برلمان السماء/نعيم كرم الله الحسان

Tue, 27 Nov 2012 الساعة : 0:24

 

عذرا لإستخدام هذه المفرده مقرونة بمفردة السماء لأن الأولى من أكثر المفردات إستهلاكا في عالم السياسه والثانيه تعني كل ما هو طاهر ونقي ومطلق ومقدس ولانهائي لكنها إستعاره نرجو
ان نوفق في إستخدامها
والحق أن كلمة برلمان هي كلمة فرنسيه وتعني تكلم ويرجع تداولها كمصطلح سياسي بعد الثوره الفرنسيه وظهور
اول هيئه برلمانيه حيث جلس المحافظون الى اليمين وجلس المعارضون الى اليسار ومنذ ذلك التاريخ أخذ هذا الاسلوب الجديد في الحكم وهجا خاطفا وملهما حين قيام الثوره الصناعيه بصعودها المتسارع الأخاذ وإنزال مفهوم الدوله من السماء الى الارض على يد توماس هوبز وترشيد أفكاره من قبل جون لوك ونضوجها النهائي على يد روجرد هايدكر
وثبت في الأذهان بأن هذا الاسلوب السياسي الأجتماعي أخذ بعدا إنسانيا إستطاع الانسان وعبر تاريخه الطويل المشوب بالصراع والأضطهاد والقهر أن يقفز خطوة عملاقه للأمام في طريق الخلاص من الظلم والطغيان وشتى صنوف السحق التوتالتاري والدكتاتوري المتسم بالهمجيه والإستلاب وطغيان المركب النفسي المضطرب في حياة الأمم والشعوب
وخاصة شعوب الشرق الذي قرن تاريخه بالاضطهاد الديني والسياسي وشيوع نمط حكم السلطان الطاغيه والخليفه الطاغيه وآخرها في العصر الحديث الرئس الطاغيه لابل أخذ الطغيان نمطا فرديا وجماعيا وأصبح مفهوم المقدس يسيح بإتجاهات متعدده ومختلفه ناتجه من الركود الثقافي وغياب النهضه الحيقيقيه والخضوع لقرون متاعقبه لسلطة الفرد المستعيره زورا خلعا من المقدس
وغابت ثقافة النقد والحوار الذي أسس العالم الحر نهضته على قواعدها ونجح
والحق أن الأمه ولظروف تتعدد وتنشطر لاحصر لها غاب عنها التاسيس الحقيفي لأسلوب النقد والحوار والأعتراض وإبداء الرأي
والذي هو جزء أساسي من جوهر ثقافتها وعقيدتها وأصبح يرد في أدبيات المدارس الفكريه ان الحوار وأبداء الرأي هو من معطيات الصعود الباهر للعلمانيه الحديثه وهذا ناتج من عدم تحديد المقدس ومساحته وكيفية اإدراكه ومن هو ,,,,,,,,,الامر الذي أدى الى غياب الوعي وإندحار الثقافه وشيوع أساليب التجهيل
وضياع الحدود بين القابل للنقض من عدمه
والحق أن فكرة الحوار والإ‘ عتراض أسس لها الأسلام في اول خطاب الهي للبشر وأستطيع أن اقول ان اول برلمان قد عقد في السماء وليس في الارض منذ أن قدر الفاطر ان تتجلى عظمته في إنشاء هذا الكائن الذي نفخ فيه من روحه
وأن اول من سمح بالحوار وإبداء الرأي هو خالق الانسان نفسه حينما خاطب الكائن العاقل الآخر وهم الملائكه حيث قال جل شأنه( وإذ قال ربك للملائكه إني جاعل في الأرض خليفه ,قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ,قال إني أعلم ما لاتعلمون ) ويستمر الحوار في قصة نشوء آدم وإعتراض إبليس وأنه أفضل من هذا المخلوق من تراب وهذا هو رب العالمين لكن كل ذلك التأسيس القرآني للكلمه والرأي لم يقف حا ئلا إزاء طغيان الأهواء وشيوع ثقافة تقديس غير المقدس وضياع المعالم الحقيقيه لثقافة ذات أسس تحد من غياب الوعي والنكوص الدائم نحو البحث عن الالهه رغم وجود الواحد القهار 
Share |