الولايات المتحدة بين الرياء والحقيقة في تعاملها مع قضايا الشرق الاوسط/عبد الامير محسن ال مغير

Wed, 12 Dec 2012 الساعة : 11:26

الولايات المتحدة ذات الشعارات التي لا تنقطع في مسألة حقوق الانسان وما تسميه بالدفاع عن الحريات العامة والديمقراطية انها تستعمل تلك الشعارات لما يحقق مصالحها حيث ينساق بعض المغفلين مدفوعين بشعاراتها مع ان انسياقهم هو كمن يسير الى حتفه بظلفه كما يقولون حيث يخطط الغرب سيما الامريكيون ولأماد طويلة باتجاه بقاء هذه المنطقة اسيرة لسياساتهم وامريكا قد ابتدأت باستعمال اول سلاح ذري ادى بالقضاء على حياة وتشويه الملايين من بني البشر من الشعب الياباني ولأول مرة في هذا العصر وهي وحلفائها اللذين زودوا نظام صدام بالكيمياوي ولم تنبس ببنت شفه عن استعمال ذلك السلاح بوجه الايرانيين في معركتي شرق البصرة ونهر السويب وضد سكان حلبجة المدنيين كما لم تذكر هي ومنظمات الامم المتحدة ذات الصلة والتي تتبع توجيهاتها عن ملايين اللاجئين جراء الانظمة الدكتاتورية التي سلطتها على الشعوب كما لم تذكر شيء عن الاسلحة المحرمة دوليا والتي استعملت ضد المدنيين في غرب تركيا والان تبرر اقامة صواريخ الناتو ( الباتريوت ) على الحدود السورية التركية ضمن ما تسميه بخشية استعمال الكيمياوي من قبل سوريا مع ان وكالات الانباء تناقلت بأن جبهة النصرة وفروع القاعدة الاخرى تستخدم معمل للكلور في جنوب مدينة حلب لصناعة هذه الاسلحة وان تلك العصابات جندتها الولايات المتحدة ودفعتها الى داخل الاراضي السورية مزودين بالسلاح والمال ممن سمي نفسه بكبير النعاج وهو صادق بتلك التسمية كما ان تلك العصابات تعد اسلحة الغازات السامة بمحاذاة الحدود السورية التركية لاستخدامها في الحرب التي تدور على الاراضي السورية ضد المدنيين نيابة عنها وعن عملائها لتبرر اميركا وحلفائها التدخل العسكري في سوريا وقد احاطت وزارة الخارجية السورية مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه المخاطر كما ان تلك الوزارة صرحت بأنها لن ولم تستعمل أي سلاح من هذا النوع ضد شعبها في حالة وجوده لديها وتحت أي ظرف كان واضاف السيد مساعد وزير الخارجية السورية بأن أي تدخل عسكري في الاراضي السورية سوف لن يكن مجرد نزهة وقد صرح أيضا ممثل روسيا الاتحادية في المحافل الدولية بأن مجرد قيام حلف الناتو بوضع صواريخ باتريوت على مقربة من الحدود السورية مع جنود من بلدان ذلك الحلف يعتبر تدخلا فيما يجري داخل الاراضي السورية ومشاركة في الفتنة التي اشعلتها الولايات المتحدة وعملائها في ذلك البلد حيث خبرت شعوب هذه المنطقة الوجه القبيح لأمريكا والذي تفاجئ بظهوره بين الفينة والاخرى فأمريكا اعتادت ان تضع ما يبرر تدخلها في شؤون هذه الدول وتحت ذرائع شتى كوجود الاسلحة الكيمياوية او غيرها فهي الان تهدد بالتدخل في سوريا وتبكي بدموع التماسيح على من تسميهم بمن سيكون ضحايا لتلك الاسلحة مع ان هذه الشعوب اصبحت تدرك الان ( اذا ما كفاها الله شر امريكا فهي تنعم بالسلام قطعا ) والولايات المتحدة بعد ان ادركت ان لا تراجع للشعب السوري بالحفاظ على امنه وسيادته وما حققه الجيش العربي السوري من صمود فقد استجابت أخيرا لمطالب الروس بالأخذ ببنود مؤتمر جنيف هذا اذا كانت الولايات المتحدة صادقة فيما تزعمه وبعض المحللين يرون بأن امريكا اضحت غير موثوقة بالوعود التي تعطيها وتستعمل تلك الوعود لخداع الشعوب والوقيعة