المرجعيات الشيعة نور وضائه بالهدى عبر التاريخ -المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني-ذي قار
Thu, 5 May 2011 الساعة : 20:42

المرجعية الدينيةالرشيده بحكم مكانتها ألمقدسه العلمية والدينية والأخلاقية ومكانتها ألمقدسه العلمية والدينية والأخلاقية. ودورها المؤثر في ترشيد العملية السياسية في العراق من دون التدخل في التفاصيل من المبادى الاساسيه التي تقف فيها على مسافه واحده من الجميع تاركة إدارة الحكم لاختيارات الشعب عبر صناديق الإقتراع ووضعت التزام الشعب العراقي في مكانه الصحيح وقد كان للمرجعية موقفها من مشاريع تقسيم العراق وحالت دون إدخال مشروع الفيدرالية في قرارات مجلس الأمن ... وكان رأيها يتخلله عدم التهاون أو التسامح في ما يفعله المحتل من خلال أهدافه وطموحاته. ولكن ارساء إستقرار الأوضاع السياسية ووأد الفتن في مهدها من الأولويات الاساسيه بالرغم من الاختلافات الفكرية والعقائدية والسياسية والايديولجية المتداخلة في المكون الاجتماعي العراقي وكما هو ملاحظ عبر تاريخه وما شهد من حكومات متعددة في اتجاهاتها وأهدافها ألسياسيه والمصالح الشخصية التي تبعد الأشخاص عن الموضوعية والتجرد، ولكن المنهج العلمي المجرد الذي يعصهم من الزلزال ويحصِّن بناء الإنسان العراقي من دون نفاذ الشر التكفيري في العقل البشري والنيل منه من خلال الجهد الاجتهادي الاستثنائي لمرجعية النجف الاشرف الذي كان ضوئها على درجة عاليه من العلمية في التماسك والتكامل بالمبادئ ألعامه لمدرسة الامام الحسين عليه السلام الانسانيه والتشدُّيد على الاستمرار والالتزام بالثوابت الثقافة والسياسية والوطنيه وهو ما يفند بعض التخرصات والطعون لان طبيعة الارتباط واضح بشكل محكماً برباط المرجعية ودورٍها في وسط المجتمع العراقي سعياً وراء وحدته وتماسكه من خلال الدور الرقابي الاجتهادي الذي ينبع من المسؤولية الشرعية الملقاة على عاتقها في حماية الاسلام في جانبيه العقائدي والشرعي.
وما تجب الاشارة اليه هنا أن للمرجعية موقفها واضح ومعلن أن إستقرار الوضع السياسي لا يتحقق الا بالرجوع إلى الشعب، لأنه مصدر سلطات الدولة وشرعيتها حسب أحدث النظريات في علم السياسة والنظم السياسية. وحتى لو خولفت آراء المرجعية في بعض تلك الأمور من قبل السياسيين في العراق لكن يبقى من الناحية التاريخية أن المرجعية قالت رأيها ولم تتهاون أو تتسامح في ما يفعله المحتل من خلال أهدافه وطموحاته وكان للمرجعيه الرشيده مسيرتها الكفاحية بالرغم من الارث الثقيل من التخلف والاستبداد. هذا الإرث لم يقف مانعا يحول دون انتهاج الدور الكبير في صياغة مشروع حركة التغير المعاصرة بهدف اللحاق بركب الحضارة الأنسانية المتوثبة وقد حددت الثوابت المشروعه والحق المشروع للدفاع عن الدين والوطن والنفس وانها انطلقت من التكوين الحضاري الذاتي الأصيل ضد النهج القاسي للمحتل الهادف إلى تفكيك المجتمع العراقي طائفيا و عنصريا ليتسنى له السيطرة الكاملة على مقدرات الوطن و ثرواتة بعد التحطيم النهج التكفيري ولكامل كيانة العتيد وارغام الطائفية على الهزيمه بعد ان لم تجد لها مكانا بين اتباع اهل البيت كونهم يشكلون أغلبية سكان العراق وينظرون للعراق شعب واحد شركاء والجميع عائله واحده . الا ان الحكومات