صراع جغرافي أم انتخابي في كركوك/باقر شاكر
Fri, 7 Dec 2012 الساعة : 0:30

منذ ان اشتدت الازمة على المناطق المختلطة بين الاقليم والحكومة المركزية شهدنا معها اشتداد التحركات العسكرية والصراعات السياسية وحرب التصريحات بين جميع الكتل والاحزاب بما فيها مكونات محافظة كركوك وكل ذلك يحدث في ظل اقتراب الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات وهذا الامر يعطينا الكثير من القرائن على بعض تلك الخلافات التي تتمترس خلف اجندات سياسية وانتخابية وهرولة نحو صراع حقيقي على الارض وهذا الصراع يبدو انه ليس جغرافيا وانما هو انتخابي ، حيث اشارت الانباء الى تحرك اللوائين الرئاسيين التابعين لرئيس الجمهورية جلال الطالباني الى مدينة كركوك من اجل اثبات الوجود بسبب التحركات التي قام بها غريمه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ارسل الكثير من القطعات العسكرية وبقيادة مسرور البارزاني حيث تشير الانباء الى ذلك ((كشف مصدر مطلع عن ان رئيس الجمهورية جلال طالباني سحب اللوائين الرئاسيين الاول والثاني الى محافظة كركوك لزيادة تواجد القوات الموالية للاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة ولاثبات الوجود لاغراض انتخابية مقابل التواجد الكثيف للقوات الموالية لمسعود بارزاني.وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالات الانباء إن الرئيس طالباني "امر بسحب اللواء الرئاسي الاول واللواء الرئاسي الثاني، وهما لوائي مشاة مكلفان بحماية مقر الرئاسة في بغداد، الى كركوك وابقى المنطقة الرئاسية خالية من الحماية ".واشار المصدر الى ان خطوة الرئيس طالباني هذه "تأتي لاغراض انتخابية ولاثبات الوجود في كركوك وموجهة ضد التحشد العسكري الاخير للقوات الموالية لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ".)) وسواء ان كان التحشيد يأتي ضمن التوازن الانتخابي او يدخل ضمن الازمة الحالية بين الاقليم والمركز فهو غير صحي على الاطلاق ان يكون هذا التناحر بين الاطراف قائم على استعراض العضلات فالمواطن العراقي ما عاد يحتمل كل تلك الازمات التي يتعرض لها كلما قربت الانتخابات سواء مجالس المحافظات او البرلمانية فلا بد من الاتزان السياسي والتعامل مع الواقع بصورته الحقيقية دون مزايدات وتناحر على المصالح الذاتية والحزبية ، لذلك انا اعتقد ان الصراع في كركوك هو صراع انتخابي وليس جغرافي بين الاحزاب الكردية وقد تقع الاحزاب الاخرى ضحية تلك الصراعات والخاسر الوحيد هو ابن كركوك هذه المحافظة التي اصبحت اليوم عروس العراق الكل يخطبها .


