المسلك اللاأخلاقي للغربي والتخرصات الوهابية/عبد الأمير محسن أل مغير

Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 12:38

افتضحت السياسة الغربية أخيرا من قبل جميع الشعوب بأنها تسعى لضمان مصالحها دون ادنى مراعاة للقيم الاخلاقية ومقاييس العدل والانصاف ونصوص القانون الدولي لذا رأينا ان تلك القوى لا تجد حرجا ان تسلك مسلكا لصوصيا في الوصول الى اهدافها ولو تتبعنا مسلسل ما يدور في منطقة الشرق الاوسط الان وتحديدا في المسألتين السورية والفلسطينية يتضح لنا ذلك بجلاء وفي المقابل نرى التخاذل الذي يسود اوضاع الجامعة العربية وبعض الحكام العرب كمنفذين لتك السياسة العدوانية واعتراف اولئك الحكام بأنهم لم يكونوا في موقفهم اتجاه ما تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة سوى نعاج تنتظر الذبح طبقا للمخطط الغربي وعندما نتتبع تصريحات الساسة الامريكان ورهطهم الغربي يتضح لنا مدى التجني على الحقيقة بدعم العدوان الاسرائيلي على حساب الحقوق العربية وتجاوب اولئك الحكام العرب في المنطقة مع ما تمليه عليهم السيدتين ( كلنتون واشتون ) وقد رأينا وفي مجرى الاحداث التي عاشتها الازمة السورية كيف بدأت مهمة المراقبين العرب وعند تقديم من ترأس اولئك المراقبين لتقريره والذي اوصى بموجبه تمديد مهمة اولئك المراقبين وبأن الحكومة السورية تتوجه نحو الاصلاح السياسي والحوار مع المعارضة السياسية رأينا كيف ان آل سعود وشيخ قطر قاموا بسحب ممثليهما لأفشال تلك المهمة الا ان اولئك المنافقين وتمشيا مع التوجيهات التي ترد اليهم من اسيادهم في الغرب سايروا ما يطرح لمعالجة تلك الازمة في حين وفي الجانب الثاني يخططون لأمر خلاف ذلك وهكذا درجوا مع مهمة السيد كوفي عنان وعندما ادركوا بأن السيد عنان تكونت لديه قناعة بأن العصابات الارهابية في سوريا بعيدة من ان تكون ممثلة لطموحات الشعب السوري المستقبلية وانها تزاول التخريب وتدمير ذلك المجتمع فسارعوا لوضع حد لتك المهمة وبأساليب ملتوية وللمساعي السلمية التي تبذل من قبل روسيا والصين وضعت مهمة السيد الاخضر الابراهيمي من قبل مجلس الامن والتي استندت بوجودها أساسا لاتفاقيات جنيف وقد رأينا كيف ساير اولئك المنافقين تلك المهمة أيضا الا انهم في الوقت المناسب وعندما اوشك السيد الابراهيمي بالانتهاء من مهمته وتقديم تقريره سارع كبير النعاج والذي يعترف هو بنفسه بهذه الصفة له ولأمثاله بالدعوة لاجتماع المعارضة السورية مجتزاه ولا تمثل سوى جزء يسير من تلك المعارضة لتجتمع في الدوحة متجاوزة اطراف المعارضة الاخرى وتمخض ذلك الاجتماع بما سمي بالائتلاف السوري وسارع الغربيون للاعتراف به كممثل لذلك الشعب خلافا لما متبع لحد الان في مجال القانون الدولي وتحمس كل من هولاند وميركل وكاميرون لهذه المؤامرة واعترفوا بذلك الوليد المهجن ولم تعترف اطراف المعارضة به وحتى العصابات المسلحة في الاراضي السورية اصدرت زمرة جبهة النصرة والتوحيد بأنها لا تعترف بجماعة الائتلاف وانهم يتبنون ايجاد الدولة الاسلامية وأدعى نبيل العربي لاجتماع وزاري للجامعة العربية ليلتف بأنهاء مهمة السيد الابراهيمي وسارع بالاعتراف بذلك الائتلاف نيابة عن اعضاء الجامعة العربية مترجما التزامه بتوجيهات الغرب وشيخ قطر وكان اعترافه كمن يهب الامير ما لا يملك وعقد اجتماع مشترك بين الوزراء العرب ونظراءهم الاوربيين ليتوج بفتح غرفة ازمات من قبل اشتون