ثورة الحسين ضد الفساد والمفسدين/جمعة عبدالله

Mon, 26 Nov 2012 الساعة : 0:25

 

تتجسد مآثر ملحمة الامام الحسين ( ع ) بعدة معاني وقيم , وتعطي دروس ثرية وزاخرة بالجهاد في سبيل اعلى الحق والعدل , والجهاد ضد الظلم والطغيان وشروره الفساد والمفسدين , والوقوف بحزم واصرار مع الشعوب المقهورة والمظلومة والمضطهدة , ومبادئ الخير والعدالة ورفض الظلم والفساد بكل اشكاله وصوره , ظلت هذه المعاني والافكار تتوهج بشعلتها المضيئة حتى يومنا هذا , بل تزداد قيمة ومكانة طالما ظل الظلم والفساد يتحكم في مصير العباد , ويسرق وينهب ثروات البلاد على حساب معاناة الفقراء والمحتاجين , , وتظل نبراسا يضيء درب الحرية والكرامة , وتدفع في الجهاد ضد الظلم والطغيان , والعمل في رفض الواقع المرير وتغييره مهما بلغ الثمن , من اجل ان تحفظ كرامة الانسان وتصون انسانيته وقيمته في الوجود ومزق ثوب العبودية والاذلال , والتطلع الى فنارات الحياة الواسعة في الحرية واعلى كلمة الحق والثبات في الدفاع عنها في وجه الطغيان . هذه الرسالة النبيلة التي افرزتها ثورة الامام الحسين ( ع ) والتي تزهو بالبطولة والاستشهاد من اجل الدفاع عن القيم والمبادئ الحق والانتفاض على الواقع المزيف بتعسف وتصلب الظالمين في جورهم ومفاسدهم التي تستهين بعدالة القيم النبيلة , ان ملحمة الامام الطاهر ليس فقط للشعوب الاسلامية , وانما لكل شعوب العالم التي تتطلع الى الحرية والكرامة واسقاط الظلم وابعاد الفساد والمفسدين في التحكم بمصير عامة الناس بدون معايير انسانية نزيهة , ان الطاغي الفاسد لا يمكن ان يناصر الفقير , ولا يمكن ان يقف بجانب الحق والعدل ودولة القانون , ولا يمكن ان يحافظ على الاموال العامة , وثروات الشعب من جشع الطامعين والفاسدين , ولا يمكن ان يناصر ويدعو الى تحقيق حياة حرة وكريمة , ومن يتستر خلف هذه المبادئ بالكلام وبفعله يكون العكس تماما, انما هو يمارس الدجل والنفاق والمكر , ان من يتاجر بمعاناة الفقراء لا يمكن ان يقف مع القيم الحسينية التي سطرتها ملحمته البطولية , انما يقف مع الجهة الطاغية التي قتلت الامام الطاهر , ويقف مع الجيش الذي حارب الامام الحسين ( ع ) من اجل ان يدوم الظلم والطغيان والفساد ,. ان من يسعى الى الاختلاس والمال الحرام هو عدو الامام الطاهر ,و ضد الملحمة التي وقفت بشموخها ضد قوى الشر والطغيان . وفي عراقنا اليوم تضيء هذه الملحمة البطولية درب الجهاد في سبيل الحق والعدالة ومحاربة الفساد والمفسدين , الذين يتلاعبون في مصير الناس دون حق وعدل وانصاف , ان الشعب بكل طوائفه الدينية والقومية والسياسية يدركون تماما الدروس والعبر من اسطورة الامام الحسين ( ع ) في التوحد والاخاء والمحبة والتضامن من اجل بناء عراق خال من الظلم والفساد والمفسدين , من اجل عراق تتساوى به الحقوق بالتمتع بالخيرات الثروات النفطية بالعدل والانصاف , لا طائفة تعلو على العراق والهوية العراقية . يجب ان تكون قيم الاخلاص والنزاهة مقياس الوطنية وبتحمل المسؤوليات , وعدم الانجرار الى تفريق الصف الوطني بزرع بذور الفتنة والشقاق , ان رفض المظالم ومن اجل حياة حرة كريمة , هي القيم النزيهة والصادقة والتي استشهد الامام الطاهر في سبيلها , حتى يؤكد بان الظلم والطغيان هي قيم الشر والفساد والعدوان
جمعة عبدالله
Share |