سرياف في شوارعنا !!!/باقر عبد الرزاق السعداوي
Wed, 28 Nov 2012 الساعة : 17:59

سرياف هو وزن فعلال ومأخوذ من ((سرف)) بفتح حروف السين والراء والفاء ويقال سرفت الدودة الشجرة أي اكلت ورقها وسرفت الام ولدها أي أفسدته بكثرة اللبن ويقال ( سَرِفَ ) بكسر الراء سرف الطعام أي ائتكل حتى كأن دودة القز اصابته وسرف الشيء أي جهله أو اخطأه أواغفله وسرف القوم أي جاوزهم. وفي المغرب يعتبر اسم لعائله..
أما عندنا فأن كلمة سرياف تعود جذورها لأول شارع معبد بالإسفلت والبعض يرجعه الى خمسينيات القرن الماضي ، و يؤكد آخرون ان سرياف بدأ يتلاشى في بداية السبعينيات ، وما ان استلم هدام حكمه حتى عاد سرياف ينشط من جديد حتى اصبح فقرة أساسية من المنهاج الثقافي لحزب البعث السريافي ، كونه يهتم بالمحافظة على تراث البلد!! وما ان اندثرت شوارع المدينة وتآكلت من الاهمال المبرج في تسعينيات ايضا القرن الماضي حتى اصبح ابناء المدينة يتهمون القرى المحيطة بالمدينة بجلب السرياف بعجلات سياراتهم!!
ولكن بعد عام 2003 اصبحت شوارع هذه القرى معبده بالاسفلت وجميله واصبحت التهمه عكسيه بأن أصحاب سيارات المدينه هم من ياخذوا السرياف (صوغه) لأهل القرى لما اصبحت عليه شوارعنا المسريفه (اقصد المعبده وفق المعايير والقياسات الدولية وغير الدولية) من حال ضاعت طرزها المظهرية واكتسبت طرزا مختلفه (سرياف ناعم ، سرياف خشن ، سرياف مخبوط، سرياف بالتبن!) والعجب من ذلك ان بعض الأهالي عندما يقدم شكوى لتعبيد شارع احد الاحياء يجدون ان الشارع معبد وفق مخصصات تنمية الأقاليم !! وفق القياسات الصومالية والتكنلوجيا البنغاليه واكتسبت الشركة المعبدة درجة الامتياز السريافية!! إخوتي لا أسرف عليكم بالقول ولكن انتخابات مجالس المحافظات واصله بالطريق (صاعده بسياره قردة وبعد يومين تعبر سدة الكوت وتوصل سالمه).
وانا من الان سوف اعلن انتخابي لا لمن يقلع السرياف الحضاري من شوارعنا لان هذا مستحيل وطلب صعب ولا يقدر عليه حتى حكام المريخ ولكن لمن يعطي هذا السرياف لونا جذابا لأن سامنا من لونه الرمادي! وإلا ... وإلا ... أتسمعونني وإلا سوف اضطر لأزالته بصوركم المتبرجه ولا فتاتكم العملاقه وشعاراتكم الفخمه تحت شعار (لا تنسى الطموح واعمل بالموجود عفوا اعمل بالممكن)...(يذكر احد الاخوه عند ايفاده الى اليابان ان سائق الحافلة اراد ان يستدير في احد شوارع قريه في ريف اليابان فنزل ووضع اكياس النايلون تحت عجلات السيارة كونه يضطر للنزول على الترابي فتعجبنا واندهشنا وارتفع شعر رؤوسنا الا واحد منا لانه كان اصلع وسالنا السائق عن السبب قال كي لا يدمر شارع القرية بالتراب من عجلات سيارتي!! لهذا السبب عرفت لماذا اليابان لاتمنح الجنسية اليابانية للعرب......