بخصومها ففي الوقت الذي ادخلت بعض عناصر القاعدة الى الاراضي السورية وقد ابتدأت تلك العناصر هذه الفتنة رفعت عقيرتها أخيرا بأنها ستدخل عصابة جبهة النصرة في القائمة السوداء مع انها هي التي كانت تصدر الاوامر لعملائها من آل سعود وامير قطر لتزويد تلك العصابة بالسلاح والمال ويقول اولئك المحللين ان مثل هذه المزاعم هي لتضليل بعض حلفائها وربما لتضليل الروس انفسهم لتقنعهم بأنها لا تدعم الارهاب كما ان ميركل الالمانية لم تستطع ارسال صواريخ الباتريوت دون صدور امر لها من اوباما ويقول بعض المحللين ان المنطقة العربية حاليا تتحمل وزر احداث ابراج نيويورك حيث يقول اولئك المحللين بأن امريكا بعد تلك الاحداث تصاعد تصميمها لجعل شعوب هذه المنطقة يقتل بعضهم البعض لأشعال نار الفتنة الطائفية لصالح اسرائيل وملاحقة ممن قاموا بحادث ابراج نيويورك في عقر دارهم ضمن هذه البلدان حفظا لمصالحها ومصالح اسرائيل وحتى لا يستطيع بعض سكان هذه المنطقة بنقل الحرب وبأي شكل الى البر الامريكي والاعلام الغربي وخصوصا الامريكي يظهر على حقيقته عندما تتطلب حالة ما لدعم التوجه السياسي للولايات المتحدة فمع بداية الربيع العربي الفنا ( اكرم خزام ) يصرخ ويرقص وسط الحشود في ميدان التحرير في القاهرة كما الفنا بعض القنوات مستمرة الان ببرامج ( الاحداث في سورية / التغطية مستمرة ) ولكن عندما ادرك الشعب المصري بأنه ضحية مؤامرة دولية بين الغرب وخصوصا الامريكان من جهة والاحزاب الاخوانية من جهة اخرى هب للدفاع عن سيادة وطنه وضمان حريته ولكن في الحالة الثانية هذه لم نجد ذلك الاعلام يصرخ ليل نهار كما كان ابان بدء ما سمي بربيع الثورات العربية في بلدان شمال افريقيا دفاعا عن ما يسميه بالديمقراطية وحقوق الانسان ولم تكشف الولايات المتحدة عن رأيها بتورط النائب اللبناني عقاب صقر لقيامه بنقل الاسلحة والاعتدة وعبر السفن القادمة من بلدان اخرى الى داخل الاراضي السورية مع ان تلك جريمة دولية كما افصح الساسة الامريكان بأن ( محمد مرسي ) كان له دور هام بوقف اطلاق النار أخيرا بين قطاع غزة واسرائيل وانه قد اعطى وعدا بطمأنة الاسرائيليين عن كل ما يصدر من ذلك القطاع كما اعلن اولئك الساسة وبصريح العبارة بأهمية مصر وموقعها وقربها من اسرائيل فهي يجب ان تسير تحت النفوذ الامريكي ومن جميع النواحي وتستطيع امريكا ومن اقصر الطرق التأثير عليها من خلال قطع المنحة المالية التي تصرف لها سنويا ومن خلال ذلك تستطيع ان تفرض ما تريده على الرئيس المصري الجديد محمد مرسي وهذا يعني ان تلك المنحة التي كانت تدفع لمصر سنويا طيلة حكم حسني مبارك واعطي الوعد بدفعها لمصر بعد تولي السيد محمد مرسي ومن خلال ذلك تعتبر مصر تحت النفوذ الامريكي وهذا ما يفصح عنه الامريكان علنا ولم تكن الولايات المتحدة بدفعها لتلك المنحة من اموالها الخاصة وانما تأخذها من اموال امراء الخليج وقد صرح ( كاميرون ) رئيس وزراء بريطانيا في قطر لقناة العربية بقوله ( ان النفط الليبي نستخدمه لتمويل بما يوصل نحو الديمقراطية في دول الشرق الاوسط) اما هيك وزير الخارجية البريطاني يقول ( لم تنفك بريطانيا بأنها تؤكد وفي كل يوم بنية تدخلها المباشر في سوريا المرة تلو الاخرى فأذن حفيد بلفور لا يجد حرجا باستمرار دس انفه لأشعال نيران الحروب بين شعوب هذه المنطقة على امل الحصول على فتات من بقية ما تقضمه امريكا واسرائيل وفي يوم 9/12/2012 تناقلت وكالات