بين قوى الخير وافتراءات ذوي السوء في منطقتنا العربية/عبد الأمير محسن أل مغير

Wed, 28 Nov 2012 الساعة : 17:55

 

في هذا العصر شاءت الاقدار ان يرى العرب والمسلمين امورا بمنتهى العجب بفعل هيمنة القوى الغربية على هذه المنطقة ونرى ما تفرزه الاحداث الان خندقي الخير والشر اضحت وبفعل انتشار المعرفة ووسائل الاتصال واضحة للعيان فخندق المقاومة يقابله خندق النفاق والكذب للعملاء الذين يرتدون ثوب الرياء ويزعمون بما يحلوا لهم بزعم الدفاع عن فلسطين مع انهم غارقين الى اذانهم في العمالة وقد كشفت احداث غزة الاخيرة مالم تستطيع قنوات المنافقين من تغطيته او التستر عليه فصمود ابطال غزة الذين اعترفوا صراحة لم يكن مصدره العربان المتخاذلين وانما تلك القوه مصدرها ايران والتي مكنت تلك المقاومة ولأول مرة ان تصمد وتثبت للعدو الصهيوني ليس باستطاعته ان يفرض ما يحلوا له فأضحى ذلك العدو يحسب الف حساب لمغامرة من هذا النوع خصوصا وان مقاتلي حزب الله قد لقنوه درسا عام 2006 اعتبر لديه تجربة لا تنسى وجعلته يسارع لطلب الهدنة التي تحققت من خلال الموقف المنافق لمحمد مرسي حيث لم يستطع ان يعقد اجتماعه لتحقيق تلك الهدنة الا بوصول كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الى القاهرة فهؤلاء المنافقين منشغلين بتنفيذ ما يوجه لهم الغرب فنراهم لم يحركوا ساكنا عندما كانت قنابل الطائرات الصهيونية تنهمر على الاطفال والنساء في غزة في حين يسارعون وبكل ما اوتوا من جهد كعملاء لأرسال الاموال والسلاح لتدمير المجتمع السوري وشاء الله سبحانه ان تحصل مواجهة ابطال غزة مع الصهاينة وان يعترف امير قطر ورهطه من العربان بأنهم يراقبون تساقط النساء والاطفال ولم يستطيعوا فعل شيء لانهم كالنعاج ولما كان اولئك المنافقين لا يستطيعوا ان يواجهوا خصومهم بالمنطق والحجة المستقاة من مصادر الدين والتأريخ ويقرها العقل فيجنحون لعجزهم عن المواجهة المنطقية الى أساليب الكذب فيوم 25/11/2012 كتبت قناة صفا الوهابية قولا لا ندري من اين استقته ويبدو ان تلك القناة اصبح القائمين عليها فاقدين لعقلهم بفعل ما شيوع فكر الامام علي (ع) فنقلت تلك القناة في ذلك اليوم خبرا عن لسان احد الاشخاص كما تقول فيه (انني اتيت من احد دواوين الشيعة ورأيتهم يجلبون الاطفال ليذبحونهم باعتبارهم قد نذروا فداء للحسين) ونحن لا نستغرب ان يصدر مثل هذا القول من اناس يفاخرون علنا ويطلقوا على انفسهم بالذباحين للنفس البشرية خلافا للدين الحنيف الذي حرم الله قتلها الا بالحق وكنا في عصر لم تبرز عودة سمات الجاهلية في وطننا العربي وفق ما انتهت اليه الان بفعل وصول مؤامرة الغرب الى نهايتها بجعل المسلمين يقتل بعضهم البعض وفي مقدمة هؤلاء هم الوهابيين وفي ذلك الوقت كنا نسمع بأن البعض يعتبر يوم استشهاد الحسين عيدا ولا نقبل ذلك عقلا كمسلمين حتى اوصلنا الزمن الى مثل ذلك اليوم حيث شاهدنا من يقيم الاعراس ويدق الطبول ليلة استشهاد الامام الحسين (ع) ويبدو للكثير للأسف الشديد بأن التاريخ يعيد نفسه بين اناس مؤمنين بقيم السماء ومستعدين ان يضحوا في سبيل تلك القيم واناس لبسوا ثوب الرياء ويمدون ايديهم خلسة لإسرائيل واعداء هذه الامة ولكن سرعان ما تكشف الحقائق وحسب قول الشاعر
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا لبسته كأنك عار
