المزايدات السياسية/حميد العبيدي

Wed, 28 Nov 2012 الساعة : 18:30

 

ساحتنا العراقية وبالذات السياسية منها مليئة كثيرا بالمزايدات السياسية حد الاختناق حيث يمارس الكثير من السياسيين مهنة المزايدة على الاخرين والتصعيد السياسي عادة هو سيد الموقف وهؤلاء نراهم كثيرا ابطالا للشاشات الفضائية بل يهرولون اليها بأنفسهم وهناك من يتواصل مع المراسلين ومقدمي البرامج في تلك الفضائيات من اجل استضافتهم وايصال تهريجهم الى الملأ من ابناء الشعب العراقي ولعل ابرز ما نلحظه في تلك المزايدات هو الحديث عن الحكومة وعن تقصيرها وتشخيص الاسماء بالافتراء على البعض منهم جهارا نهارا حتى يظهر فيما بعد انه غير ما تم الحديث عنه من قبل اصحاب الالسنة الطويلة وهذا الامر في غاية الخطورة لانه لا يمكن ان يبني بلدا صحيا من الناحية السياسية على الاطلاق .
ما اريد قوله هنا غير محدود بجهة معينة وانما الحديث بدأ يتفاعل في الصراعات السياسية التي لا تخرج عن محتواها من خانة المزايدات فالنائب البرلماني ليس نبيا او معصوما من الاخطاء فهناك الكثير منهم تحدثت عنه وسائل اعلام مرئية ومكتوبة ومسموعة بالفساد المالي والاداري والابتزاز ومحاولات السيطرة على العقود كما ان المتورطين في تلك المزايدات بعض رجال الدين الذين يقودون احزاب وتيارات سياسية ودخولهم الى الوحل السياسي بالتأكيد سيوقعهم في نفس المطب ويكونون عرضة للتسقيط والمزايدة كما يتعرض غيرهم .
العراق اليوم ما عاد يحتمل لا وضعه السياسي ولا الاقتصادي ولا حتى الاجتماعي هذا التناحر والتسقيط لان الكل في الهوا سوا وفي نفس المركب واي تأزيم يعود بالضرر على الشعب عامة وعلى السياسيين خاصة وهو ما يجعل ميزانهم الانتخابي يهوي الى السقوط فالإصبع الذي بصم لكم في السابق قادر على ان ينحيكم من مناصبكم ويرمي بكم خارج اسوار البرلمان والمؤسسات التنفيذية .
للأسف اغلب المزايدات السياسية لا تخرج عن اطار الاجندات الخارجية وتدخل بعض الدول وهؤلاء الذين يمارسونها يمكن ان تعتمدهم تلك الدول ويكونون جنودا اوفياء لها على طريقة عمر بن سعد عندما رمى اول سهامه على معسكر الامام الحسين (ع) وقال اشهدوا لي عند الامير إنني اول من رمى ،، ومثال اخر في عصرنا الحالي عندما ذهب ملك الاردن السابق المتوفي الحسين بن طلال الى جبهات القتال بين العراق وايران فرمى اول قذيفة مدفع على الجانب الايراني معلنا بحرب طاحنة أكلت مئات الالاف من العراقيين .
اتمنى على كل السياسيين واحزابهم وخصوصا المعممين منهم ان لا يزايدوا على الاخرين والعراق بحاجة الى صدق في النيات وعمل مخلص بدل ان تطحنوا بعضكم البعض الاخر ،، فما تعيبونه في الاخرين موجود فيكم !! 
Share |