مسيرة بلا اهداف/رائد الناشي

Sat, 1 Dec 2012 الساعة : 5:22

 

بعد سقوط النظام السابق بأيام قليلة وتحرر مدينة الناصرية من قبضة البعث والفدائيين اصبحت المدينة حرة الى حد الفوضى جاء السياسي الشيعي احمد الجلبي
لزيارة المدينة في باكورة دخولة الى العراق ويعد الجلبي من السياسيين المعروفين بمعارضة النظام البعثي حيث حارب وكافح من اجل ذلك حتى استطاع من اقناع الامريكان بأصدار قانون تحرير العراق وحين وقف على المنصة هو وبعض مرافقيه وابنته التي كانت ترتدي... بنطالاً وقميصاً وتطلق شعرها في الهواء اذ فاجئته جموع هائجة بمظاهرة عنيفة تنادي بأصوات مبحوحة (ابد والله ما ننسى حسينا) والحقيقة ان الرجل تفاجأ حيث لم يكن هو ولا رامسفيلد ولا الجنرال جون ابو زيد وقفوا الى جانب جيش عمر بن سعد في كربلاء .
ومنذ ذلك التأريخ والى اليوم تحول العراق برمته الى سرادق عزاء حيث بدأت المسيرات التي ترتدي السواد وعلى مدار السنة قد حولت الزمن كله الى كربلاء ولم يكن هناك شيءً يذكر بالحاضر او التحضر او انشاء دولة جديدة او ثقافة جديدة سوى النياح والبكاء والعزاء وجلد الظهور باحزمة من السلاسل الحديدية وضرب الروؤس بالقامات والالات الحادة والهب ذلك قراء نواحون محترفون كانوا قد فروا سابقاً من النظام السابق ولم تسعفهم شجاعتهم بمواجهته مثلما فعل الزعيم الشيعي محمد باقر الصدر .
راح هولاء يغذون هذا المد ويخترعون الاساطير مستغلين بساطة الناس وجهلهم بالدين حيث انهم كأنما انشأوا لهم ديناً جديداً خارج مفاهيم القرأن والسنة المحمدية الصحيحة .
واصبحت لا ترى في العراق معالم تدل على الحياة سوى سرادق العزاء ومليارات الرايات السوداء وقطع الطرق من اجل المسيرات اللاطمة واعادة تمثيل معركة كربلاء بمناسبة او دون مناسبة بالاضافة الى هذا حشدت قوات الامن في الدولة الفتية الناشئة من زيارة الى اخرى في سلسلة من الزيارات لم تنتهي فما ان تخرج من الزيارة الاربعينية حتى تدخل في الزيارة الشعبانية وهكذا دواليك حيث تخلو المدارس من الطلبة والمدرسين والدوائر من الموضفين والشوارع من شرطة المرور وكأن الناس قد اكتشفوا شيءً جديداً لم يكن موجوداً وكأن لم يكن هناك قرأناً فيه مئة واربعة عشر سورة وستة الاف وثلاثمائة واربع وثلاثون آية تحث على العمل والسلوك الصحيح والصلاة والزكاة فضلاً عن السنة التي تنادي (ان الدين المعاملة) .
ومما لا شك فيه ان موقف الامام الحسين كان موقفاً فريداً ونادراً ادى ما عليه في مواجهة دولة ضالمة لكنه لا اعتقد ان يقبل بأن نتخلف عن العالم لكي نعيد تمثيل الماضي واضافة الخرافات اليه التي ساهم فيها قلة يرتزقون بآلآم الحسين .
Share |