فإحتدام صمود المقاومة بوجه مصالح الغرب واسرائيل يقابله رياء المنافقين وقد عرف العرب والمسلمين اساس قوة وصلابة جبهة المقاومة للكيان الصهيوني ومصادر قوتها وهذا هو خندق الشعوب المحبة للسلام والمدافعة عن الحق فلم يمر على محمد مرسي سوى اشهر حتى كشف كفرعون جديد حيث قال من تركوا الجمعية التأسيسية لوضع الدستور في مصر بأننا واجهنا من ينوون وضع افكار طالبان والوهابيين ضمن نصوص ذلك الدستور لتهيئ لقتل الناس في المستقبل ومما يثير الاستغراب ايضا ان قناة صفا الوهابية نشرت اعلانا بأن الجامع الازهر يرفض التشيع ومثل هذا القول ليس يثير السخرية والاستهجان فحسب وانما يدلل على الجهل وضحالة القائمين على تلك القناة فالجامع الازهر اسسه معز الدين الفاطمي ومنذ بدأ شيوع الحضارة الحديثة في القرن التاسع عشر وسرعة وصول المعرفة ورفع التعتيم الذي رافق وجود فكر الامام علي (ع) فقد كان اساتذة الازهر وتلامذته من السباقين لنشر ذلك الفكر كجمال الدين الافغاني ومحمد عبدة وطه حسين ومحمود عباس العقاد ويعود الفضل الاول لهم بكشف حقاق تأريخيه عن الصراع الذي دار بين الحق والباطل في صدر الرسالة الإسلامية والذي لم يستطع ان يتكلم عنه علنا طيلة تأريخ المسلمين بفعل هيمنة سلاطين الشر وعندما اصدر الشيخ محمد عبدة موجز نهج البلاغة للأمام علي (ع) اطلق عليه بعض النواصب بالرافضي فقال بيته المعروف :
اذا كان رفضا حب ال محمد فليشهد الثقلان اني رافض
ومن جهل هؤلاء الناس بأنهم لا يعلمون بأن التشيع بدء في صدر الاسلام وتحديدا بعد واقعة السقيفة وان من شايعوا الامام علي (ع) اطلق عليهم شيعة ال علي وسئل المرحوم الشيخ احمد الوائلي عن سبب جنوح بعض الشيعة نحو (السب) فأجابهم عندما تسألون مثل هذا السؤال عليكم ان تعرفوا بأن جوهرة الاسلام الامام علي (ع) والذي لم يسجد لصنم قط قد سب ظلما وطيلة مئات السنين وكان محبيه لا يستطيعون ان يقوموا بزيارة مرقد الامام الحسين (ع) حتى ان المتوكل العباسي اتبع اساليب ربما لا يتبعها أي همجي وتطرف مستخفا بآل البيت مما حمل ابنه على قتله ونقل لنا التأريخ بأن لحظة قتله كان يعاقر الخمر هو والشاعر البحتري المعروف الذي ارسل عليه لينادمه ويلقي له قصيدة عن الربيع ويقول تاريخ الادب العربي بأن قصيدة البحتري والتي مطلعها :
اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما
هذا هو مقطع القصيدة الذي كان يلقيها البحتري عند قتل المتوكل ومثل هؤلاء يطلق عليهم وعاض السلاطين للأسف الشديد باسم امراء المؤمنين ولا ندري كيف يكون امير المؤمنين هذا فاقد العقل مخمورا وكان يدعون له بطول العمر على المآذن فأذن مثل المتوكل هذا ويمعن بسب اهل البيت ويسخر من هم اسقط الناس لينالوا منهم الا يكون سببا بنفور مشايعي اهل البيت لمثل هؤلاء وبعامل رد الفعل بأتباع اسلوب السب خصوصا وان اشخاص مثل هؤلاء هم منبوذين بحكم ابتعادهم عن الخلق المجرد المتعارف عليه بين الناس فكيف اذن ينظر لهم الدين وقد خبر العرب في عصرنا هذه خيانة بعض حكامه الذين سلموا فلسطين للصهاينة مع بدء المأساة ويظهر لنا وجه مشابه لهؤلاء الان يمالأ مصالح الغرب وربيبته اسرائيل وبنفس الوقت يملئ الارض صراخا بمزاعم الايمان وما يسميه بالجهاد ولكن ذلك الجهاد يتضح وكما ذكرنا بأرسال السلاح والمال لقتل النساء والاطفال في سوريا .
Share |