التصعيد الكردي ..الدوافع والخفايا../ابو هدى الشطري

Thu, 6 Dec 2012 الساعة : 23:51

 

قد يكون التساؤل اليوم أكثر واقعية واكثر مشروعية من أي وقت مضى..
لماذا ينتهج الاكراد لغة التصعيد رغم دعوة الحكومة الاتحادية وتأكيداتها للحوار وانتهاج الطرق القانونية والدستورية لحل مايرونه مشكلة تحريك القوات الاتحادية فيما يطلق عليه خطأ المناطق المتنازع عليها..
إن أي متابع للاحداث يستطيع القول بضرس قاطع أن الطرف الكردي يتبنى مشروعا" أنفصاليا" وضحا" وانه يسعى بكل جهده للاستفادة من الزمن لتهيئة مستلزمات هذا المشروع وانهم يتحركون ويعملون باساليب متعرجة وذات مسارات متعددة للوصول الى اهدافهم ..
فمنهجهم البراغماتي ليس خافيا" على المتابع وما يظهرونه من مغازلات وتودد هو في الحقيقة لتحرير أهدافهم المرئية من وراء الستائر ودائما" نحن نقول أن الاسترايتجية الكردية هو أن تكون بغداد ضعيفة كي تستمر عملية الحلب واقتناص الغنائم والفرص لأقامة دولتهم المنشودة ..
وياليتهم قالوها حينما كانوا طرفا" أساسيا" في وضع مواد الدستور ..فحق تقرير المصير لايختلف علية اثنان ..إلا انهم كانوا يدركون أن الظروف لم تكن مناسبة ..
فمقومات اعلان دولتهم ليست متحققة وأنها ستولد ميتة فتركوا الحديث فيها وقبلوا بالدستور الجديد وبشكل النظام وفلسفة الدولة الجديدة على قاعدة ((مالايدرك كله لايترك جله )) . . وباختصار واضح إذا أردنا أن نحدد أسباب هذا التصعيد فيمكن إجمالها باهم الاسباب :
اولا": التصعيد الكردي يؤكد بمايقطع الشك باليقين أن الجماعة عقدوا العزم على الانفصال ..غاية مافي الأمر أن تاريخ إعلانه لم يحدد بعد..
ثانيا": إن هذه الازمة كشفت عما هو مجهول للبعض حيث تبين أن لديهم أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدافع ومن يدري فلربما طائرات مقاتلة وحوامات وهي رفسة قوية في قلب الدستور الذي صوتوا عليه لأنه يمنع الأقاليم من امتلاك هكذا أسلحة لأنها من خصوصيات الجيش الاتحادي وحده .. وإذا أردنا تفسيرا" لذلك فالكتاب معروف من عنوانه .. السلاح الثقيل من مقومات الجيش والجيش من مقومات الدولة .
ثالثا" :الاكراد يخططون لتوسيع رقع دولتهم .. فما موجود ليس كافيا" بل لابد من التمدد والتهام المناطق المتاخمة ولذلك هم يرفضون دخول الجيش الاتحادي الى كركوك والى مناطق اخرى لأن هذا الدخول سيقطع الطريق عليهم مستقبلا" في وضع اليد وبىسط النفوذ على الارض النيران الازلية وما تختزنه من خيرآت و ثروات نفطية في بواطنها ..
رابعا": نحن على أبواب انتخابات مجالس المحافظات وهم باحوج ما يكونوا الى إضعاف حركة التغير وتجريدها من جمهورها المتصاعد من أجل العودة مرة أخرى لزعامة التحالف الكردستاني ..ولعل هذا سبب أساسي دفع فخامة الرئيس الطالباني لكي يكون في وضع يختلف عما كان عليه باعتباره حارسا" للدستور وصماما" أمينا" لحماية العملية السياسية من خلال التعاطي الايجابي مع الازمات والمشكلات المتعدده .. وهو مايفسر لنا أسباب التصعيد التي يعتمدها رئيس الاقليم واصراره على اعتماد سياسة البلطجة .
خامسا": ومن الاهداف الواضحة اسقاط هيبة الدولة وكسر ذراعها وزرع العبوات الناسفة في جسدها .. فدولة يخطط لها في شمال العراق يجب أن لأتكون لمصلحة الدولة الأم ..وهذه ستريتجية لاتغيب عن كل عقلية انفصالية ..فالواجب أن يكون الأصل ضعيفا" وأن لايكون الانفصال عنه سببا" لتوحد مكوناته وتناسي خلافاتها والالتقاء عند المشترك الوطني من منطلق أن وحدة الوطن وقوته تعني وحدة الموطنين وعزتهم واكثر ما يؤسف له أن بعض الالوان من الطبقة االسياسية اختارت الجلوس على تلة المتفرجين وهي تراقب وتنتظر كيف ستنتهي معركة الشد والجذب أملا" في الحصول على بعض المكاسب الخاصة فنحن كما أشرنا على أبواب الانتخابات وفي الانتخابات يجوز التخلي عن مصلحة الوطن ومشروع بناء الدولة عند قسم من الوافدين على ساحة العمل السياسي مادام فيه إضعاف لطرف منافس وقوي وهذا يمثل كسبا" إنتخابيا" أعلى وأغلى من مشروع بناء الدولة والوطن ..
والحقيقة نحن نغزي أنفسنا بمثل هكذا تفكير يضع الدولة في مهب الريح ولايبالي الا بموقعه ومكاسبة ونضع هنا بين يدي كل الشركاء أن العراق أمانة في أعناق الجميع وفي معركة الوجود أو الضياع والتمزق لاينبغي لأحد أن يمتهن ثقافة حميد بن مسلم (لا لكم ولاعليكم ) .. فالمركب سيغرق بمن فيه والسقف يقع على الجميع .. فتصفية الحسابات واردة في قاموس العمل السياسي إلاأن لها حدودا" تقف عندها وخطوطا"حمراء لاتتجاوزها ..فهي لاتمر ولايجوز أن تكون على حساب وحدة العراق وسقوط هيبة الدولة ..لأن هذا سيقودنا الى مستنقح الصوملة وعند ذاك سيكون العراق العزيز شيئا" من التاريخ وسيأكل القوي الضعيف و ستغزونا الكلاب المسعورة في عقر ديارنا وعندها سنعض أصابع الندم ولكن بعد فوات الأوان 
Share |