"متى يعقلون!؟".. مقال لكاتب كوردي بعيدٌ من الواقعية !/سالم كمال الطائي

Sat, 1 Dec 2012 الساعة : 5:26

 

كان الكاتب يركز على اهتمام "حكام العراق" وآخرهم صدام حسين على التسلح بنية خوض الحروب! مع الآخرين خوضاً عبثياً لا أساس له ولا أسباب وإهمال التوجه إلى البناء والتقدم في الحقول الأخرى لخدمة شعوبهم.
 
لقد أورد الكاتب أمثلة على البلدان التي خاضت الحروب ثم انهزمت بعد دمار شامل وهي اليابان وألمانيا؛ وأنها {قررت ترك لغة السلاح والتسلح واستبدالهما ببناء دولتيهما}! والواقع أن هاتين الدولتين لم تترك السلاح ولا التسلح وهي اليوم تمتلك جيوشاً منظمة أحسن تنظيم ومسلحة بأحسن الأسلحة إلى جانب تطورهما العلمي والتكنولوجي والصناعي لأنها تؤمن بالقول [إذا أردت السلام فعليك الاستعداد للحرب] وهذا هو حال جميع الدول المتقدمة منها والمتأخرة! – ماعدا دولة الفاتيكان- ربما؛ والتي تحرسها دول مدججة بالسلاح.
 
وعلى الكاتب أن يتذكر أن بلداننا وبسبب المشاكل الداخلية فيها والصراعات المتعددة والمرتبطة بضغوط خارجية مضطرة إلى امتلاك السلاح المتطور وليس السلاح التقليدي؛ وهذا ما يشجع البلدان التي تصنع الأسلحة المتنوعة وبكميات كثيرة تساهم في خلق المشاكل في تلك البلدان ودعم طرفا ضد الطرف الآخر لتأجيج نار الفتنة الطائفية أو القومية بين الشعوب كما حصل ويحصل مع الحكومات العراقية المتعاقبة مع قادة إقليم كردستان منذ زمن بعيد وإلى الآن! فكان السلاح والتسلح هو الحاسم في المعارك السابقة والغلبة يجب أن تكون للأقوى والأذكى!
 
إلى وقت قريب كان قادة الأكراد الذين يسعون اليوم إلى توريط شعبهم في حرب جديدة لمصلحة تجار الحروب ومصانع السلاح الغربية! يعلنون أنهم لا يمتلكون من السلاح غير "الكلاشنكوف"! وعند اشتداد الأزمة المفتعلة من قبلهم استعرضوا ما لديهم من السلاح المتطور من راجمات الصواريخ والدبابات والمدافع البعيدة المدى وجحافل البيشمركه المدربة والمتأهبة لمحرقة جديدة للشعب الكوردي لا سمح الله, وتبين أهمية السلاح والسعي إلى ترسنته والاستعداد للحرب؛ فهل انتبه الكاتب المحترم إلى هذه الجهود المحمومة لدى قادة الأكراد المغامرين بحياة شعبهم بالأمس واليوم وامتلاكهم لأسلحة ثقيلة وما وراء ذلك التسلح من نوايا احتلال أراض عراقية بحجة تابعيتها إلى كوردستان العراق أو "دولة كوردستان" الورقة الثمينة بيد أميركا وإسرائيل اليوم لاستخدامها عندما يريدون التغيير في حكومة المركز كما استخدمت في السابق في إسقاط حكومة عبد الكريم قاسم وكذلك صدام حسين فكان قادة الأكراد الخادم الأمين لمصالح أميركا وإسرائيل مقابل الاستقلال والإنفراد بالحكم والتمرد على حكومة المركز بل وفرض شروط قاسية مستغلين ضعف الحكومة الحاضرة وسعيها إلى التسلح وتقوية جيشها لتضمن السلام لشعب العراق الذي لا تستطيع ضمانه من موقع الضعف والتخلف في التسليح والاستعداد لكل طارئ ليس من قبل القادة الأكراد المغامرين ولكن ضد كل الأطراف الطامعة في العراق والتي تحاول تقسيمه وإخضاعه لإرادات أجنبية وإقليمية مذلة ومستغلة!
 
إن حكم العثمانيين الدامي والظالم على العراق وكثير من الدول العربية لم تزيحه إلا قوة أقوى منه تتمتع بالتنظيم الجيد والسلاح المتطور ليخضع العراق الضعيف بعد ذلك إلى سلطة الاحتلال البريطاني؛ ومرت الأيام! وتتابعت الأحداث؛ ونحن اليوم أمام تحد وقح وجبان مستغلا ضعف الاستعداد والتكامل العسكري وخاصة الدفاعي منه؛ لدى الحكومة العراقية التي تريد أن تتجه إلى البناء والأعمار وإسعاد الشعب تتحرك من جديد قوى شريرة لتلهيه عن المضي في هذا السبيل وتضطره إلى اللجوء إلى التسلح وإعداد جيشاً قوياُ يمكنه ردع المعتدين وإرجاعهم إلى "مغاراتهم" قبل أن يخططوا إلى احتلال نصف العراق! ليرضى الكاتب الكريم ويطمئن إلى أفكاره التي تدعو إلى ترك السلاح والتسلح ويغمض عينيه ويغلق عقله لحجم السلاح والتسلح الذي سعى ويسعى إليه قادة الكورد المغامرين له وما يخبئونه لنا أعظم.
 
خلاصة القضية: أن الصراع العالمي هو طبيعة الجنس البشري! وليس من طبيعته السلام؛ ولن يتحقق السلام بين الدول مطلقاً وأن الغلبة للأقوى والأكثر تسلحاً والأعمق إيماناً بقضيته التي يستعد ويسعد بالتضحية من أجلها من خلال مناورات تتطلبها الظروف والمواقع والأماكن.
Share |