الطفل الأرهابي/أحمد السيد حيدر

Mon, 10 Dec 2012 الساعة : 2:44

 

قبل أيام حدثني صديقي ألذي يعمل مديرا لمدرسة أبتدائية عن تلاميذه ودراستهم ومعاناتهم الروتينية في كل شيء وبدء يسرد لي القصص تباعا عن حالهم ألذي لايختلف عن حال الجميع من تلاميذ العراق الغني النفطي البلد الذي يملك ألأحتياطي الثاني في العالم لم أهتم بمايقول فهذا الأمر عادي جدا وأصبح الكلام فيه من حكم الماضي ولكن الذي لفت أنتباهي أن هذا المدير المثابر والتربوي الناجح بأمتياز يتفقد كل من في المدرسة يوميا ويسأل عن أمور التلاميذ وسلوكهم في داخل المدرسة وخارجها حتى أنه يتدخل في تفكيرهم وأمنياتهم المستقبلية وبما أنه وطني من الدرجة الأولى فهو بأستمرار يركز على سؤال واحد مهم جدا جدا كيف تريد أن تخدم البلد( ياأبني ) وماذا تتمنى أن تصبح مستقبلا لتساهم ومن موقعك بالبناء والتقدم كان صديقي يتفقد االصفوف يوميا ويثير السؤال نفسه فتكون الأجابة والكلام للسيد المدير غريبة عجيبة وتثير الكثير من علامات الأستفهام التي هي بحاجة ألى مراجعة دقيقة كان الجواب المحزن المؤلم هو أن أكثر التلاميذ يريدون أن يصبحوا ( أرهابيين) وأن أمنية أن أصبح طبيبا ومهندسا ومدرسا أصبحت أمنيات قديمة لاتمت للواقع بصلة الواقع المر المخزي الذي تتخلله مشاهدة ألأفلام البوليسية وأفلام القتل والأرهاب والرعب من قبل الأطفال وتحت أنظار الأب والأم وجميع أفراد أسرنا الكريمة التي تركت الحبل على الغارب وبدون سائل ولارقيب .
هذه الملاحظة وهذا التساؤل المهم جدا يستحق وقفة جريئة وقوية من الجميع بدءا من المواطن البسيط ثم المسؤول بأعتباره صاحب قرار وسلطة ومن الدولة التي يبدو أنها غير مكترثة بما يحدث عند أطفالنا أو مايحدث عند الجميع أن صح التعبير فمشاكل الحكومة وأقليم كردستان ( ألذي يريد أن يأكل العراق والأقليم معا وماتحت أفلاكهن ) وملف البطاقة التموينية وملف السلاح الروسي والملف ألأخطر من الجميع وهو كثرة البطالة في صفوف الشباب العراقيين وحالة اليأس التي نتجت من ذلك والأحباط الذي نشر ضلاله على الجميع بدون أستثناء ومن خلال أستفتاء أجريته مع مجموعة من الشباب الخريجين أللذين يبحثون عن تعيين في دوائر الدولة أحب أن أشير ألى شيء مهم خارج الموضوع وبسرعة وبمحصلة ونتيجة وصلت لها هي بأختصار أن كل عراقي يستلم مرتبا شهريا يكون سببا في معيشته مع عائلته يكون في خطر فادح مستقبلا .
يجب أن تبادر الحكومة متمثلة بوزارة التربية بخطوات سريعة بناءة تهدف هذه الخطوات لرفع درجة الوطنية وحب العراق في المدارس الأبتدائية في قلوب أطفالنا أكبادنا مستقبلنا ألذي بدء يشوبه القلق وسماؤه ملبدة بالغيوم السوداء يجب أن تراقب وزارة التربية مستوى التلاميذ الدراسي وسلوكهم وأمانيهم وتطلعاتهم من خلال كثرة جولات التفتيش لمدارس الأطفال وأرسال مشرفيين كفوؤين يكثفون من جولاتهم الميدانية يراقبون ويدونون كل ملاحظة يجدونها في مدارسنا القديمة المتهالكة يحاولون وبكل الطرق أن يتقربوا من الأطفال ليتعرفوا على نفسيتهم ماذا يريدون بماذا يفكرون وماذا يريدون أن يعملوا غدا الغد هذا الغد المرعب المخيف نستطيع أن نغيره ونحوله ألى غد مشرق بعون ألله تعالى بالعمل الدؤوب ومن الجميع ومن اليوم ومن هذه الساعة وما دام الوقت لم يفت بعد وأطفالنا اطفال العراق الأبرياء مايزالون في أحضاننا ومستقبلهم بأيدينا أما أن نجعلهم ( أرهابيين) يسفكون الدماء ويهلكون الحرث والنسل وأما أن نخلق منهم أناسا عراقيين بمعنى الكلمة وبكل ماتعني كلمة العراق من شموخ وعز وقيم وكرامة وأباء 
Share |