توازن القوى/علي الخياط

Wed, 5 Dec 2012 الساعة : 1:21

 

نهج العرب والأتراك نهجا قاسيا في تعاملهم مع التغيير الذي حصل في العراق بعد العام 2003 وسقوط الدكتاتورية الصدامية التي مثلت صداعا مزمنا لدول كالسعودية والكويت وحتى تركيا والأردن بسياسات طائشة هوجاء عمياء لا قيمة لها سوى إيذاء الشعب العراقي وتحطيم رغبته في بناء مستقبله والتخطيط لغده المأمول،لكن هذا التغيير تحول الى صداع مزمن لهولاء وبشكل غريب فالنظام الذي كان عدوا لهم صار من الممتلكات العزيزة التي فقدوها وصاروا حزانى على فقده باكين مولولين شاكين ناحبين لا يقر لهم قرار إلا بمحاولة الثأر من العراق الجديد وتجربته الصاعدة والتحول الذي فيه.
بنى العرب والترك سدودا منيعة لا كالتي تحجز مياه دجلة والفرات والتي يعمل الاتراك على بنائها لقتلنا عطشا ولا كالتي سعى الكويتيون لتمويلها في اعالي الفرات والمار منه بسوريا بل بسدود من السياسة القاسية والمساعي الحثيثة لتعطيل التجربة ووضع قيود ودوام اخرى كالبند السابع أو تمويل ودعم الارهاب اوإستضافة قتلة الشعب العراقي من الارهابيين والصداميين والبعثيين الاوباش وتمكينهم من الحديث والتصرف والحركة دون قيود ودون أن يعبئوا بالحكومة العراقية وعذابات العراقيين كما حصل في قضية المجرم الهارب طارق الهاشمي وعصابته وفي قضايا عدنان الدليمي ومحمد الدايني قاتل رعاة الاغنام من البؤساء والمجرم عبد الناصر الجنابي وغيرهم من وحوش وإرهابيين.
ولأننا فقدنا الامل في تغيير مواقف هذه الدول وتحولها الى التفاهم وبناء علاقات متوازنة مع العراق الجديد وشعبه وحكومته المنتخبة وقيام حكومات مجاورة بوقف كل سبل التواصل مع العراق وإعاقة تقدمه ووضع الحواجز امام نهضته والاستثمار فيه وبشتى المجالات السياسية والاقتصادية والعمرانية فكان لابد من النظر الى كل دول الجوار بعين الحكمة ومعرفة من الذي يمكن فتح آفاق تعاون مثمر معه دون الالتفات الى نقد المنتقدين وتشكيك المشككين الذين ينتظرون الهفوات والسقطات وكان لابد من النظر الى مستقبل البلاد والناس نظرة متوازنة ودقيقة وليس بخاف ما للعلاقة مع دول عدة من بينها الجارة ايران من اهمية للنهوض بواقع الطاقة والتصنيع والاستثمار في كافة المجالات والتعاون الامني والسياسي والحصول على المشورة والتدريب في قطاعات عسكرية وتصنيعية مختلفة.
وتندرج في هذا الاطار زيارة السيد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي وصل العراق وتباحث مع مسؤولين عدة في سبل التعاون والتواصل والتنسيق المشترك والمثمر .وكان للقائه برئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب السيد اسامة النجيفي اهمية فائقة في تحديد معالم مرحلة مقبلة من العلاقات المتينة والمتماسكة التي يجب ان تنض اكثر في المستقبل القريب دون الاهتمام بخزعبلات من اعياهم الفهم وأسقط بأيديهم فما عادوا يعرفون ما يريدون.
Share |