الشعائر الحسينيه ، تأرجح الولاء - وثبات الموقف /باقر العراقي
Thu, 29 Nov 2012 الساعة : 15:37

كل من يعايش الأيام العشرة الأولى لمحرم الحرام من كل عام ، تطرح أمامه الكثير من الأسئلة خاصة إن كان من ثقافة مختلفة عن ثقافة الشعب العربي ، وتتكون لديه صور معينه تجذبه نحو الثورة الحسينية وان كان قد قرأ عنها كثيرا وفي الكتب التي تؤيد الوجود الحقيقي لهذه الثورة عبر التاريخ ، وان كنت قد تكلمت بصورة غير صحيحة لبعض الناس وذلك لعدم وجود الكتب التاريخية المعتبرة بالنسبة لكافة المسلمين والتي ثبت فيها جميعا أحقية الجموع المليونية التي تتزايد عاما بعد عام وتبتكر طرقا جديدة في كيفية التزود من الإلهام الإبداعي لهذه الثورة .
هناك جماعة متطرفة تحرم زيارة مراقد الأئمة والأوصياء والصاحين وتتعداهم لتحرم الاقتراب من قبر الرسول الأعظم ( ص) وعدم زيارته أو التبرك به بينما نراهم ، يخالفون فتاواهم هذه ويتبركون بالتوافه من الناس ويقبلون أيديهم ويقعون على أرجلهم ، فالفرق بين الملايين وتلك الجماعة أن هذه الملايين تؤيد موقف لرجل واحد وأصحابه السبعين ، وقفوا يوما من الأيام لنصرة الحق ضد الباطل ، وفوتوا الفرصة عمن يبحثون عن إخضاع الإسلام لأهوائهم الشخصية ، ويحولوا الدولة الإسلامية إلى إمبراطوريه سلطويه يفرق فيها بين الغني والفقير والأبيض والأسود ، وطبعا سيكون فيها الموالي للسلطة له اليد الطولى بينما من يعارض ذلك فعليه القصاص وان كان لم يذنب من قبل .
وبالتأكيد الكل يعرف ان الملايين لا تبحث عن سلطة أو مال أو جاه وإنما تستعيد الموقف وهي تنفق الأموال ويتعرضون لخطر الموت الذي تأتي روائحه من تلك الجماعة المتطرفة والتي بلا شك هي تابعة ونابعة من سلطة سياسيه تريد الإسلام كما تريد هي ولاشيء غير ذلك ..
في بلادي تغيرت الظروف كثيرا بعد عام 2003 وأخذت الملايين من الناس تذهب مشيا وركبانا ، ولا تريد غير التزود من ذلك الموقف العظيم لذلك الرجل الخالد ،حيث أخذت الآراء الأخرى غير الشعبية والجماهيرية طبعا تتكشف يوما بعد يوم حتى انه بعد آخر انتخابات برلمانية أثيرت ضجة إعلاميه حول تصريحات احد السياسيين والمحسوبين على رجال الدين والذي يعارض بعض الممارسات والعادات التي يمارسها العامة أثناء محرم ، مع العلم ان تلك الفترة شهدت عزوف أكثر القنوات الفضائية والإعلام العراقي عن نقل الزيارة المليونية والشعائر الحسينية إلا قناة واحدة أو اثنتين كانت مواظبة منذ عام 2003 ولحد الآن وهي بالتأكيد تعكس وجهة نظر مالكيها أو سياسييها علما إنها قناة إخباريه عامه ..
في عام 2012 مرت علينا الشعائر الحسينية منقولة من جميع القنوات الفضائية العراقية بكل أطيافها تقريبا ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ثبات الشعائر الحسينية ومن يؤيدها بصورة دائمة وليست متقطعة سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو الإعلامي ، وتأرجح ولاء الآخرين بالنسبة للموقف الخالد والشعائر الحسينية إعلاميا وسياسيا واجتماعيا وقد تكون دخلت هذا العام في حسابات المصلحة الخاصة او اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات ليدخل ضمن التنافس والكسب السياسي ، وتعدى ذلك لتوزيع الأموال على المواكب الحسينية ومن يدري قد تكون تغيرت النوايا وأصبح هدف الجميع واحد وهو إحياء الشعائر الحسينية ، والله العالـــم بأحوال الناس ..