اريد ان افكر بصوت عالي/محمد علي مزهر شعبان
Fri, 7 Dec 2012 الساعة : 0:07

هل المبادرات والزيارات تحل الازمة دون ان تعتمد على ثوابت قانونيه دستوريه ، تخضع لها كل الخلافات الدائرة بين المتعارضين في كل الشعوب ؟ المبادرة في مثل هذه الفوضى القائمه الان ماهي الا حركة شخصيه او جماعيه ربما تهدأ الامور لبعد حين ، ولكن هل الاطراف التي تقوم بها محايدة ، او انها من ذات التكتلات المتأزمه ؟ ربما توجه السيد النجيفي بدأت تباشير مسعاه ببارق امل للتهدأه ، والسؤال هل انتهت المشكلة وحلّت النائره ، وأن النفوس استقرت وان من تجاوزت أبة الى لغة العقل والحوار ؟
اطلاقا ماهي الا انتظار لحظة الاثارة مرة اخرى . انها مسئلة احدثت شرخا ، حين تعددت الجهات المتنفذه لديمومتها . البعض يحسبها شخصية وهو واهم ليبرر موقفه من احد أطرافها ، وليزيد الطين بله ، ويوميء الى اجتماع خفقت به رايات لسحب الثقه ، ومن خلال هذا الرأي يضحى رصيد التشخيص مضاعفا حين تمرر دعوى ان الازمة ، سببها فلان .
ودلالة هذا الامر تحرك جهات عديده ليسوقوا هذا الامر ومنهم السيد علاوي ، حين لعب دور المحرض ، لعله يصطاد في هذه الازمة حضوة ووجود ، بعد ان صفرت جعبته من اثارات ودعوات ، فجاء ليلطم ويتباكى على أسى الاخوة الكرد فيما وقع عليهم من مظلومية ، اليست هذه ايقاظ فتنه وهو في سياق مبادرة واجتماع ؟
الاغلب الاعم من سياسيين هذا البلد متهمون في اصطناع الازمات ، حين تحركها اصابع خبيثه ، بدت لا تعمل في جنح الليل بل جهارا نهارا تحت عدة اجندات ، اقليمية طائفية قومية ، ادعاء يتبعه اتهام ، صراخ ( من تحت ابطه عنز ) يتباكى على لصوص (هو) من سبقهم على هذا الدرب ، وكأنها اصبحت ابجدية ( غلبني بالبكى )
اذن اي مبادرات ستقودنا الى الامان ، وهي خجولة والذاهب اليها كأنما ذاهب الى دعوة عشاء او ( فريضة عشائر ) انها ازمة حقيقيه وستبقى تلعب في هذا البلد أشواطا وتأخذ ادوارا في اي هنّة او زلة قادمة او ضعف للفريسه . هل حمل المبادرون معهم كتيبا ليس ثقيلا وهو الدستور ، وعلى ضوء بنوده يتحاور المصلحون والثائرون ؟
الساده في الاقليم يجيشون قوات مدعومة باسلحة الحرب وكانها مع عدو غاشم / دبابات ومدافع وصواريخ وراجمات ، وألوية وكتائب / ذاهبون الى الحرب التي حشدوا لها الانفس قبل السلاح ؟ الاقليم يتهم المركز ان تحريك قواته هي ليست حركة عسكرية لقيادة قوات دجله وانما ذات مرامي لها ابعاد في دكتاتورية جديده . والمثير للاستغراب اين مفاد العسكره والدكتاتوريه بتحريك قوات اتحاديه ، وعلى فرض ان قوة ضخمة هل هناك بوادر دخولها الى الاقليم ، وماهي حدود الاقليم ، والى من ينتمي هذا الاقليم ؟
انها أزمة ليست طارئه انما تتحرك بروح الدوحة واسطنبول ، وهو الخط المضاد لما ألف من مقولة عنونت ب( التحالف المقدس ) رغم امتداده كموقف تاريخي للشيعة والكرد ، الا ان هذا الارتباط رغم تماثل ما وقع عليهما زمن الطغاة فهو لا يمنع ان لكل اهدافه في الوجود ، وانه ليس مرحلي حين تتقابل الاهداف النبيلة للخلاص من القتل والملاحقة ، وانتظار اليوم المأمول في التحرر من ربقة ما وقع ليس عليهما فقط فالعراق بالاعم كان تحت وطأة الطاغيه رغم لبوس الدكتاتور صفة طائفة ما ، وانها كانت نوعا ما بمنأى من عدوانيته .
