المعارضة السورية الى اين ..؟/ناصرعمران الموسوي

Sat, 1 Dec 2012 الساعة : 5:36

 

يبدو ان المعارضة السورية في الخارج سادرة في غيها ،وتدور في حلقة مفرغة بين العواصم المتعددة وهيمنة حكوماتها دون ان تعي، ما يدور في الداخل السوري وخارجه ،فبعد الاحلام (الاردوغانية) التي تمخضت عن اعلان المجلس الوطني في اسطنبول والتي جاهدت تركيا ان يكون لها ،من خلاله، سبق تشكيل الحكومة السورية الجديدة بعد ان توهمت بان النظام في سوريا سيلتحق بأنظمة التغيير العربي، وبدون اية سابقة راحت تركيا تكشف عن سوءتها ، وتلقي بيضها بالكامل في سلة الامنيات والتي بدأت تنعكس سلبا عليها فتواجدها العسكري على الحدود السورية ودعمها الواضح للمجاميع المسلحة في سوريا جعلها في تصعيد خطير مع عدوها التقليدي حزب العمال الكردستاني وهيأ هذا التواجد سهولة ضرب القطعات العسكرية التابعة لها وان تكون جبهة الصراع متسعة بعد ان اشتعلت الحدود مع سوريا.
لقد كان هنالك جهد كبير لتركيا والجامعة العربية وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية لاسقاط الاسد والذي قابله تهديد روسي ايراني بالمقابل على الارض السورية، وإزاء ضغط اممي انكسر امام عقبة فيتو الصخرة الروسية الصينية، حاولت تركيا وعبر سيطرتها على المجلس توحيد المعارضة السورية في الداخل والخارج تحت قيادة المجلس الوطني وأحدثت تغييرات في رئاسة المجلس كلما استجدت امور في المشهد ا لسوري فبعد بروز الدور الكردي على ساحة الصراع حاولت تركيا استمالة الجانب الكردي عبر وجود رئيس للمجلس من القومية الكردية هو (عبد الباسط سيدا ) خلفا لبرهان غليون الذي كان تزعمه في البداية للمجلس دعما لمناطق الاحتجاجات في حمص ودرعا وادلب ولم تفلح التغييرات وستراتيجيات تركيا في توحيد المعارضة وكسب التأييد لاستحصال قرار اممي بالرغم من ان تركيا رسميا وبفعل موقعها هي المتبني للتسليح والقيادة وهي المنطقة الاكثر جذبا للاجئين وشكلت غرفة عمليات لوجستية لدعم المعارضة المسلحة بل الاكثر من ذلك حاولت التدخل عسكريا عبر جر (قوات الناتو ) التي تعتبر عضوا فيها ، إلا ان كل هذه الجهود باءت بالفشل في ظل انقسام واضح للمعارضة السورية في الداخل والخارج وأمام جيش سوري متماسك وبعد فشل المعارضة في توحيد صفوفها وفشل تركيا وانفتاحها على مشاكل داخلية رافضة لسياسة (اردوغان ) مع نزاع متعدد الجبهات مع عدوها التقليدي حزب العمال الكردي، ولشعور الجانب الخليجي بفشل الاطاحة بالنظام السوري، ولتزايد تواجد المسلحين وظهور تحالف قوي على الارض السورية بين القاعدة _التي اعتبرت سوريا مركز استقطاب لمقاتليها بعد فشلهم في افغانستان والعراق وباكستان _والإخوان المسلمين وفصائل مسلحة تدور ولاءاتها بثنائية (قاعدية اخوانية) وهي الاشد خطرا والتي هي جبهة ما يسمى بالنصرة، التي تفوق في ظلاميتها منهج القاعدة.
آثرت الدوحة اخراج المجلس الوطني من القيادة ومن الدور التركي لتبنى قضية توحيد صفوف المعارضة السورية والتي يطالب الغرب بها، كما تعمل على جذب التنظيم المعارض بقيادة رياض سيف والذي ينشط في الاردن وفرنسا وجذب الاتاسي الناشطة المعارضة لمنح الجانب العلماني المدني صورة في تشكيل ائتلاف المعارضة والذي منح رئاسته للداعية احمد معاذ الخطيب إمام الجامع الاموي.
ان تشكيل ائتلاف الدوحة يمثل المرحلة الاخيرة التي تحاول قطر ترويجها للدعم الغربي وهي الأشد عنفا ً للمشهد السوري في الداخل حيث ستقوم الدوحة بدعم ثنائية (الاخوان والقاعدة) وتوحيدهما في مشهد يبلغ فيه الاحتقان الطائفي اشده ، ويقوم على سياسة حرق كل شيء من اجل اسقاط النظام، فقد بدأ رئيس الائتلاف تصريحاته بتزويد المعارضه بأسلحة نوعية وانه يرفض اي حوار من اجل وقف حمام الدم وتهديد لكل السفارات والبعثات الدبلوماسية بأنها ستكون هدفا لعمليات مسلحة، ان الائتلاف الجديد يسعى حثيثا في ايجاد مرحلة الحصول على دعم الدول الاوروبية وأميركا بغية تسليح المعارضة بعد ان تأكد فشلها في اسقاط النظام وعرفت بأن الدعم الخليجي والتركي غير كاف وان توحيد المعارضة امر عسير في الخارج والداخل لغياب الهدف والبرنامج لكل فرقة او جناح او فصيل من المعارضة المسلحة، وتشكيل هذا الائتلاف هو دعم التنظيمات المسلحة ذات التوجه الارهابي التكفيري ،وان الدوحة ماضية قدما في تحقيق مشروع الشرق الاوسط بجلبابه الاسلامي المتشدد ،والذي هندست له الولايات المتحدة الامريكية والذي على ما يبدو انه عاجز امام المستنقع السوري الذي سينفتح اكثر على حرائق وخراب وصراع دمويً سيكون فيه الشعب السوري الخاسر الاوحد.
Share |