أهل الدجيل الضحية الضحيه-عقيل الموسوي ـ المانيا

Tue, 28 Jun 2011 الساعة : 10:20

وصلني (ايميلٌ) ومن اكثر من شخص يحمل نفس المحتوى والمضمون وقد كتبت اعلاه العباره الخجوله (كما وصلني ... الله يخليكم) , مصدره ما سمّيَ ب (الرابطه العراقيه) وكان مضمونه التشكيك بمجزرة عرس الدجيل بطريقةٍ أقرب الى مرافعة من محامي الدفاع منه الى ايميل او حتى مقال غير صالح للنشر , وقد يكون والله العالم صادر من مكتب خليل الدليمي الذي أكبرت فيه شجاعته وحبه للمال والشهره حين أقدم للدفاع عن الطاغيه المقبور , ولكني احتقرته أيما أحتقار حين حاول التضليل على أفلاسه بالضحك علينا بظهوره في احدى القنوات الفضائيه وأعلانه عن بروز البدر مُجمّلاً بصورة فرعون القرن العشرين , وكأنه نسي أو تناسى اننا اجتزنا العصور المظلمه بعدة قرون وأنه لو حدّث اهل جزر الواق واق بهذا الحديث (لعفّطوا) له , بل لأصمّوا اذنيه من (العفاط) مع اعتذاري للقارئ الكريم لأني لم أجد تعبيراً أبلغ من هذا التعبير يناسب أدعاء الدليمي رغم انه ليس موضوع الحديث .
راودني أكثر من شعور حين وصلتني تلك الايميلات المشككه بمجزرة عرس الدجيل احاول اختصارها بالأتجاهات التاليه:
1.الى أي مدى اوصلنا قادة الكتل السياسيه في ظل الديمقراطية الجديده بحيث لا يستطيع حتى حملة الشهادات الحقيقيه ناهيك عن الذين يحملون شهادات صادره من (سوق مريدي دوت كوم) التمييز بين الغث والسمين , بل لايستطيعون ان يجزموا بصحة ومصداقية الأخبار وهم يعيشون داخل بلدٍ واحد , ولكن لا غرابة في بلد التناقصات والمتناقصات.
2.الى أي حدٍ وصلت الوقاحة بأهلها بحيث أنهم يحاولون تفنيد وقائعٍ اجراميةٍ واضحةٍ للعيان وأن يحجبوا الشمس بغربالٍ أجوفٍ بعد أن شاهد الجميع كل المجرمين واعترافاتهم وظهور احدهم (وهو ابو لحيه) في الفيديو الخاص بالمجاميع الارهابيه المسلحه دون ادنى احترامٍ لمشاعر ذوي الضحايا ناهيك عن مشاعر الملايين .
3.تحويل الحادثه الاجراميه من قبل الحكومه الى قضيه سياسيه اظهر مدى استهجان الحكومه بدماء الابرياء والمتاجره بها دون اي احترام لضوابط اللعبه السياسيه ,وكان ذلك واضحاً من طريقة وتوقيت عرضها الذي جاء بعد السجال الذي جرى بين قائمة العراقيه التي طالبت بما مضمونه (فما استمتعتم به من القوائم السياسيه فآتوهن اجورهن) , وقد جائت الأجابة واضحة وسريعة بأن (القانون ودولته لا يحميان المغفلين).
4.تذكرت حادثة الشخص الذي جاءه جاره يطلب منه حماره ليؤدي به غرضاً ما , ولعل صاحب الحمار هو جحا او شخص له نفس المواصفات وقد سئم كثرة استعارة اهل قريته لذلك الحمار دون ان يعيدوه محمّلاً حتى بباقة (جت) يقتات بها لتنفيذ المهمات القادمه , فما كان من صاحب الحمار الّا أن يعتذر بأن حماره غير موجود , وهنا نهق الحمار معلناً عن وجوده (طبعاً لأنه حمار) فأنبرى ذلك الشخص معاتباً صديقه على كذبته وأدعائه ان الحمار غير موجود وهاهو ينهق من داخل الدار , عندها أجاب صاحب الحمار وببرود أعصاب ـ على الطريقه العراقيه ـ (شنو الفايده عليك أذا انت تصدّك الحمار وتكذّبني ؟ ) ... فما اشبه جواب الرابطه التي لا اعرف ماذا تربط بجواب صاحب الحمار ـ مع ان الامثال تُضرب ولا تُقاس ـ وكيف لي وأنا صاحب الحدس ( انا اقصد الشعب العراقي ) ان اكذّب ما رأته عيناي وأن كان من خلال شاشة التلفاز وما لمسه احساسي وأصدّق ما تدّعيه الرابطه وهي الاخرى تتحرك بأهواء سياسيه حالها حال الحكومه , ليبقَ اهل الدجيل الضحيةَ الضحيه ( توكيد لفظي ) وربما للمرة الألف.
 

 

Share |