العراق فلاش باك .... /علاء كولي

Sat, 8 Dec 2012 الساعة : 13:02

 

ربما لصغر عمري لم استوعب اللحظات التاريخية التي مر بها العراق بعد العام 2003 وكيف تحولت الحياة، أتمنى أن أعود لتلك اللحظات فلاش باك ثم اضع كاميرات مراقبة على كل شيء على مؤسسات الدولة، على عمليات الفرهود، على الشخصيات الوطنية التي عادت إلى العراق كي تقف وتمسك زمام الأمور. أضع كاميرات أمام كل حزب دخل العراق ومع كل حزب تأسس للدخول العملية السياسية ومع كل فريق وجهة، انصب كاميرات مراقبة واضع اخرى بين اجتماعاتهم الداخلية حتى وهم نائمين وهم سكارى، اضع كاميرات على الجوامع وداخلها، على المؤسسات الدينية على الصحف، على الاعلام كيف بدأ وكيف اصبح وكيف سيكون.
أضعها مع تسلم العراقيين مجلس الحكم وكيف دخلت شركات الاستثمار وكيف دخل الشركات الأمنية، أترقب وانظر حصول الأمريكان على ترخيص للعمل في النفط، أضع كاميرات مراقبة على كيف احتسبت الأموال وأين أخذت، أضع كاميرات أمام كل وزير ومسؤول وموظف وعامل وحارس امني. أتابع القاعدة كيف دخلت العراق وكيف دخل الارهاب هناك ومن كانت له يد. أضع كاميرا على خيط الحقيقة، أضع كاميرات مراقبة على الطرق العامة في شوارع بغداد في المناطق الشيعية والسنية والأقليات، أتابع كيف يذبح الشيعي من القفا، كيف يقتل السني لأنه قتل الشيعي، أتابع كيف هجر المسيح وقتلوا كيف رحل آخر اليهود. أراقب كيف حدث أول انفجار وكيف حدث أول عمل إرهابي في عبوات ناسفة أتابع كيف حدثت اول عملية انتحارية.
كيف تغلغل الإرهاب إلى العراق ومن رحب به أقف هنيئة ثم التقط زوم كبير جدا لمن رحب بهم لمن وقف وفتح بيوته لهم وزوجهم بناته أتابع لحظات الصفقة التي يبرمها احد المسؤولين مع أمريكا في جعل الفوضى مستمرة كي تستمر البلاد بالانحطاط نحو الهاوية أراقب عمليات السطو الشرعية من مصارف وقتل لرجال أعمال مهنيين ثم أتابع ما جرى من صفقة لتقاسم الأموال .أتابع الشركات الأهلية التي يقف خلفها برلمانيون متكرشين . أقف واقرب الصورة على رجل دين من على المنبر يتغزل بالحكومة ويلعن أمريكا والغرب والفقراء يملئون الشوارع ويقبض أموالا طائلة وربما يمتلك شركات استثمار كبيرة في دول الخليج او اوربما او ربما رجل دين كان يقود عمليات قتل وبطش من المذهب الآخر.. يا سلام هنا أقف واخذ لقطة عامة كيف تحترق البلاد ثم أتابع المراهقات كيف يخدش حيائهن وتفتح بكارتهن باسم الدين وكيف يمارس الزنا باسم الدين اتابع كيف اصبحت المقاومة وكيف شكلت من كل الجوانب وكيف تنادي بخروج المحتل وكيف كانت تتصارع مع الحكومة ثم تصبح فيما بعد شريكة في صنع القرار. أقف وأصور قادتها كيف يتناقشون في امور المسلمين وكأنهم أصبحوا المختارين لهذه القضية اتابع كيف جرى انتخاب الحكومة وفق المحاصصة والمذهب وكيف باركت فيها جهات دينية نافذة. اكتشفت فيما بعد زيف أولئك المسؤولين اتابع بدقة الكره الذي تحمله جهة دينية وسياسية ضد أخرى. أتابع كيف جرت الموافقة على كتابة الدستور، وكيف حدثت الانفجارات، والسيارات المفخخة من اي بيت انطلقت ومن كان وراءها، أتابع كيف تم اختراق كنيسة سيدة النجاة وقتل الناس الأبرياء فيها بوحشية، أضع كاميرات على كل مفصل من مفاصل الحياة داخل العراق من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله كاميرات حتى على الأشخاص العاديين على كل شخص هو في كل الاحوال توثيق لمرحلة، سأضع كاميرا على كتفي وأسجل ماذا كنت افعل وأقول ربما انا متهم بعملية فساد مالي او عمليات ارهابية او ربما تجاوزت على احد المقدسين في البلاد ثم اعرضها الان كي نعيد الحسابات من جديد ربما سنكون بحاجة الى شعب جديد يبدأ من مواليد العام 2003 هم فقط سيكونون غير مكللين بأي شئ وانقياء بلا شك.
Share |