غزة .. إن تأسّت بكربلاء/ حسين شلوشي

Mon, 26 Nov 2012 الساعة : 1:06

الجريمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني اليوم ضد غزة هي إستمرار لجرائم الاحتلال الصهيوني.. منذ عام 1948 وما سبقها من انتهاكات الاستعمار البريطاني، والاوروبي والامريكي ، لبلدان العالم ، وان الفعل المقابل لرفض الاحتلال في دولنا العربية يأتي اسلاميا دائما ،على اقل تقدير في مستويات التشريع والتحفيز اذا حسبنا ان الفعل مشترك بين الاسلامي وغير الاسلامي من حيث الانتماء العقائدي والذي يتوزع بين الوطني والقومي واليساري بشكل عام ، والسؤال الذي يردده الجميع هو ،ان كانت كل هذه الاطراف العقائدية ( اسلامية, قومية, يسارية) تقرّ وتطالب وتعمل على الحق الفلسطيني لاستعادته من براثم الصهيونية، وهم الاكبر من حيث الكتلة البشرية والجغرافية والامكانية الطبيعية في المكان والزمان (الوطن العربي وجواره) .. لماذا لم يتحقق هدفهم؟ والجواب عادة يذهب الى التفاصيل في النزاع الغربي الاسلامي..او النزاع الاسرائيلي العربي لاحقا ، ومن ثم الدخول في تفاصيل تقييم القدرات وصولا الى حسابات المصلحة السياسية لانظمة الحكم مغلفة بمصالح الدول والاوطان لاقناع الشعوب واخضاعها لارادات الظالمين ، ليتأسس عليه تباعا الامر الواقع الطبيعي ،والذي تباشره الاجيال اللاحقة بصورة جديدة باهته كانها مقطعة الجذور ومتخمة بتشوهات لا تقود الى فعل جاد ، وان اول ما يؤشر من وهن في القضية كلها هو فقدان القرار في تحرير الارض والانسان في فلسطين ليكون الاصل الواقعي والحقيقة الكاملة الثابته وليس حسابات السياسة وما ستؤول اليه مصالح انظمة الحكم العربي وهذا القرار ان توفر بقدر في تجارب الدول غير الاسلامية ، فاننا نتحدث عن بلد عربي اسلامي له تاريخه الزاخر بقرارات التحرير ورفض الظلم سواء التاريخ البعيد او الحديث وان كان من تجربة اسلامية خالدة في معنى قرار الحرية والتحرير غير مسوفة بالحسابات المشخصنة ، هو القرار الحسيني الذي لم يتاثر بحسابات المادة انما تأسس من واقع الحق والمبدأ والاصرار عليه بالكلمة السواء ، والفعل الشجاع حد الموت ، لضمان التحرير والحرية في الدنيا والاخرة ، وقد حصل ذلك وانتصر الحسين وظل منتصرا خالدا وينتصر لكل من تمسك بقراره صادقا معتقدا ، ولعل نصر الله لبنان شاهد حي على القرار الحسيني بكربلاء .

Share |