أثارة الاحداث الاخيرة والتصريحات التي صاحبتها من ادانة وقذف وقذع على الشيعة عموما ، نزع قناع التقديس لهذا الارتباط ، فأن تحفظ البعض ليستمع ويقرأ ماذا يكتب وما يقال . ان القدسية الحقيقيه تكمن في بنود الدستور حين تنفذ بنوده على الجميع . اذن اي انحراف عن الدستور ، لا يبرقع بتلك اللافتات الاخوة الابديه والتحالف المقدس ، وتحريك عواطف مجانية ، من خلال اثارة الخوف والرعب في نفوس البسطاء . انت أخي نسير على هذه البقعة لنا وعلينا ما ينظم حياة الشعوب وهي دستورها وقوانيها ، التركماني والمسيحي والايزيدي والسني اخي ، حين ينأى كل منا من نرجسيته وطائفيته واثنيته ، ويقر ان الديمقراطية منال رائع حين يتحقق ، ومرحلة من ارتقاء الشعوب .
اما من يريد الانفصال ليقرأ المستقبل جيدا ، انت محاط بتركيا ، صديقة اليوم ، وهي تضرب بطائراتها في خاصرتك وبكل اهانة واذلال ، في سوران وقنديل وسفوح الجبال على رؤوس الفلاحين الكرد ، وهناك في جانبك الشرق والشمالي ، ايران وهي تتربص الاحداث والتاريخ ينبئنا بغلظ هراوتها ، اما الجانب الاخر فسيأتيك وهابية النصره ، وهم يحملون العداء للبشرية الا الافاعي والعقارب .
فأن شئت الانفصال ، اجعل لك بابا ومنفذا لا زال يحمل لك روح نضال مشترك ويحمل واياك ذكريات حلوة ومره ، واعطاك ما شئت ، والبسك ثوب العافية والثراء ، حتى تنعمت واضحيت ترضع من اثداء مدنه اليباب البصرة والعمارة الحلوب . لماذا جعلتم مذاق الديمقراطية كأنه شجى في الحلوق ، وأسى في الانفس ، حين تجردتم حتى من المؤاساة ، حين ضرب الارهاب في مدن واسواق ومدارس الشيعة حتى عمّ ليمتد ليضرب في اطنابها والعقاب من جنس العمل .
ايها السيد وانت تزيد من محامل المطالب ، وتصل بالتوتر الى ان توشك الحرب ، رغم انها لعبة وانت لست قادر على خوض غمارها ولا بقية الشعب ، الا انها لعبة من يمهد الى الانفصال ، وما انذارك للحرب الا حركة اختبار لما اختمر في ذهنك ، ان الشيعة عضّوا على النواجذ في مسك السلطة وما ترهيبهم بالحرب الا مزيدا من التنازلات والرضوخ للمطالب العالية ، اظنه وهم لاننا ذقنا طعم الحرية فليس من مجال ان نطأطأ الرؤوس مرة ثانيه لكائن من كان ، الا ان نمشي سوية . ان الدستور كتب بايدي العراقيين ، وكنتم فاعلين ومؤثرين فيه ، فعلام يؤول ويعلل حسب الارادات ، والفصل في الدستور الذهاب الى المحكمة فخذ ما لك وعليك تلبية ما عليك .


