شيء ما يشبه شيء/سيد احمد العباسي
Thu, 29 Nov 2012 الساعة : 15:31

بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْض الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
من يسمع الاخبار في القنوات الفضائية ويتابعها بدقة يشعر للوهلة الاولى أن هذا التوتر سوف يولد المزيد من القلق . ورغم أن مساعي التهدئة تجري على قدم وساق بين جميع الاطراف . نجد أن مسعود البرزاني قد أشرف بنفسه على ارسال قوات البيشمركه ومنهم بلباس مدني الى خانقين لدخول جلولاء والسعدية وهذا لعمري استفزاز مابعده استفزاز لقوات الجيش العراقي !!
والسؤال الم يكن من المفروض أن تأخذ البيشمركه مواقعها العسكرية في المكان الصحيح لكي يدافعوا عن الحدود العراقية من الهجمات التركية والايرانية ؟
ولماذا تتمركز ميليشيات البيشمركه والتي تستلم تخصيصاتها المالية من حكومة المركز في بغداد وواجبهم حراسة الحدود وليس توجيه أفواه بنادقها الى صدور الجيش العراقي الباسل . وفي كل الاحوال تجدهم عندما ( يتضايقون ) من القصف التركي أو الايراني يستنجدون بحكومة المركز . شيء مايشبه شيء !!
بدل أن يتعاونوا على عدوهم تجدهم يتناحرون على الحدود لأسباب واهية .
وماذا يعني أن تتسلح البيشمركه بالأسلحة الثقيلة التي سرقوها من العراق ابان سقوط النظام البائد . وكان المفروض أن تحمي هذه القوات القرى التي تتعرض الى القصف من قبل تركيا وايران . وان لاتسمح للقوات التركية بالتغلغل داخل كردستان . ولم نسمع يوما أن ميليشيات البيشمركه اصطدمت مع القوات التركية فلماذا اليوم يتم التحشيد على حدودنا في مدينتي كركوك وخانقين معززة بالقاذفات الانبوبية والمدفعية رغم جهود التهدئة والتزام قطعات الجيش العراقي بامر القائد العام للقوات المسلحة بضبط النفس وعدم التصعيد !!!
أكاد لااصدق ان ميليشيات البيشمركه تتجرأ على الجيش العراقي . وكان من حسن التصرف أن توجه راجماتهم باتجاه القوات التركية المعتدية عليهم بين فترة واخرى .
وماهو السر بعدم ضربهم أو صد القوات العسكرية التركية ؟ فعلا سؤال مهم جدا .
هذا يعني أن مسعود برزاني من الضعف بحيث لايستطيع ان يامر البيشمركه أن تواجه العسكر التركي . والا ماذا تسمونه ؟ انه الخوف من تركيا والخضوع لها .
واذا كان مسعود برزاني يرضخ للاوامر التركية وتربطه معها مصالح واتفاقيات كما شاع في بعض وسائل الاعلام أن الرئيس التركي أوعده بأن يحقق له حلمه بأستقلال كردستان !!
وهذا الطمع والخنوع للرئيس التركي سوف يكلف مسعود البرزاني كثيرا لان تبعات هذه العنجهية ( المنفلتة ) تهوره . والتي تخضع لضوابط وتعليمات من اسرائيل والخليج .
وكان الاجدر بمسعود البرزاني أن يكون حكيما ولاينقاد الى تعليمات تلك الدول التي لاتريد الخير للعراق . والملفت للنظر أن البرزاني يضع يده دائما مع أي دولة يكون لها موقف معادي الى العراق . وكان عليه أن يثبت حسن نيته ويشارك الحكومة المركزية ضمن الدستور .
ولو تم له ذلك لكان موقفه في دول العالم أفضل من الان . لان العالم ينظر اليهم الان بانهم دولة غير منضبطة وخارجة عن القانون وعليها أكثر من 32 مخالفة قانونية ودستورية !!
لذلك فهي تثير المشكلات وتأزم المواقف وتصدر الأزمات الى المركز في محاولة منهم لتغطية سرقاتهم للنفط والتمويه على المدخولات الرسمية للنفط دون جدول محدد .
