ مشاركة الشباب في المواقع القيادية للحزب، ومن الجنسين بما نسبته 25 بالمائة"، لافتا إلى أن "التوصيات أعطت مزيدا من الاهتمام بتوسيع قاعدة الحزب بين الجماهير مع التركيز على الطاقات المنتجة والمتفوقة في مجالات عملها والتي تتمتع بسلوكية جيدة وسمعة حسنة".
يشار إلى أن خمسة تيارات بعثية عراقية أعلنت من دمشق، في 28 من كانون أول الماضي، عن توحيد صفوفها واندماجها تحت اسم (تيار الانبعاث والتجديد)، فيما أكدت تلك التيارات أن التكتل الجديد يأتي لمواجهة "التشظي والانقسامات الحادة التي تعرض لها (بعث العراق) في العقود الأخيرة، في حين نصت إحدى المرتكزات الإستراتيجية للتيار على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق، والتيارات الخمسة المندمجة هي (تيار الانبعاث القومي) بقيادة خالد السامرائي السكرتير العام للتيار الجديد، و(تيار المراجعة والتوحد) بقيادة اللواء عبد الخالق الشاهر، و(تيار التجديد) بقيادة شهاب احمد لافي، و(حركة التحرر الوطني) بقيادة آلام السامرائي، وتيار (مناضلون) بقيادة نبيل الدليمي.
ويعد عزت إبراهيم الدوري المطلوب رقم 6 في قائمة ورق اللعب الأميركية، وهو الرجل الثاني في النظام العراقي السابق ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة، واختير أمينا عاما لحزب البعث بعد إعدام صدام حسين عام 2006، وهو يقود جناحا مسلحا في العراق تحت اسم القيادة العليا للجهاد والتحرير، وقد نصب خضير المرشدي متحدثا باسم جناحه.
وتنسب للدوري عمليات إشرافه على الكثير من أعمال العنف في العراق، وأنه أسس "القيادة العليا للجهاد والتحرير" وحل قائداً لهذه الحركة، كما نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكان.
ويرفض حزب البعث المحظور "بكافة أشكاله دستوريا" بقيادة الدوري، الدعوة إلى المصالحة التي اقترحها رئيس الوزراء نوري المالكي، متهما الحكومة بأنها تضم "خونة وجواسيس" على حد تعبير بيانات هذا الجناح من الحزب.
المصدر:السومرية نيوز