الامام الحسين ( عليه السلام ) ربيع الاحرار !!/عبدالامير الخرسان

Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 23:44

السلام عليك يا أبا عبدالله .. السلام عليك يا ابن رسول الله ..السلام عليك يا رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الأمة .. يا غريب يا مظلوم كربلاء ..

الحسين رسالة وأمة .. الحسين كيان وتشريع قائم بذاته لله سبحانه .. الحسين فيض الوجود ونعمته الفاضلة التي أنعم الله بها على العالم كله .. الحسين أمل الله ورسوله والناس أجمعين في اقامة الحق ودفع الباطل .. الحسين من السابقين في الوجود الى معرفة فاطر السماوات والارض وأصدق الناس طرا في بيان الحقائق الملكوتية والخصائص الالهية التي غرسها في الفطرة الانسانية للدلالة على قدسية ذات الله وعظيم صفاته , تلك الحقائق الكامنة في ذواتنا شاهدة علينا بمنشأنا وخليقتنا وعملنا ومسيرتنا وخفايانا واسرارنا .. لا يسترها ساتر ولا يحجبها حجاب , بل هي متجلية واضحة في الخالقية والربوبية والالوهية له وحده جلّ وعلا ..
ان الامام الحسين "ع" وضّح النظرية التشريعية وقدّم الوسيلة العملية التي توصل الى الغاية التنفيذية الواقعية التي اراد الله ان نعيشها في فكرنا وعقولنا وحياتنا في السر والعلن على مستوى الفرد والمجتمع في السفر والحضر ..نهجا وشريعة ورسالة للحياة كلها .. كما كانت في زمن رسول الله "ص" وأمير المؤمنين علي "ع" , فان تعرضت للتحريف والانحراف من قبل الحاكم المستبد ونبذها وراء ظهره ينبغي على الامة الاسلامية محاربته وابعاده عن المسئولية ليتسلّمها من هو كفؤها الذي يستطيع ان ينوء بحملها الثقيل كما قال رسول الله "ص" "من رأى منكم سلطان جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهده يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بقول أو فعل كان حق على الله ان يدخله مدخله ... " لقد نقض الحاكم عهده لله ورسوله وانحرف عن الطريق الصواب والمنهج الحق .. وانتشر الفساد في البلاد وعمّت الفوضى بين العباد وصار القوي يـأكل الضعيف كما كانت الجاهلية الاولى بعد تسلّط يزيد على زمام الدولة وجعل أهلها فرقا متنازعة ومال الله نهبا بينه وبين حزبه , وألبس الاسلام ثوب الذل والعار بعد ان كان ذا منعة وعزة وبأس وقوة لانه كان منحرفا ضالّا ماجنا لاهيا عابثا لا يراعي حقوق الله وحقوق الناس ولا يحفظ حرمة ولا ذمة الّا انتهكها .. عند ذلك نهض للاصلاح أهله واعادة الحق الى نصابه والاحتكام الى الله ورسوله في نزاع الامة فكتبوا الى خليفة رسول الله "ص" الحسين بن علي بن ابي طالب "ع" " ان اقدم الينا فقد اخضرّ الجناب واينعت الثمار ونحن لك جنود مجندة ويزيد فاجر فاسق قاتل النفس المحترمة ونحن لا نبايعه .. فأقدم الينا يا ابن رسول الله والّا شكوناك الى الله ورسوله " .
لقد كانت دعوة أهل العراق للامام الحسين "ع" دعوة طاعة له وخضوع لأوامره ليتولّى خلافة الله في الارض كما أراد الله ان يحكم بينهم بما أنزل الله , فألزموه الحجة ووجب عليه النهوض لاصلاح الواقع " كما قال هو "ع" ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لأجل الاصلاح في أمة جدي رسول الله "ص" وأسير بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردّ علي شكوته الى الله ..." .
لقد أراد الامام الحسين "ع" أن ينشر العدل والسلام ويعيد الحقوق المهضومة لأصحابها ويقتص من الجناة ..
انه أراد للناس محاربة الظالمين والطغاة والمتسلطين بالقهر والغلبة , وأراد لقضية الخلافة والسلطة ان تكون بحدود الله المعروفة والمتعاهدة حتى لا تنشأ الطبقية  أراد ان يكون الناس سواسية في الحقوق والواجبات كما أرادها الله سبحانه لأن حرمة الانسان عظيمة عند الله ورسوله .... فلماذا يسقط يزيد حرمة الانسان ؟؟ لأنه لا يعتبر الحرمات ولا ينتهي عن المحرمات .. ولا يعتبر الحلال والحرام في حياته شرعة ومنهاجا , وكان من الزاهدين فيها . فعلى الأمة الاسلامية محاربته وعزله عن الساحة الاسلامية السياسية باعتباره غير مؤهل سياسيا واجتماعيا وفكريا حسب ما يرى المحللون السياسيون والمفكرون انه غير جدير بالقيادة الاسلامية ..لانه خرج عن ملّة الاسلام الحنيف وشريعته الغراء .. فكيف يستطيع تطبيق ما جاء به الوحي السماوي على النبي الاكرم محمد "صلى الله عليه وآله" نظام الحياة الكامل الشامل ويزيد ليس بعالم او سياسي او يفهم شيء من هذا القبيل .. لأنه لزم طاعة الشيطان وترك طاعة الرحمن وأحلّ حرام الله وحرّم حلال الله واستأثر بالفيء "اموال المسلمين" كما جاء على لسان الحسين "ع" ثم قال "ع" واني أحق بهذا الامر .. باعتباره خليفة رسول الله "ص" المنصوص عليه من الله سبحانه .
وللحسين "ع" كلمات في هذا المجال كثيرة جدا أثارها للشارع العام ليعتبر بها منه انه قال "والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر اقرار العبيد - اي المرغمين على البيعة -" . وقال أيضا عن يزيد "ألا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ..." وقال ايضا "لا أرى الموت الّا سعادة والحياة مع الظالمين برما " .
لقد أراد الحسين "ع" للانسان ان يكون حرا في اختياره ورفضه وان يختار ما اختاره الله له ويرفض ما رفضه الله له لأن حسن الاختيار فيما اختاره الله لنا يترتب عليه شمولية المنهج في العدالة والكرامة والحرية التي يبحث عنها الانسان في حياته ..
لقد قام الحسين "ع" باصلاح الواقع ومحاربة الظلم والفساد واستنهاض الهمم وايقاض النفوس والايثار والتضحية بالغالي والنفيس والاهل والاحبة والنفس , والجود بالنفس أغلى غاية الجود في سبيل اعلاء كلمة الله ورسالته الخالدة وارساء دعائم الانسانية وتأصيل مبدأ العدالة ..
لقد جنّد الحسين "ع" كل طاقاته وعبّأ كل أصحابه وأبنائه وعياله ليقدمهم قرابين من أجل المبادئ الربانية والقيم الانسانية العليا والاخلاق الكريمة الطيبة ..
فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم استشهد وسلام عليه يوم يبعث ليقتص من الظالمين الناصبين له ولأهل بيته العداء والحرب أخزاهم الله وعذبهم في الدنيا والآخرة . اللهم اجعلنا من أنصار ولده الامام الحجة المنتظر والمستشهدين بين يديه .. والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين .. 
Share |