لاتحزن إن امريكا معنا/ حسين شلوشي

Thu, 29 Nov 2012 الساعة : 16:07

 

عندما يدور الحديث عن الاخوان المسلمين فان أول ما يقال بحقهم من نقطة قوة  تحسب لهم أنهم رواد الحركة الاسلامية السياسية الحديثة وأنهم اكثر الناس تنظيماً لأنهم  الاطار الحزبي الأقدم  منذ 1928 وأن تأسيسهم جاء قبل الحرب العالمية الثانية وما افرزته من حركات فوضوية في اوربا وكذلك قبل الحرب الباردة  وما شكلته من محاور دولية وتجمعات تنظيمية لهذا الطرف اوذاك ،  وهم نتاج معاناة الإستعمار البريطاني والاوربي لدول المنطقة العربية والاسلامية  ومواجهته ، وهم جبهة التصدي للشيوعية والفلسفة الوجودية  والالحادية  وهم"صمام أمان" الأمة,  وكانوا يقرأون  القرآن فصيحاً  صحيحاً وما تمر بهم من مخاوف او ملمات حتى يطمئن احدهم الأخر (لاتحزن إن الله معنا ) كما هي وكما وردت في القرآن , وإستطاعوا من خلال هذا التاريخ والمسيرة  وخطاب الدعوة الاسلامية  ان يحققوا فرصتهم المنتظرة  في تحشيد الناس بمصر،  سواءا بالتظاهر لإسقاط النظام أو في الانتخابات البرلمانية والرئاسية  ليعتلوا دفة الحكم ويكتسحوا  الآخرين جمعاً وفرادا ويباشروا ادارة اكبردول العرب واهمها من الجانب السياسي والمدني على اقل تقدير , وأستبشر بهم المسلمون خيراً  حيث القيادة  لابرار الامة  الذين سينصفون الناس  ويُكفكفون  دموع البائسين بعدالتهم وتقواهم وايمانهم , وحملهم هموم الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية مثلاً أو الشعوب المقهورة في البلدان الاخرى  وبميزان المصلحة العامة التي تقرها الشريعة .
ولكن رسالة حكومة مصر الى دولة الكيان الاسرائيلي  الاخيرة لإعتماد سفيرها في  "تل ابيب " ورغم ما حملته  من اطراء دبلوماسي اثار اعجاب رئيس الكيان الاسرائيلي بيريز ليصفها بالدافئة ،  لم تكن هذه الرسالة  هي المؤشر الأهم على خيبة  أمل الجمهور من( الاخوان ) انما المصيبة المحبطة  هي  العذر الذي ساقوه حول هذه الرسالة ،حيث بررت  حكومة مرسي أن هذه الرسالة هي نموذج  (كليشه ) ثابته ترسلها الخارجية المصرية الى كل الدول وهو ما يؤشر أن هذه الحكومة ليس لديها اعتراضا أوتوقف أزاء السياسة الخارجية للنظام المباد واكثر من ذلك أنهم ليس لديهم توقف أو خصوصية  تجاه (اسرائيل ) بل هي دولة كمثل باقي دول  الاشقاء والاصدقاء الآخرين في العالم  , وإن  مثلهم الاعلى  بالنجاح والفشل  اصدقائهم من الاصول الاخوانية  كالسيد اردوغان وما حققه من توفيق كبير في حصد الاصوات  الانتخابية  وادارة الحكومة بالاعتماد والتوكل على أمريكا و وان فوزهم  يعد نموذجاً ناجحاً لهويتهم الاسلامية  بالرغم من علاقتهم القوية مع اسرائيل وامريكا،  ولابأس أن يواسي بعضنا الآخرويشده  بأخوة الأيمان في الملمات المخفيات من الأيام أن (لاتحزن ان امريكا معنا).
Share |