الانباء بأن الامير ( هاري) احد افراد الاسرة المالكة البريطانية والذي يذكرنا اسمه عن بقايا الرائحة النتنة للنهج الاستعماري من انقاض الامبراطورية البريطانية المتهالكة والتي في طريقها للانقراض بعد انفصال اسكتلندا عنها وقد نقلت قناة روسيا اليوم بتاريخ 10/12/2012 بأن اجتماع حصل في موسكو بين مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ونائب رئيس الوزراء الروسي والسيد الاخضر الابراهيمي حددوا اوجه الدعم لمهمة الابراهيمي نحو حل المسألة السورية وقد بدى المندوب الدولي المذكور متفائلا بعد ان ايقنت الولايات المتحدة بأن لا حل لهذه المسألة الا عبر الحوار كما نقلت تلك القناة بأن موقف تركيا في طريقه الى التراجع جراء ضغط الشارع التركي على الحكومة وما يواجهه الجيش التركي من مسلحي حزب العمال الكردستاني وان موقف الحكومة التركية وبدفع من القوى الغربية سيما الولايات المتحدة باتجاه الشد والدفع للإرهابيين هو للحصول على اكبر المكاسب على الارض لتعطي مجالا وقوة عند التفاوض لدى وقف اطلاق النار مع العلم ان اتجاه الجميع الان على ما يبدو بتقليص الدعم للمسلحين لأجبارهم بالجلوس الى طاولة الحوار وقد ذكرت بعض وكالات الانباء ان تصريحات بعض الساسة الامريكيين تصدر متناقضة فمن جهة وافقوا مبدأين على حل المسألة سلميا الا انهم وبنفس الوقت اخذوا يمدون العصابات المسلحة بالمؤن والمال ومن حقنا ان نقارن كعراقيين للمعالجات بين بلد كسوريا يعيش محنة مواجهة حرب ارهابية شبه عالمية ولكن بنفس الوقت يقوم بتوزيع الشقق السكنية وكيفية الاعلان عن الوظائف وتشغيل الشباب لامتصاص البطالة سيما بين من يسلمون انفسهم للسلطات ونتساءل عن مصير الاف الدراجات التي اعلن عنها في ميزانية 2012 والذي يعرقل السادة اعضاء مجلس النواب الاعلان عنها وقد اعلن أيضا أخيرا بأن السلطات السعودية اطلقت سراح ( 1334) من اعتى المجرمين من نزلاء السجون لديها في جرائم القتل والسرقة والمخدرات لترسلهم الى سوريا كما تناقلت وكالات الانباء بأن 50 عنصرا من المسلحين في دير الزور قد سلموا انفسهم وهذا يدل على انهيار اولئك المسلحين اما (بدعة) التلويح بخطر الاسلحة الكيمياوية في سوريا فهي تذكرنا بأساليب بدء التدخل في العراق وليبيا فالولايات المتحدة التي كانت ورهطها الغربي تعلم علم اليقين بأن صدام استعمل تلك الاسلحة وكما ذكرنا في شرق البصرة والاهوار وحلبجة وكأن شيء لم يكن بالنسبة للغرب والمنظمات الغربية الانسانية للأسف الشديد مع ان الخطر الفعلي الان من اسلحة كهذه يتأتى من وقوعها بيد الارهابيين او تمكينهم من تصنيعها وجراء السلوك غير المرضي للولايات المتحدة والذي اصبح في حالة تدني يومآ بعد يوم بالنسبة للرأي العام العالمي سيما بين شعوب الشرق الاوسط سيؤدي وبرأي اغلب ذوي الاختصاص الى نزول الولايات المتحدة للدرجة الثانية كبريطانيا وفرنسا في الريادة الدولية وستتولى تلك الريادة في الدرجة الاولى هي الصين التي اصبحت امريكا مدينة لها بمليارات الدولارات واخذت توسع علاقاتها التجارية مع بقاع متعددة في العالم وصولا الى افريقيا وامريكا اللاتينية وان سبب ذلك يعود كون الاقتصاد الصيني فتي وهجيني فهو يجمع بين الاقتصاد الموجه والحر في حين التسابق بين الشركات الرأسمالية دون مراعاة للسوق العالمية وكانت تلك الشركات تدفع ببلدانها الى شن الحروب لتتغلب على ازماتها من خلال بيع الاسلحة وايجاد اسواق جديدة