وأن القضية بين اقليم كردستان والمركز كما يبدو من المشهد السياسي هي قضية سياسية أكثر من كونها قضية عسكرية . والسبب وجود مشاكل كبيرة جدا داخل الاقليم نفسه أولها الفشل السياسي . وهناك معارضة قوية قد تشعل كردستان وتتحول الى ربيع كردي قادم !!
وسبب هذا الربيع الفساد في كردستان وتوريث السلطة وتقريب الاقرباء وعدم تمكنهم من جذب الشباب سوف تكون الشرارة الاولى في اندلاع ثورة الشباب الكردي للحصول على حقوقه .
وأما الضغوط التي تمارسها قيادة قوات كردستان على قواتنا المسلحة فهو لأبعاد الشبهات وما يمر به الاقليم من انتكاسات لكي تثير زوبعة في فنجان لاأكثر .
واذا كان الاقليم يفكر بالانفصال لماذا يتأخر بالاعلان ذلك ؟ وأما اذا كانوا يعتقدون ويتصورون أن الاقليم لهم وحدهم ولايتبع السلطة الاتحادية فهم على خطأ كبير . ولكننا نقولها لهم عدة مرات مازلتم ضمن الحدود الجغرافية لجمهورية العراق عليكم أن تلتزمون بالدستور !!
ونحن هنا نريد أن نعرف لماذا هذه الاستعدادات والتحشيد منكم ضد قوات الجيش العراقي ؟
وماهو الخط السري الذي وضعتموه في المناطق المتنازع عليها ؟ هل أن وزارة البيشمركه واجبها استفزاز قوات الجيش العراقي ؟ واذا كانت قوات الجيش العراقي على مشارف جبال حمرين ماهي المشكلة عندكم ؟ اليست هي قوات عراقية لحماية الحدود في كل المناطق ؟
وحسب المعلومات اعلن مصدر كردي مسؤول أن وحدة من قوات الجيش العراقي المتواجدة في منطقة تلعفر حاولت قبل يومين التوغل الى قرى تابعة لناحية سنون في قضاء شنكال ( سنجار ) . وقد تصدت لهم قوة من البيشمركه ومن القوات الامنية وتم ايقاف القوة لانها جاءت دون تنسيق مسبق . ومن جهة اخرى رفض رئيس حكومة كردستان نيجرفان برزاني مجددا تشكيل قيادة عمليات دجلة . مؤكدا في اجتماع لمجلس الوزراء اقليم كردستان احتساب قوات الشرطة والاسايش وقوات وزارة الداخلية الاتحادية على قيادة عمليات دجلة بانه عمل غير دستوري !!
وهذا التخبط في آراء قادة كردستان يدل على عدم انسجامهم مع أنفسهم قبل أن ينسجمون مع الحكومة الاتحادية . وهم في فوضى عارمة تجعل من اتخاذ قرار موحد من الصعوبة بمكان .
لان هناك عدة اتجاهات في نفس العائلة التي تحكم كردستان . اضافة الى أن الشعب الكردي رهين أفكار قادتهم الذين يلعبون بعقولهم بورقة القومية ويدغدغون مشاعرهم باثارة النعرات بينهم وبين المركز لألهائهم بهذه ( الترهات ) من اجل كسب مزيد من الوقت .
ورغم عوامل التهدئة التي سادت . لكن المشهد السياسي في كردستان يدلل على أن هناك ثورة غضب تنتظر الفرصة لكي تنفجر بوجه الطغاة الذين تسلطوا على الحكم لسنوات عديدة ولاتزال الدكتاتورية تلوح في سماء كردستان رغم المتغيرات والانفتاح والبناء والاعمار ولكن كل هذا ( التزويق ) سوف ينتهي بمجرد أن ( تمطر ) السماء . وعند ذلك سوف يهب الشباب الكردي وبعدها ينكشف المعدن الحقيقي ويسقط المتسلطين على رقاب الشعب الكردي كما تسقط أوراق الخريف .
سيد احمد العباسي