مدرسة الثورة تحت خط النار/رعد عزيز العبودي

Tue, 27 Nov 2012 الساعة : 1:16

 

كنت في الشطرة حينما انبلج فجر عاشوراء الشهادة فسمعت في مخيلتي صوت جعجعة الجيش وهدير الرجال وبكاء الأطفال وعويل النساء الثكالى حيث يتُموا بين ليلة وضحاها واقتيدوا بأيدي أثيمة إلـــــــــى السبي وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فـــــدقت سيمفونية الحزن في داخلي معزوفتها الحزينة البائسة فاستعذت بالله واتجهت نحو قراءة المقتل فرأيت منظرا رهيبا قد انسدل أمام عيني دم يهطل على طوال الطريق وقــــــد تساقط من رؤوس لااعرف إن كان الصادق يعنيها أم لا حينما قـــــــــال (ع) : (وددت لو ضربت على رؤوس أصحابي بالسياط حتى يتفقهوا بالدين) انه التطبير اللذي لم أجد له أصل في حياة الائمة عليهم السلام انـــــــه وللأسف محاولة لاغتيال المشروع الحسيني وسحب البساط من تحت أقدام الثورة وان كان حبا وكما قــــــــال السجاد ع : (أحبونا حب الإسلام والله مازاد حبكم بنا حتى صار عار علينا) أنسينا وصية الحسين لأختــــــــــه العقيلة :(اُخية لاتشقي علي جيبا ولا تخدشي خداً ) ونحن نرى وللأسف فـــــــي كل سنة تزداد مظاهر الجهـل والبدع فنتألم صمتاً وبعدما وبحثنا في هذه العادات فوجدناها قد جاءت من شرق أوروبا من المسيح أنفسهـم ومن أرثوذكس القفقاز حيث أنهم لازالو يأبنون موتاهم بشق الرؤوس والزنجيل فصدرت ألينا فسرت فـــــــي مجتمعاتنا كالنار في الهشيم , ماهذا تنصلنا عن مسؤلياتنا الكبرى وذهبنا للعادات المسيحية أين العقيلـــــــــة وبلاغتها في كربلاء أين السجاد لماذا لم يشق رأسه لماذا عمد الى المنبر يستنهض الناس لماذا لانحاول إنقاذ المنبر اللذي بقي يتيما بعد الشيخ الوائلي لماذا لانؤسس مدارس ومعاهد لتدريس فن الخطابة تنقل بين المنابر هل ستجد منبراً يجسد الثورة الحسينية ومعالمها وأهدافها بما يتناسب مع وضعنا السياسي والاجتماعي اقوله تأوها المنبر أصبح وسيلة كسب لرواده وليس وسيلة لتثقيف الأمة وجعلها في حالة نشاط دائم فالعدو مــختال ويملك ماكنة ثقافية وحربية منقطعة النظير فالمنبر الكلاسيكي كما أصبح يطلق عليه مـــــــن قبل المثقفين هـو (للنواعي ولكسب الثواب) وسرد الروايات والقصص التاريخية بلا تحليل ولاشاهد وألامة تحتضر علـى سرير الموت تحتاج الى جرعة منشطة لتنهض وتصبح في مصاف الأمم المتقدمة فالأمة يحركها الخطاب ولا يحركها الكتاب وكما قال الشيخ محمد كاشف الغطاء :(إن الحسين ذبح فــــــــــي كربلاء مرة وهو يذبح على منبره فـي كــل مرة) أين الفن والرسم والنحت والإخراج المسرحي والتلفزيوني كما فعلت السينما الإيرانية اللتـــــي اطلق عليها اسم (هوليود المسلمين) أين ثورة الحسين مما نحن بـه ايرانا العالم ونحن نعذب أنفسنا بهــــــذه العادات البالية اين نحن من مقولته الشهيرة (مثلي لايبايع مثلك) سيدي أبا عبد الله قد أنخت رحل الدنيا بوقفة قصيــرة فيالك من عظيم تتقزم أمامه العمالقة فما استطاعت الأقلام أن تطبق جفون محابرها فسطرتك بسطور الخلــــود على صفحات المجد وقد أنخت التاريخ وأخذت بعنانه وجعلت تسوقه بسياط خفية لا زال صوتها يموج تحت قبة السماء وتصيخ إليه الأسماع وتشرأب له الأعناق وقد صرخت صرختك المدوية في آذان الأمة الصماء اللتــــي أصيبت بالوقر وهاهي اليوم تعود لتصم آذانها وتحرف معالم ثورتك على يد بعض جهالها فلنعود لمهد كربــلاء لنترعرع على يدي الثورة ونكون كما قال الصادق -ع : ( شيعتنا اصبر منا لأننا صبرنا علـــــــى مانعلم وهـــم صبروا على مالا يعلمون ) فسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
 
 
 
 
أخوكـــم : رعـــــد عزيز الــعبودي
Share |