الى طالب الحسن الانسان مع التقدير/غسان شلاش جبار
Thu, 29 Nov 2012 الساعة : 16:24

اعتقلت مع مجموعه من ابناء الشطرة في يوم 8-3-1991بعد سقوط المدينه بيد اللواء الرابع حرس جمهوري وارسلنا الى الرضوانية ومعنا مجموعه من نسائنا في حافلات خاصه . حيث وضعنا في جملونات ابو غريب وحققوا معنا وقسمونا على شكل مجموعات كان يشرف علينا الامن الخاص للرئيس.
في ذلك الحين اتانا ضابط برتبة رائد كان طيبا انسانا عفويا محبا للبشر هادئا لم نسمع منه سوى كلمات ستخرجون قبل العيد .وقال لنا انتم اهل الشطرة والناصرية (زارفين عيوني من اشوفكم هنا)
وقد وفر لنا الماء والطعام وابعد من اساء لنا كانت تحيط به مجموعه سيئة جدا من الضباط وكان يحاربهم من اجلنا. قال لنا من يسئ لكم ابلغوني عنه.
كان هذا الرجل شهم الى ابعد الحدود، ساعدنا ووقف بقوه لكي ينقذ الألاف من اهالي الناصرية واحسو به وعاقبوه وفصلوه من الجيش لتعاونه مع الجنوب .
سيدي المحافظ اما للناصرية موقفا لكي تكرمه وسنكون موجودين وشهودا كان يزورنا كل ليله فقط .وكان ذو طلة جميلة بهية.شكونا له من البعض وابعدهم عنا ،لم نسمع منه كلمه واحده أساءت الى اهل ذي قار. في ليله بارده ممطره وفي منتصف ليلنا المرير حيث الرعب والخوف من الغد جاء احد الضباط اخبرنا بأمر رئاسي .يقول(من شارك في الاحداث عن غير قصد ودون سوء نيه كأن يكون في الدفاع المدني او الكهرباء او الماء او في الصحة. ودوائر الدولة .ليرفع يده.
نهض الدكتور رياض احمد طه الياسين احد اقدم اطباء الشطرة .واشار لي وقال نحن عالجنا المرضى والجرحى في مستشفى العام .ونهض معنا ثلاثة احدهم موظف كهرباء في السماوة والاخر موظف حريق الناصرية. اخرجونا في العراء وسمعناهم يقولون في اجهزة الاتصال السوداء (سيدى لدينا 5 اعترفوا بأنهم سبب الاحداث في الجنوب. وتصور ماحل بنا من الرعب والخوف وكان شهر رمضان .وربطونا الى الاشجار في جوا ممطر .وبدأنا نقرأ ادعيه الوداع لان احدهم قال ليش سويتوا هيج بالدوائر شبيه الرئيس ماتردوه. ياويلكم الصبح ستعدمون. في ساعات الليل الأخيرة وكان وقت السحور جاء هذا الرائد في ساحة المعسكر او السجن وقال لمساعديه (شنوا هذوله)
قال له سيدي اعترفوا بأنهم اشعلوا الاحداث في الجنوب. وقف امامنا قلت له سيدي دقيقه واحده من وقتك واعدمني ان ثبت اننا سبب أي شيء. قال تكلم. قلت له على الذي حدث ودار وجهه لمساعديه. قائلا من هو الضابط الذي ترخص ارواح الناس عليه. هؤلاء عملوا في دوائرهم. كيف تتهموهم .(جان انعدموا الفجر )قال له سيدي ارسلنا كتابهم الى عمليات الدفاع وسيوافق الرئيس. قال بسرعه ابعثوا برقيه. دون تأخير .وفك قيودنا وعدنا الى الجملونات. لقد اقسم ان احدا لم يصل الى نساء الشطرة او الناصرية الا اذا غادر او نقل .
بدأوا يضعونا في حلقات للتحقيق وقسم اخر الى غرف الكهرباء .وبدأت احداث الشمال واطلق سراح كبار السن ومعنا نسائنا .وجاء لنا بسيارات لكي تنقلنا الى كراج النهضة تباعا. واستمرت التحقيقات لنا في امن الناصرية واتهمونا بأننا هربنا وبدون كتاب ومقتبس حكم .ومرت الايام سمعنا ان القيادة عاقبته ولم تكرمه لأنه كان سببا في خروج المجرمين والقتلة امثالنا من السجن. وسمعنا بنقله وارسال مجموعه من قبل القيادة الى اغتياله .وماتت زوجته وابنه. وتأثرنا حزنا على هذا الانسان العظيم العشائري المهذب .العسكري الفذ. القائد الاب.
ومرت الايام دون ان انساه في مذكراتي .قبل ايام وبالذات يوم 20-11-2012.-------ابلغت من قبل صديق بأنه حي يرزق وعلى قيد الحياة وقد اجريت له عمليات في الرأس وتغيير الشرايين
وحصلنا على هاتفه وتكلمت معه شخصيا. وكلمته بدموع الفرح والحزن لما حصل له بسببنا .وكيف تركناه رائدا وهو الان برتبة العميد المتقاعد. غسان ممدوح صالح جاسم التكريتي
والذي اعجبني ان والده يعرف الاستاذ طالب الحسن محافظ ذي قار. كما ذكرت مذكرات وكتب محافظنا الموقر حسب ما ذكره العميد غسان
انها قصه من الخيال. لهذه المواقف. راجين من السيد محافظنا الموقر .تكريم هذا الانسان امام مؤتمرا عاما لكي نتحدث عنه امامكم لاسيما وان هذا الضابط الشريف ضلم وعوقب وحاولوا اغتياله في زمن الهدام وهو الان يظلم في هذا الوقت ويبعد بعد ان انقذ المئات من ابطال انتفاضة الجنوب بالرغم من انه من سكنة تكريت افلا يستحق التكريم والسلام
المواطن غسان شلاش جبار
الباحث في تأريخ الشطره
موظف صحي متقاعد تولد 1947
الشطره محلة العروبه