من اجل الوطن- علي حمداوي

Wed, 29 Jun 2011 الساعة : 8:03

التعايش هو التفاهم بين إفراد المجتمع حول تحقيق المصالح والأهداف الإنسانية السامية وفي مقدمتها استتباب الأمن وإحلال السلام في البلاد والنهوض بواقع الخدمات نحو الأفضل , وردع أسباب نشوب الحروب والنزاعات ورفع الظلم والعدوان الذي يلحق بالإفراد أو الجماعات واحترام حقوقهم وأفكارهم وعقائدهم لكي تستمر ديمومة الحياة بجميع مفاصلها .
ويعتبر التعايش نوع من أنواع التعارف بين بني البشر يتبادل فيها الخبرات ويتعاون فيها الإنسان مع مواطنه من اجل الأعمار والتقدم ونشر قيم الخير .
قال تعالى ( ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت 34 .
ومن أهم أسباب التعايش هو نبذ التمييز العنصري وعدم تفضيل امة على أخرى بسبب القومية أو العرق أو اللغة أو الدين , والاختلاف يكمن بطريقة التنافس على فعل الخيرات وليس على الصراع من اجل الاعتداء أو الانتقام أو الاقتتال , هذا يدعونا إلى إلغاء مقياس التفاخر بالأنساب والقومية والعشيرة وتفضيل ناس على ناس أو شخص على أخر مستندين إلى قاعدة القيم والآداب والأخلاق , ويمكن الاعتماد عليها في حل كثير من المشاكل التي تعترض سير عملية البناء بمفهوم الحوار الذي يجد أفاق عديدة لكثير من الأسئلة التي يجد أجوبة لها المتحاورون والحوار كلمة تستوعب كل أنواع وأساليب التخاطب والتفاهم على كثير من الأشياء التي تسبب الفرقة والتناحر نتيجة التشنجات التي تبعث على الغضب والحمق الذي قد يؤدي بنا إلى حدوث كوارث لا تحمد عقباها .
ومن اجل النهوض والارتقاء بالعملية السياسية وازدياد أواصر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع يجب أتباع الوسائل التالية :
1- اعتماد مبدأ التسامح بين الناس بغض النظر عن أوجه الخلاف بينهم .
2- الكلام الطيب الرقيق الذي يتسم بالمرونة وضبط النفس واحترام الأخر .
3- الدعوة إلى تطويق الخلافات بالإصلاح والسعي إلى إيجاد قاعدة مشتركة تنطلق منها حلول لكثير من المشاكل والنزاعات .
4- الابتعاد عن الأساليب السلبية المرفوضة كالتعصب والتكبر والسخرية من الآخرين .
5- من الخطأ الفادح اللجوء إلى العنف سواء كان ذلك على صعيد التصريحات الاستفزازية والخطابات الرنانة أو استخدام القوة لقمع الآخرين وخاصة ضد الحلقة الأضعف في المجتمع من الفقراء والمحرومين ورفض بشكل قاطع إتباع أساليب التصفيات الجسدية أو إلحاق الأضرار بالمواطنين من اجل أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد نأمل أن نجسد ونطبق قوله تعالى (( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) آل عمران 104 .

الحاج علي حمداوي
ذي قار/البطحاء
23/6/2011
المصدر كتاب :
( مبدأ التعايش ) للشيخ رعد عساف التميمي .
 

Share |