عمالة الاطفال مسؤولية من ؟/حميدة مكي السعيدي
Fri, 7 Dec 2012 الساعة : 1:08

قال الرسول الكريم (ص) كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته , فالأب مسؤول في بيتة كما رجل السلطة مسؤول عن الشعب ,فرب الاسرة غالبآ ما يكون الاب الذي تقع علية مسؤولية رعاية وحماية افراد تلك الاسرة من اي تهديد خارجي كما تقع علية مسؤولية توفير المأكل والملبس والمسكن المناسب لأبنائه , لكن ومع تداخل بعض الظروف اصبح الاباء يتنصلون عن واجبهم ويدفعون بأبنائهم الى ترك الدراسة والعمل في اعمال لا تناسب اعمارهم وقدرتهم البدنية والجسدية, فالبعض منهم يعمل في السوق بدفع عربة او ببيع اكياس النايلون , والبعض الاخر يعمل في الاحياء الصناعية او ميكانيكية السيارات او معامل النجارة او او او ـــــــــــــــالخ .
لم يفكر الاباء يومآ بالمخاطر التي ستلحق بأبنائهم من جراء ذألك كالإعاقات الجسدية او الموت او الاستغلال الجنسي من قبل بعض اصحاب العمل من ذوي النفوس المريضة.
لم يفكروا يومآ بمصير ومستقبل ابنائهم الذين لا ذنب لهم سوئ انهم ولدوا في ظروف قاهره كالفقر او اليتم والتفكك الاسري الذي تعاني منة بعض الاسر كون الاب طلق الام والام تزوجت يبقى الطفل اولآ واخيرآهو الضحية وهو الذي يدفع ثمن غلطة الاباء الذين لا يتحملون المسؤولية لذألك يضطر الى لنزول للشارع للعمل او السرقة او الاستجداء من اجل الحصول على لقمة العيش ,كل ذألك ينتج لنا جيل مدمر جاهل منحرف ليس له مستقبل الكثير منه يدخل السجون نتيجة لما يقومون به من اعمال لا اخلاقية بعيدة عن تعاليم الدين الاسلامي والعادات والتقاليد المتوارثة .
المشكلة كبيرة وفي ازدياد يومآ بعد يوم حسب إحصائيات مديريات التربية والشرطة في المحافظان والزيارات الميدانية للمنظمات الانسانية لاماكن تواجد عمل الاطفال والمسؤولية تقع على عاتق الجميع في ايجاد الحلول لها او القضاء عليها نهائيآ ونبدئ .
اولا / اولياء الامور هم من يتحمل المسؤولية الاكبر تجاه تسرب ابنائهم من المدارس واللجوء الى العمل .
ثانيآ /الدولة التي يجب ان تتحمل مسؤولية اكبر تجاه الشعب بتوفير سبل العيش الرغيد لأبنائها وانتشالهم من خط الفقر بتوفير المساكن الجيدة لهم واعطائهم رواتب شهرية تكفيهم واسرهم التشرد والعوز , ووضع الاطفال في دور الرعاية الاجتماعية بعد موت الوالدان او الانفصال عن بعضهم لأننا بلد يمتلك من الخير الكثير بلد عبارة عن بئر نفطي لا ينضب لسنوات طويلة قادمة بدل من ذهاب اموال الشعب لجيوب المسؤولين من الصوص الذين جاءوا من دول عديدة يحملون جنسيات متعددة همهم الوحيد تدمير هذا الشعب ونهب خيراته لصالحهم دون التفكير بأبنائه الذين يعيش غالبيتهم تحت خط الفقر .
ثالثآ /رجال الدين هم من يترجم تعاليم الاسلام وسنه الرسول (ص)الى واقع عملي يخدم ابناء المجتمع بتصديهم لكل من يخالف تلك التعليمات بفتاوي تحث على توفير سبل العيش الرغيد للفرد العراقي كذألك قيامهم بتوزيع كل الاموال التي يحصلون عليها من الصدقات والزكات والاضرحة المقدسة على الفقراء بالتساوي دون تميز فيما بينهم لكي تتحقق العدالة الالهية بتوزيع اموال الأغنياء على الفقراء ورفع الطلب والاستجداء عنهم .
بلدنا يعاني الكثير نتيجة السياسات الخاطئة التي يقوم بها من يعتلي السلطة ويشرع وينفذ وستظهر اثارها في المستقبل القريب على كل الاصعدة وعلى كل فئات الشعب العراقي خاص الاطفال والشباب الذين لا تمنحهم الدول اهتمام كبير يرفع من شأنهم ويوصلهم الى ما وصل الية اقرانهم في الدول المتقدمة ,ان بناء الدولة وتطورها وتقدمها يعتمد اساسآ على بناء ابناءها ورعايتكم وتوفير سبل العيش والتعليم الجيدان لهم , ثم تشريع قوانين صارمه بمحاسبة ولي الامر عند استمرار ولدة بالعمل بعد تحسن مستواه المعاشي عند تحقق ذألك نكون قد قضينا على المشكلة نهائيآ وهذا ما يطمح الى تحقيقه كل الشرفاء من ابناء هذا البلد .
حميدة مكي السعيدي


