نظرية بناء الدولة ونشوئها/جعفر العلوي

Mon, 3 Dec 2012 الساعة : 14:34

 

لقد اجتاز النبي محمد(صلى الله عليه وآله)بالمسلمين دائرة بناء الفرد فمنذ وصوله الى يثرب بدء بالتخطيط لنشوء الدولة التي تحكمها وتسيرها قوانين السماء والشريعة الإسلامية ,وبعد ذلك بناء الحضارة الإسلامية لتشمل الإنسانية بأجمعها
ومن أولى العقبات إمام بناء الدولة الإسلامية كان وجود النظام القبلي الذي كان يسيطر على مجتمع الجزيرة آن ذاك
والثانية ضعف المسلمين فرأى الرسول الأكرم من معالجة حقيقية لما تقتضيه المرحلة.
 
فكان المرتكز الاول لذلك هو بناء المسجد ليكون مكاناً لإدارة شؤون الدولة ومركزاً للسلطة .وتم تعيين الأرض وشرع المسلمون بهمة وعزيمة في بناء المسجد بما يتطلبه من مستلزمات .وكان الرسول الكريم هو القدوة والأسوة ومنبع الطاقة المحركة لعزيمة المسلمين فكما تعرفون شارك بنفسه في حمل الحجارة .
 
واستوقفتني حادثة مؤثرة إذ حضر .أسيد بن حضير عندما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) يحمل حجراً على بطنه .فقال له أعطني الحجر لأحمله عنك يارسول الله .قال له الرسول الأكرم اذهب وأحمل حجرا غيره فكان الرسول يدرك أهمية الوقت في بناء الدولة الفتية ويحثهم على المشاركة والوحدة .
 
وكان المسجد بحق مرتكزاً مهماً في حياة المسلمين ومساهماً فاعلاً في بناء الفرد والمجتمع .
 
ثم أخا بين المهاجرين والأنصار ليقضي على النظام القبلي السائد في ذلك الوقت ويجعل من العقيدة الا سلامية والدين هو العامل المشترك بين أفراد المجتمع .
 
وبذلك طوت صفحة مريرة ودموية من التعصب للقبلية وبدء عهد جديد من الإنسانية والانفتاح على العالم ولم تكن الحالة الاقتصادية غائبة عن ذهن الرسول الأكرم فهو عرف بنجاحه في إدارة تجارة ام المؤمنين خديجة عليها السلام فشرع الى إزالة الفوارق الطبقية في المجتمع للقضاء على حالة الفقر.وانجاز المشاريع الاقتصادية مثل الزراعة والتجارة واستغلال الموارد المتوفرة في المدينة .وإعالة المهاجرين اقتصادياً وتأهيلهم لممارسة حياتهم الطبيعية.ورأى أن لايمكن للدولة من النهوض بمتطلباتها مالم يكن لها منهجاً ونظام سياسي يقيها من التدخلات الخارجية .فعمد الى تكوين نسيج محكم من الأفراد يأتمرون بأوامره ويسيرون حسب توجيهاته .
ومن ثمة تناقل الخبرات التنظيمية وطرق المقاومة والصمود امام التحديات وكيفية التحرك بين المهاجرين والأنصار .اذ أن الأنصار لم يعيشوا تجربة المهاجرين وخبرتهم .وعمل على بناء الفرد ووضع الهيكلية الإدارية وإشعار المسلمين بالقوة لكي يتسنى لهم الدفاع عن قيم الإسلام مبتعدين عن روح القبلية والعنصرية.
 
وأقول أن ما موجود من تاريخ زاخر ومشرف وحضارة أسلامية .تجعل لنا من السهولة التعامل مع الاحداث وبناء المرتكز الحقيقي لدولتنا العراق.اما ما نراه اليوم ومع شديد الأسف قاعدة هشة لاتستطيع القيام بنفسها فكيف بالقيام بواقع مجتمع فالجدير بالدولة الى الشروع بالخطط وتفعيل وزارة التخطيط وإيجاد الإداريين الكفوئين القادرين على تحمل مسؤولية بناء البلد بالشكل الصحيح لا المتخبط.كما هو الواقع اليوم.فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من غير محسوبية او محاصصة .فالوحدة أساس العمل لا المحاصصة.(وليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة).
Share |