الحسين ثورة تحرر/حميدة مكي السعيدي

Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 17:57

 

شهيد كربلاء الحسين بن علي والدة الامام علي بن ابي طالب زوج البتول وابن عم الرسول اما امة فهي فاطمة بنت محمد بن عبد الله نبي الرحمة الصادق الامين (ص), لقب بعدة القاب منها (ابا عبد الله ,سيد شباب اهل الجنة , سبط الرسول , ابو الاحرار, الرشيد, الوفي , الطيب , السيد الزكي ) وغيرها الكثير من القاب والكنى , ولد في مدينة الرسول في الثالث من شعبان واستشهد في العاشر من محرم , ثالث الائمة المعصومين , والخامس من اصحاب الكساء ,
اما أبنائه فهم ,علي بن الحسين السجاد ,علي الاكبر , علي الاصغر, سكينه , فاطمه , زينب , رقية , وخولة .
اما صبرة فقد ضرب به المثل هو واخوة العباس واخته زينب الحوراء , لم يخف يومآ من الموت وكان يردد (الموت خير من ركوب العار ــ والعار اولى من دخول النار ) .
الحسين (ص) لم يكن شخص عادي بل هو ثورة تحرر جاء ت لتغير الوضع السيئ الذي كانت تعيشه الامه العربية من تمزق ودكتاتورية في الحكم من قبل بني امية بعد ان استولوا على الخلافة بالخداع والكفر والتسلط كون الاسلام لم يدخل يومآ في قلوبهم بل اسلموا عن خوف بعد ان انتشر الاسلام في كل ارجاء الجزيرة العربية كرههم للرسول (ص) والالة تجسد بمحاربتهم له واهله من بعدة حين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة بعد موت الرسول مباشرتآ ليستولوا على الحكم وهم الذين يعرفون جيدآ ان الرسول بايع الامام علي(ع) خليفتآ من بعدة لذألك قتلوا ائمة اهل البيت الواحد تلو الاخر .
ان حركة التغير التي ارادها الحسين هي حركة مرتبطة بالله واضحة الاهداف لها بعد روحي وقدسي وانساني في نفوس الناس حيث تشابهت مع حركات الانبياء الذين جاءوا للقضاء على الظلم وتحقيق الطمأنينة والاستقرار والحفاظ على كرامة الانسان وتخليصه من العبودية وكل الافكار الوثنية البائدة .
كما ان لهذه الثورة بعدآ جماهيريآ من خلال تهيئة الجماهير ومساندتهم للثورة من خلال ارسال اهل الكوفة للرسائل والكتب لأمام يدعونه للمجيء لأنفاذهم من ظلم وطغيان بني امية وكان الامام (ص) يكره كثيرآ الظلم وهذا ما أكدته اغلب خطاباته مثل (لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) و( الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ).
انه الامام عند خروجه من المدينة كان يعلم جيدآ بمصيره ومصير عيالة وحرمة والنهاية المفجعة التي تنتظرهم في كربلاء ورغم كل التحذيرات التي قيلت له واخرها من الشاعر الفرزدق الذي التقى به في الطرية اثناء سيرة الى الكوفة عند سؤاله عن الوضع هناك فأجابه قائلآ (قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) .لكنة لم يتخاذل ويخاف بل استمر بالسير نحو الكوفة لأنه اراد التغير والاصلاح وهذا ما اكدته مقولته المشهورة ( لم اخرج اثرآ او بطرا بل خرجت من اجل اصلاح امة جدي محمد ).
ارسل الامام اولا رسوله وابن عمة مسلم بن عقيل الى الكوفة ليستطلع احوالها ومدى ولائها له لكن الرسول (مسلم بن عقيل )غدر به اعوان المجرم يزيد بن معاوية ليقع شهيدآ من اجل الحق ومن اجل الولاء الال البيت .
استخدم بني امية اسلوب التهديد والترغيب والقمع ضد اهل الكوفة من اجل التخلي عن الامام ومحاربته فقاموا باعتقال وجهاء الكوفة كالمختار الثقفي , وسليمان بن صرد , والحارث الهمذاني , ليتسنى لهم الانفراد بالأمام وأصحابه واستخدام ابشع اساليب من قتل وسبي والتمثيل بهم حتى الاطفال والنساء لم يسلموا من بني اميه واعوانهم امثال شمر بن ذي الجوشن وحرملة وشبث ابن ربعي وعمر بن سعد . لكن صوت زينب كان اعلى من كل الاصوات حين عرت بني امية واميرهم يزيد في عقر دارهم خلال خطبتها المشهور ة في قصر الأمارة في الشام والتي اوضحت فيها مدى كرههم وحقدهم للرسول وال بيته ومدى بشاعة ما فعلوه بالأمام الحسين وعياله وأصحابه في كربلاء يوم العاشر من محرم وان الله سيحاسب من شارك في المؤامرة اشد الحساب يوم القيامة وانه الخلود لمن دافع عن الحق واهلة والخزي والعار لمن وقف بوجه سبط النبي وحاربه , وباستشهاد الإمام الحسين بدئت مرحلة جديدة من مراحل ضعف الدولة الاموية لأنه ثورة الامام كانت بدية لثورات اخرى ضد طغيان بني امية لتنهي حكمهم والى الابد .
حميدة مكي السعيدي 
Share |