المقبوره كانت تنظر لاتباع اهل البيت بعين العداء ولم يفسح لهم ممارسة الشعائر الحسينيه وفي مجال الثقافة وحرمانهم من التعليم ومن المناصب الحكومية وكان ذلك بمثابة نكسة حضارية خطيرة بالرغم من الازدهار الحضاري والإنساني الذي ينعم به العراقيون بالمرقد المقدسه لاهل البيت عليهم السلام ومنابرهم المشعه نورا وامانا للبشرية جمعاء وترتكز الانظار بالدرجة الأولى على مدن العتبات المقدسة الطاهره بوصفها نقاط تماس ثقافي ديني مذهبي بين الشعوب المحبه للسلام والتعايش السلمي لما للحيويه والحس الإنساني للمذهبي الجعفري المستمد من ودستور الاسلام القران الكريم ومدرسة بيت النبوه والمرتبط بالجذور التاريخية للمرجعية في نشأتها والأدوار والمهام التي قامت بها المرجعية الدينية حفاظاً للشريعة والعقيدة المتماسكة والمتسامحة يتعايش الجميع اخوه في وطنهم الواحد كما هو ثابت في على ارض الواقع وقد تعزز دور (المرجعية الشيعية) في العقود الثلاثة الأخيرة، وتحديداً بعد انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني قدس سره الشريف في ايران هذا من جهه ومن جهة اخرى فقد كانت الإمامة هي النهج البارز الدالّة على التشيع، وكانت المرجعية اليوم هي التظهير البنيوي للمجتمع الشيعي، والامتداد الموضوعي والتاريخي الماثل للإمامة. ولقد كان من الصعب على الحكومات المقبوره والافكار الوهابيه الهدامه ممارسة السيطرة واختراق مدينتي كربلاء والنجف المقدستين بحكم موقعهما الاستراتيجي والارتباط الروحي لدور المرجعية الرشيدة في ممارس نشاطا دينيا وسياسيا واسعا يتخطى حدود العراق بكثير، فقد كانت المدن ألمقدسه بأمان من السيطرة ألوهابيه الفاسقة وخاصة بعد أن برز كيانها المستقل بوصفها مركز الثقل الديني للمرجعية وكان لها صدى عالمي مؤثر سواء عندما كان مقر المرجعية في النجف الأشراف بشكل دائم أو في سامراء المقدسة آنذاك بشكل مؤقت، ففي كل الحالات كانت المرجعية تعتبر من ابرز المعالم الحضارية والفكرية في العالم الإسلامي ضمن مسؤولياتها ألدينيه والأكادمية والأشراف على كثر من المدارس الدينية والتي تضم الاف الطلاب عراقين وأجانب وقد ظلت هذه المدارس في النجف الأشرف باعتبار موقع النجف الأشرف موقعا متقدما لاحتوائها على مرقد الأمام علي علية السلام فكان مركز جذب قوي لكافة مسلمي العالم وفية وادي السلام البقعة المفضلة للدفن . كما ان التاريخ اثبت دور المرجعية في تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وخصوصاً بعد ثورة العشرين وما رافقها وأعقبها من تحديات تطلبت من المرجعية إجابات عن مسائل كبرى حول هوية السلطة ودور الشعب في اختيار الحاكم، وحول الدستور. والدفاع عن الاسلام، ديناً وشريعة ومنهاجاً في مقابل الطروحات الفكرية والايديولوجية الأخرى و كما هو واضح دور السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف في موضوعات كثيرة فكرية واجتماعية وسياسية من بينها فتواه الشهيرة في الشيوعية، وكذلك حرمة محاربة الأكراد في الشمال سنة ١٩٦٥، وكذا الحال بالنسبة للمرجعيات الشيعية في النجف مثل مرجعية السيد الخوئي والشهيد الصدر الاول والصدر الثاني قدس سرهم الشريف وصولاً إلى مرجعية السيد السيستاني. لان دور المرجعية في التآلف بين المسلمين، واضح في المرجعيات