الاستهانة بالحسين (ع) حيا وميتا/عبدالرزاق العبودي
Mon, 26 Nov 2012 الساعة : 5:15

قد يستغرب البعض او يجهل ماأعنيه بالاستهانة بالحسين ،ولكن الامر سينجلي بالطبع بعد قراءة الموضوع، ومن اجل تقريب وجهة النظر هذه قررت ان تكون كتابتي له بعد موعد استشهاد الحسين(عليه السلام ) في العاشر من المحرم .
من المتفق عليه بأن قتل الحسين وآل بيته واصحابه كانت جريمة نكراء وبكل المقاييس ، وهو أمر لايمكن ان ينكره الا شذاذ الافاق ممن باعوا ضمائرهم ارضاءا للسلطان الجائر، كابن عربي ومن قبله شريح القاضي في اقوالهم المنكرة والتي سوغت لابن زياد ويزيد ابن معاويه لارتكاب جريمتهم النكراء و فعلتهم الشنيعة بحق ابن بنت رسول الله (ص) والتي كانت وصمة عار في جبينهم وممن يتبعهم الى يوم يبعثون.
ولغرض الدخول مباشرة في الموضوع فأنني سوف لن اتناول ماجرى قبل المعركة بشكل مفصل لانه معروف للجميع ، ولكنني سأركز على تناول موضوع الاستهانة بالحسين تحديداوأستعين لذلك بمجموعة من المصادر السنية حتى لانتهم باثارة الضغائن او اننا نبغي تهييج المشاعر واثارة الفتن كما يحلو للبعض ان يسميها.
لقد تمثلت الاستهانة بشخصه الكريم حيا في نكث العهد من قبل كبار القوم وقادة اهل الكوفة ممن بعثوا له بالوفود والرسائل ، الا انهم تخلوا عما تعهدوا به بل والاسوء من ذلك هوتحشدهم لقتاله بامر عبيدالله ابن زياد ، ولقد فضحهم الحسين بنفسه عندما ناداهم في ساحة المعركة وبحسب ماأورده ابن الاثير في الكامل ج3 ص516 بقوله:-(ياشبث بن ربعي !وياحجار بن ابجر!وياقيس بن الاشعث!ويازيد بن الحارث ! ألم تكتبو الي في القدوم عليكم؟ قالوا:- لم نفعل، فقال:- بلى والله لقد فعلتم )وهؤلاء الذين ذكرهم الحسين (ع) هم زعماء الكوفة وشيوخها وكبارها كما نعلم.
لقد كانت للحسين (عليه السلام) هيبته وقداسته وعظمته المعروفة للجميع ، ولذا فقد اتفق اكثر المؤرخين على انه قد مكث طويلا من النهار وحيدا فريدا بعد ان استشهد جميع اخوته وابناء ه وابناء عموته ولكن الناس امتنعوا عن قتله ، وكان بعضهم يتقي البعض الاخر ويحب هؤلاء ان يكفيهم الاخرون ، وفي نهاية المطاف ناداهم المجرم الملعون شمر بن ذي الجوشن :- أقتلوه ثكلتكم امهاتكم ! وهنا حملوا عليه من كل جانب وفي نهاية المطاف تجرأ عليه المجرم اللعين المسمى بسنان بن انس حيث طعنه بالرمح ثم نزل اليه فذبحه واحتز رأسه الشريف وهي تمثل اكبر استهانة بحق سيد شباب اهل الجنه وسبط الرسول الاعظم (ص) والذي قال في حقه هو واخيه الحسن (ع) (بانهما ريحانتي من الدنيا)،فيالها من جرأة وياله من عمل قبيح منكر ودنيء ومستهجن بحق افضل الخلق على وجه الارض .
وبعد ان تم لهم مارادوا واستكمالا للجريمة النكراء وامعانا في الخسة والنذالة والتي تابى لها الضمائر الحية باشروا بأكمال فعلتهم الشنيعة تلك وذلك من خلال الاستهانة به ميتا وهنا نستشهد بما اورده الطبري في تاريخه ج3ص480 حيث قال:-( سلب الحسين ماكان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذقيس بن الاشعث قطيفته، وأخذ نعليه رجل من بني أود، يقال له:- الاسود ، وأخذ سيفه رجل من بني نهشل بن دارم ) وامعانا في الرذيله وركوب الباطل الذي ماأنفك القوم يمارسونه بعنجهمية وهمجية ورعونة لاتنم عنها حتى افعال العتاة ممن عاشوا عصور الجاهلية والقرون الوسطى ، اقرأوا ماجرى لعائلة الحسين(ع) بعد استشهادة على ايدي هؤلاء القول الذين تجردوا من ابسط القيم الانسانية ، فلقد احلوا الحرام وشرعوا للباطل وتجاوزا كل الحدود في اعمالهم وتصرفاتهم الباطله ، ولكي نكون اقرب من واقع الحال فلنرى ماجرى ولنطلع على سوء افعالهم ونستشهد بماقاله الخوارزمي في مقتل الحسين ج2ص 43:-
(واقبل الاعداء حتى احدقوا بالخيمة، ومعهم شمر بن ذي الجوشن ، فقال:- ادخلوا فأسلبوهن بزتهن !فدخل القوم فاخذوا كل ماكان بالخيمة حتى افضوا الى قرط كان في اذن ام كلثوم فاخذوه وخرموا اذ نها، حتى كانت المراة لتنازع ثوبها على ظهرها حتى تغلب عليه).
ابعد هذا نحتاج الى دليل لادانة القوم من المجرمين العتاة لفعلتهم الجبانة تلك اكثر مما اوردناه في كيفية الاستهانة بالحسين(ع) حيا وميتا وقد اوردنا الادلة الثابتة والبراهين الصادقة التي تنم عن سوء فعلة من ارتكبها وكونهم من اشياع ال ابي سفيان وهم لايمتون لاخلاق العرب بصلة كما جاء على لسان ابي عبدالله الحسين الذي قطع الشك بالقين في ان من حاربه ليسوا من شيعته كما يدعي الجهلة من الاعداء الذين لاهم لهم سوى تبرير افعال اسيادهم والدفاع عنهم بذرائع واساليب شتى .
اللهم احشرنا مع الحسين (ع) واصحابه الغر الميامين من شهداء كربلاء واغفر لنا ماتقدم من ذنبنا وماتأخر واكتب ذلك في ميزان اعمالنا يوم الورود ، انك على كل شيء قدير .
عبدالرزاق العبودي