اتهامات تشبه اصحابها/علي الخياط
Mon, 10 Dec 2012 الساعة : 2:03

في غمرة تداعيات خلط الأوراق التي يكمن وراءها لاعبون كبار وصغار يقف المرء أحياناً مندهشاً وهو يسمع ويرى ويلمس بعض الأكاذيب التي يتم تسويقها على طريقة غوبلز وزير دعاية هتلر : أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصير الكذب حقيقة .
في ساحتنا العراقية نجد العجب العجاب حينما يحلو للبعض أن يكيل الاتهامات والأباطيل والأكاذيب جزافاً ودون أن يرف لهم جفن أو يهتز لديهم ضمير، وأنى لهؤلاء أن يخجلوا من أنفسهم أو من الأخرين وقديماً قيل: إذا لم تستح فأفعل ما تشاء.
لقد أخذنا نسمع في الآونة الأخيرة سمفونية صدئة تفوح منها رائحة الكراهية والحقد والضغينة والفتنة وضيق الافق وذلك حينما بدأ البعض يكيل الاتهامات الباطلة الى دولة رئيس الوزراء او دولة القانون نازعاً منهم بجرة قلم وطنيتم واخلاصهم لبلدهم وشعبهم وعراقيتهم.
ولسنا هنا في موضع العتب على هؤلاء ممن يدعون إخلاصهم لأبناء الشعب وتعاطفهم مع الفقراء وهم يشغلون مناصب ووزارات تمنحهم التقليل من معاناة الفقراء وتذليل مصاعب الحياة أن أرادوا هم استثمار ما يملكون من إمكانيات وزاراتهم والعمل الحقيقي بعيدا عن التسييس او محاولة إفشال العمل الحكومي بحجة أن أي تقصير سيكون مسؤولا عنه السيد رئيس الوزراء.
ونكيل العتب على بعض اولئك الذين يتحدثون في العلن عن العقلانية والإنصياع الى الدستور وضرورة المساهمة في العملية السياسية ولكنهم يعملون في الخفاء عكس ذلك تماماً.. يرددون ذات المقولات التي يطلقها من يحاول أن يتسيد الموقف ويجعل المركز تابع للإقليم وليس العكس!.
ان هؤلاء الذين يحاولون اذكاء الفتنة الطائفية في الوقت الذي يزايدون فيه احرار العراق ورجالاته على وطنيتهم وعروبتهم واصالتهم انما يلعبون في النار ويمارسون لوناً قذراً من الوان النفاق السياسي فضلاً عن ان اللجوء الى هذا الملف يعكس مدى خواء الجهات التي تحاول فتحه، ناهيك عن مدى الإفلاس الإخلاقي الذي تعانيه.
وما هذا التوظيف السيء الا دليل على فجاجة وضحالة هؤلاء، وكما يدلل على عمق العقدة الطائفية والنفسية المستحكمة والمأزومة والمهزومة في ان معاً. وقد فاتهم أن عقرب الساعة لا يعود الى الوراء وإن منطق الأسياد والعبيد قد ولى الى غير رجعة وغير مسموح له ان يعود ثانية على ثرى ارض الرافدين.
اننا في الوقت الذي نربأ فيه للبعض من هذا الانزلاق المخيف الى حضيض الفتنة نود ان نقول لهم ناصحين والدين النصيحة : توبوا الى رشدكم ولا تنظروا الى الواقع بعين واحدة رمداء وإتقوا الله في أهليكم وفي بلدكم إن كنتم عرباً أحراراً وتخافون الله وتخشون حسابه.


