الطبقة البرجوازية/أحمد السيد حيدر

Sat, 1 Dec 2012 الساعة : 5:19

 

أن أصعب ظروف المعيشة والحياة البائسة المليئة بالخوف والحرمان والأضطهاد كانت تجربة وعلى الواقع عاشها الشعب العراقي بكل أطيافه ماعدى القليل القليل في ضل النظام الدكتاتوري الصدامي اللعين وبعد سقوط هذا النظام الشمولي وأنهياره بفضل ألله سبحانه وتعالى ومغادرة المسؤوليين الزيتونيين بائعي الثلج ووصول أصحاب الشهادات العليا والمناضلين ألى سدة الحكم بديمقراطية وحرية كانت تمثل ألأحلام والآمال والتطلعات بألوان جميلة ساد عليها أللون البنفسجي أحلام سيطرت على عقول الفقراء الشريحة ألأكبر وبدءت تكبر تكبر لتنتشلهم من الفقر ألى حياة هنيئة مستقرة تمثل مستقبل أولادهم الذهبي ألذي يبدو أنه موجود في الخيال فقط فقد خانتهم هذه ألأحلام وكانت صدمة حسب النتائج والأفرازات والحقائق لتسعة أعوام مضت كانت مليئة بخيبة أمل كبيرة وأحلام عبارة عن سراب وأوهام .
لم تستطيع الحكومات الجديدة بعد سنة 2003 أن تنهض بواقع الفقراء ومحدودي الدخل وخاصة أصحاب المحلات الصغيرة المؤجرة والتي تملئ الأسواق العراقية وفي كل أرجاءه لم تستطيع حكومة أفتعال ألأزمات أن تقدم دراسة بسيطة لألغاء قانون صدام المجرم ألذي سلم أصحاب المحال بيد ملاكة العقارات والعمارات ليكونوا صيدا سهلا بيد صياد لايعرف الرحمة ولم يسمع بها قط هذا القانون الذي كتبه صدام البعثي وبالحرف الواحد ( السرقفلية ظلام وليذهب أصحابها ألى الظلام) هذا القانون وبمساعدة بعض رجال القانون أصحاب القلوب السوداء المتحجرة أللذين يساندون أصحاب ألأملاك لهثا وراء المال واللذين يدعون أن ألأموال التي سلمها أصحاب المحال الصغيرة سابقا والتي تعادل الكثير الكثير من الملايين حاليا أنها لاتساوي شيئا وأنا لا ألومهم على ذلك لأن غايتهم المادية معروفة للعلن ولكنني أعتب على الحكومة ودستورها الذي حملنا الكثير من التعب والأنتخاب مرارا وتكرارا ولم نحصل على شيء يذكر .
ذات يوم حدثني أحد أصدقائي بأن جاره صاحب الأملاك كان يخاف السراق في فترة التسعينيات وهي فترة مليئة بهذه الحوادث وقد كلفني جاري بحماية بيته ليلا من الخارج وبما أننني أمارس عملا أمنيا ليليا في الدولة كنت أراقب الشارع والبيت من بعيد وبحكم عملي وبعد فترة ورثت بعض المال نتيجة وفاة أحد أقربائي وذهبت ألى صاحبي ألذي يملك سوقا تتكون من مئة محل على أقل تقدير لأشتري محلا ضغيرا تفاجئت بأنه يطلب مني ربع مبلغ الشراء وزيادة الآجار الشهري عندها علمت أن تعبي ضاع هباءا وأن صاحبي لم ينفع معه شيء .
أن هذه الطبقة البرجوازية التي تساعدها الحكومة في كل المجالات وفي كل شيء وبأختصار وتحت شعار (طلباتكم أوامر) هذه الطبقة تتكون من قسمين ألأول حصل على هذه الأموال قديما من صحبته وولائه للحكومات القديمة وشراء هذه الأملاك من الخواجات بأثمان بخسة مستفيدين من تسفيير اليهود والقسم الثاني أشترى ألأملاك والعمارات والأطيان بأموال حرام مستغلا الفوضى التي حلت بالبلد بعد سقط نظام صدام الفاشي والتجربة التي حدثت ببغداد خير مثال على ذلك والقسم الثاني خطر جدا لأنه بدء ينشر سمومه على المجتمع وبالتالي ضاع الجيد من الرديء وبدء المجتمع العراقي يتحول ألى حال المجتمعات الهندية واللبنانية والمصرية مجتمعات الفوراق الطبقية مجتمعات تصرخ وبأعلى أصواتها (لاوجود للفقراء على ألأرض) وحكومة الشراكة الوطنية تفتح عين وتسد أخرى وتسمع بأذن وتسد أخرى وتشم رائحة التجار وتقول آه آه آه كم هي طيبة
Share |