للمواد الاولية الا ان اكتشاف اسلوب التآمر الغربي وتنامي الوعي وادراك شعوب المجتمعات الغربية بأن تلك الحروب يكون حطبها ابناء الطبقات المتوسطة والعمالية في حين من يوجهها ويستثمرها هم كبار الامبرياليين ولم يعد ان يفد الولايات المتحدة تصديها الذي اعتادته بوجه الشعوب لما تتخذه أخيرا باستمرار محاولة محاصرة الصين التي اصبحت خارج الطوق كما يقولون وأخيرا وعندما تفتقت قريحة الساسة الامريكيين ورهطهم الغربي بمسايرة ثورات الربيع العربي للالتفاف عليها واستثمارها لصالحهم الا ان اسلوب ملتوي كهذا قد اكتشف من قبل شعوب الشرق الاوسط ووجدت هذه الشعوب ان الشعارات المرفوعة من قبل الامريكيين بشيوع الديمقراطية مثارا للضحك عندما استعانت امريكا ورهطها الغربي بحكام متخلفين لأخذ زمام المبادرة من قبلهم للحفاظ على تلك الديمقراطية المزعومة كآل سعود وحمد بن ثاني حيث كلف هؤلاء بنقل الديمقراطية الى سورية ولبنان والاردن والعراق من خلال تحالف غير مقدس بين القوى الغربية وهذين النظامين المتخلفين وأخيرا تحولت ثورات الربيع العربي الى فوضى عارمة بفعل سياسة الاخوان والوهابيين اللذين سيطروا على تلك البلدان وباشروا بأساليب القهر وتشكيل الميليشيات المسلحة لأرغام تلك الشعوب على الاستسلام لذا هبت شعوب تلك البلدان لتدافع عن حريتها ويبقى الحس العربي سيما لدى السوريين وربطهم بين سياسة معلنة للأمريكان والبريطانيين والفرنسيين واخرى خفية اعطت للعرب وبتجارب حية عن تلك الاساليب الملتوية حيث عام 1967 حصل انكسار لمصر بسبب ايهام الرئيس السوفيتي ( خروشيف ) من قبل امريكا بتعاونهما للحيلولة دون اندلاع حرب بين اسرائيل ومصر وقد نجمت تلك النكسة بفعل الخديعة الامريكية للروس ومصر معا اما العدوان الثلاثي على مصر من قبل كل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل فهو قد حصل بتأمر خسيس بين الدول الثلاث واستنادا لخديعة مكشوفة ورخيصة للوقوف بوجه الثورة المصرية الا ان الموقف الروسي النبيل والذي يفرضه الواجب على الدول الكبرى التي لها حق الاعتراض على قرارات مجلس الامن ذلك الموقف الذي دعمته الصين قطع خط الرجعة على التأمر الغربي باقتحام سوريا حيث صرح لافروف وزير الخارجية الروسي بأن الولايات المتحدة تقف حائلا امام تنفيذ قرارات مجلس الامن والاتفاقيات الدولية سيما في قضيتي سوريا ومهام اللجنة الرباعية لحل القضية الفلسطينية ويتضح لجميع مراقبي السياسة الدولية بأن القطب الثاني في تلك السياسة اخذ يلعب دورا حاسما في حفظ حقوق الشعوب ومراعاة العدل والانصاف في حل المسائل الدولية وصد الاطماع الغربية في نهب خيرات تلك الشعوب ولم يعد الامر فقط بالوقوف بوجه القرارات الظالمة التي تصدرها امريكا ورهطها في مجلس الامن وانما على صعيد التحرك السياسي وحتى العسكري فكان موقف ممثل روسيا في مجلس الامن ووزير خارجيتها ورئيس الوزراء والرئيس بوتين لا يمكن ان ينساه العرب في تحذير الغرب من أي تدخل في سوريا لأن روسيا لم تسمح بإعادة السيناريو الليبي وحشدهم للسفن الحربية الروسية في البحر المتوسط واقامة الصواريخ المضادة قبالة صواريخ ( الباتريوت ) الاطلسية اما صمود الجيش العربي السوري فهو يذكرنا بالروح النضالية للشعبين الكوري والفيتنامي ولما واجهه الجيش الامريكي من درس قاسي في كل من لبنان والصومال والعراق وافغانستان وان النضال يصقل جوهر الانسان بوجه الطغيان اذا ما صدقت النوايا 

Share |