الشيعية قاطبة وبرؤية إيجابية في الوحدة الإسلامية والحرص الكبير والأمين في إستقرار الأوضاع السياسية ووأد الفتن في مهدها وهو ما يوجه النظر الى أن المرجعية الرشيدة ذات ثقافة سياسية وطنية ودولية وهذا ما يفند بعض التخرصات والطعون الوهابيه المنحرفة ألمستمده أفكارها من أعداء الإسلام والمسلمين ولرسالة التعايش السلمي بين الشعوب التي ترفعها ألمرجعيه بوجه أعداء الإسلام . وقد شهد التاريخ الإنساني على العدوانيه الوهابية ومهاجمة المواطنين بالتفجير الانتحاري الدموي بين الحين والأخر وبشكل وحشي على مدن العراق . بالإضافة إلى تدمير المعالم والممتلكات، ولا ينسى العراقيون المجازرة عندما هجم الوهابيون على مدينة سامراء بصورة فجائية وقتلوا الناس في الشوارع وفي داخل البيوت وخربوا قبة الأماميين وتفجيرهما حقدا على أهل البيت عليهم أفضل السلام وبالأمس القريب خربوا قبة الامام الحسين عليه السلام وللتاريخ لابد ان تتطلع الأجيال على ما قامت به فرق الوهابيه بقايا دنس الجاهليه حيث سرقوا خزائن المرقد الحسيني ومجوهراته ولم يتركوا المدينة الا بعد ان عبثوا فيها الفساد والدمار. وقد كان لهذا العمل الإجرامي صدى عالمي سيء شهدت زيارة الأربعينية في كربلاء مظاهرات جماهيرية صاخبة لعموم سكان العراق و رجال الدين الأجلاء الذين قدموا في حينها من الحوزة العلمية في النجف الأشراف احتجاجا على الفعل الوهابي الشنيع الا ان المرجعيات الشيعة كانت وضائه بالهدى في العراق وايران ولبنان اتسمت بالمواقف ألشرعيه وتحديد مفهوم العمل السياسي في المنظور العام وإشكالات الأحداث عموماً وبكل حياديه . لذلك فان المرجعية تعتبر الحصن الامين للنظام العام و بما تعتقد بها الأمة من عدالة وتأخذ منها أحكامها الشرعية بلا أي حساسية وذلك ناشئ من اعتقاد ديني راسخ فقد وضع الفقهاء فتاوى وقواعد فقهية ولا يخفى على احد أن المرجعية الرشيده لما تتصف به من إرشادية وتوجيهية لا تحمل صفة رسمية بحيث تتمكن من إلزام الطرف الآخر بما تراه من آراء ومواقف تجاه القضايا والمواضيع المختلفة وتبقى الطبيعة الإلزامية لآراء ومواقف المرجعية الدينية للطرف الآخر ومدى إلتزامه بأحكام الشرعية ونظرته للمرجعية ومكانتها ومسؤولياتها الشرعية والوطنية في الإطار الاجتهادي. وأياً كان ان المرجعية الدينية تقف دائماً الى جانب المصلحة العامة التي هي مصالح مجموع أبناء الوطن فرداً فرداً من دون تميز وليس المصالح العامة التي هي في إطار يضم مصالح متداخلة وذائبة مع بعضها. وقد أرسى الامام الخميني النهضة الانسانيه للبشرية من خلال ألثوره الاسلاميه عندما سحق قيود الشر ووفر الدعم لرسالة الإسلام دين الانسانيه والمحبة والتآخي بين بقية الأديان ألسماويه من دون أحداث أي خرق لاي معتقد لبني البشر وليثبت للعالم ان ما جاءت به ألوهابيه السوداء كخليط من الأفكار النازيه والماسونيه خاص بمعتقد أصحاب الفتاوى التكفيرية التي تجيز الاباده الجماعية للانسان الذي خلق بأحسن تقويم مستنبطه تلك الافكار من مدارس الإرهاب الموسلني ومن النازيه الهتلريه التي سحقتها الشعوب وبالامس قتل الإرهابي بن لاذن كما صنعوه قتلوه كمجرم غير مأسوف عليه وسيبقى فكر الامام الخميني وضاءا مشعا بنور الحرية من اجل عالم امن ومستقر تحترم فيه إرادة الشعوب وشكرا.