تعلمت ُ من الحسين ان اكون َ مظلوما لأنتصر/جواد كاظم إسماعيل
Wed, 28 Nov 2012 الساعة : 17:57

مقولة اطلقها قبلي محرر الهند,, غاندي,, وحين اقول قبلي لاني لدي شعور بالظم بحجم ماتحمل الارض من وجع ما وقع عليها من أثقال فهذه العبارة لم تكن عبارة عابرة اطلقت في زمن او حدث ما وانتهى زمنها ضمن مرحلة حدثها التي قيلت فيه , انما ظلت فينا ومع حركتنا الطامحة ,,للتغيير,, راسخة وحاضرة فهي تنطوي على مفاهيم شتى , فحين نتحدث عن الظلم بأعتباره فعل شائن فهو شعور ظل يلازم البشرية افرادا وجماعات , وهو دائما يقع من جهة متسلطة لها الغلبة من خلال امتلاكها المال والقوة معا على جهة ضعيفة المجردة من هذه العوامل لكنها قوية في ماتحمل من مباديء ومن قضية , لهذا يتناوب الشعور بهذا الظلم بين الفرد وبين الامة فأحيانا يقع الظلم على فرد دون غيره من بقية الافراد وأحيانا اخرى يكون الظلم اشمل ليقع كله على امة بكاملها , وهنا لابد ان نستشرف المعنى بصورة ادق من خلال مفهومنا للظم , فمن وجهة نظري ان الظلم ليس بالضرورة ان يكون بمفهومه العسكري حيث تتسلط مجموعة مجهزة بعدة عسكرية اكثر فتكا واحدث سلاحا ضد فرد او جماعة رغم ان هذه المجموعة لاتمتلك شرعية السيطرة او الانتصار كونها لاتحمل قضية او مشروع يفضي الى طريق الخير والحق انما هو طريق التهور والاستهتار من يحركها الى ذلك. فليس بالضرورة ان يتمحور الظلم ضمن هذا المعنى فهناك دلالات شتى يدخل الظلم في محورها منها هو شعورك بالظلم حين تعيش في بيئة هي ليس لك مقاما , ومنها ايضا انك تحمل فكرا تنويريا صافيا من شوائب الاقصاء والتكفير وحب الانا وفي وسط مجتمع يتناقض معك تماما , وكذلك منها انك تشعر بالظلم حين تقصى من المكان والموقع الذي هو ينبغي ان يكون لك, وشديد ومؤلم جدا ان يقع هذا الظلم على فرد ويصبح شعوره مرعبا اتجاه الحياة التي عزلته قهرا عن محيطها , ويكون اخف وطأة حين يتوزع على مساحة جسد أمة لكون الشعور يكون من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته .. الا ان الشعور القاتل من هذا الظلم حين تتحول انت الى امة ويقع عليك الظلم كله , لذلك نجد ان اغلب احرار العالم قد تحملوا هذا الشعور القاتل لكونهم تجردوا من صفة الانا و,,وتأمموا,, بفرديتهم الى أمة دفاعا عن حق مغتصب وفعل شاذ بحاجة الى أصلاح ... وغاندي هو واحد من هؤلاء الاحرار الذي حمل هذا الشعور بعد ان تمعن بسيرة ونهضة الحسين بعين البصيرة لابعين البصر فوجد ان الشعور بالظلم يخلق حالة تحدي ثم ينطلق هذا التحدي الى مستوى متقدم ليقود الى الانتصار وهو مجرد التفكير في ان الظلم جبان تتفجر طاقة الاصرار وعدم الاكتراث بالخوف وتشمخ الاهداف المشروعة لتبرهن ذاتها في ساحة المواجهة حتى وان يكن ذلك بطريق المواجهة السلمية,, اي الحرب البيضاء الخالية من لون الدم..لذا من خلال ماتقدم نكتشف ان الشعوربالظلم يقود الى الانتصار ويبقى المظلوم خالدا ويمحى الظالم متناثرا في رمال اللعنة.. ومن اقول كم ظُلمنا ؟ وكم تفرس وتسيد على جرمنا الصغير هذا الظلم اللعين فقد عشنا ظلم السلطة بكل قسوتها وجبروتها ونذالتها كذلك عشنا ظلم المجتمع الجاهل الذي لايدرك ماتقول وما تحمل من افكار تصب لخدمته هو لا لخدمتك انت,, وكم شبعنا من ظلم الافراد الذين اتيت بهم انت الى النور وهم من يحاول اخماد هذا النور عنك وأقصاءك الى ساحة الديجور,, ظُلمنا وظُلمنا ولازلنا نتعرض للظلم فقد ظلمتنا البيئة وظَلمنا المجتمع وظَلمنا الوطن,فالفقر ظلم , والجوع ظلم , وفرض الرأي عليك بالقوة ظلم , والمجاملات المنافقة من اجل العيش ظلم , وأتهامك بمعاكسة التيار ظلم ,, وعدم سماع صوتك ظلم , وتحجيم قدراتك ظلم , والافتاء بهدر دمك ظلم , والتنازل عن حقوقك تحت ضغط الترهيب والقوة ظلم , وعدم تحقيق مشروعك ظلم حبس انفاسك ظلم , غياب الخدمات عنك ظلم , كل شيء لايقدس انسانيتك ظلم ..لم اشعر يوما بمتعة الظالم وها انا قد اشتعل الرأس مني شيبا ولازال ظلم السلطة وظلمهم وظلمها هي وظلم مايحيط بي يشتد قسوة وشراسة لكنني كلما تذكرت الظلم الذي وقع على الحسين عليه السلام وصيره خالدا في ضمير الاحرار شعرت بالأمان بأن النصر حليفي وأن الخلاص أت لامحال وما مرَ بي الا سحابة صيف سأجني بعدها ثمرة أنتظاري المُجسد بعنفوان كربلاء .. ...فسلام على صبري الطويل , وسلام على أنتظاري العتيق , وسلام على مظلوميتي التي عرفتها أنتصار مذ أبصم الحسين طريق الخلاص لكل من عشق الحياة حراً...!!