لتكون مقرآ في القاهرة لكل من نبيل العربي والسيدة المذكورة ولم تفتح تلك الغرفة ابوابها لتزاول معالجة ازمة قصف اسرائيل للأطفال والنساء في غزة لأن اميركا قد اخرجت تلك المهمة من نطاق عمل السيدة اشتون ونبيل العربي وبدلا من ان تسارع اشتون لتأييد الحق الفلسطيني اعلنت تعاطفها مع اسرائيل وادانت رد العدوان من قبل مناضلي غزة وكذلك فعل جميع الساسة الغربيين وهكذا ومن خلال اعمال الالتفاف وبخسة واضحة تصادر المهام السلمية لمجلس الامن وقد عبر عن ذلك ممثل الرئيس بوتين في مؤتمر المعارضة السورية بطهران عندما قال (ان الامم المتحدة ومجلس الامن معطلة الان بفعل التصرفات الامريكية) وقد صرح كل من السيد الابراهيمي ووزير الخارجية الروسي في القاهرة بأن ما مطلوب الان هو وضع حد لنزف دماء الشعب السوري الا ان الساسة الغربيين وعملائهم في المنطقة لا تهمهم تلك الدماء وانما يرومون التوصل لتدمير المجتمع السوري كما صرح السيد الابراهيمي أيضا بأن مخاطر الازمة السورية ستؤثر على الاستقرار والامن الدوليين وفي وقت يستهدف الساسة الغربيون ومن خلال توجيه اوامرهم الى محمد مرسي بغلق منفذ رفح بوجه الدعم للمقاومة الفلسطينية يصرحون علنا بتسارعهم بدعم العصابات الوهابية في سوريا وبكافة اوجه الدعم وهكذا انكشفت الغلالة الرقيقة من الرياء والنفاق التي كانوا يتسترون خلفها وظهروا بأنهم مجموعة من حملة الشعارات الكاذبة التي من خلالها يستطيعون خداع الشعوب وبالتالي رأينا كيف انتهت مهمة السيد الابراهيمي مثلما انتهت المهام الاخرى التي سبقتها وقد وقفت الولايات المتحدة بوجه القرار المطروح من قبل روسيا في مجلس الامن لإيقاف القصف على غزة لتعطي الصهاينة امكانية الوصول الى تدمير الاهداف التي خططوا لتدميرها في ذلك القطاع وطلبوا علنا بأن ينتظر العربان وصول السيدة كلينتون الى القاهرة لتوفير ضمان ما تطلبه اسرائيل من شروط كاستمرار الحصار ووجود مشرفين امريكيين على المنافذ لضمان عدم وصول السلاح الى غزة واعطاء هدنة طويلة الامد تمكن نتنياهو من توسيع عملياته الاستيطانية وسعيه لنزع السلاح من مقاتلي غزة والتخطيط الدقيق للمرحلة القادمة باحتلال غزة والضفة الغربية والمتمشية مع المخطط الذي يسود منطقة الشرق الاوسط الان وجعل كل من سيناء والاردن محلين لسكن الفلسطينيين فيهما وقد صرح السيد لافروف وزير الخارجية الروسي يوم 20/11/2012 بقوله سألت السيدة كلنتون عن رأيهم فيما يخص الازمة في سوريا فلم تجب في بادء الامر ثم قالت انها تأخذ باتفاقيات جنيف ولكن بشروط واضاف السيد الوزير بقوله بأن الامريكان والغرب يخططون للاحتلال المباشر للأراضي السورية مثلما فعلوا في العراق ومثل هذا القول تؤيده الوقائع التي وصلتها الازمة السورية بحيث لا تحل تلك الازمة الا بأحد امرين الحوار بين السوريين انفسهم او اختيار طريق اخر لوجود اعداد كبيرة من اشد الارهابيين الدوليين اجتمعت في سوريا صحيح ان اولئك الارهابيين هم حلفاء للولايات المتحدة ولكن ممكن ان يكونوا مع جهة اخرى عند دفع المال لهم وقد أوقف اطلاق النار يوم 21/11/2012 بين مقاومي غزة والكيان الصهيوني دون ان يتوصل الفلسطينيون الى رفع الحصار وقد كشفت لنا احداث غزة مع ان الامر ليس بالجديد كيف يفبرك الغرب الامور وقد ادين الفلسطينيون مع ان اسرائيل هي المبتدئة بالاعتداء ببادها باستهداف القائد العسكري احمد الجعبري كما كشفت لنا تلك الاحداث وبجلاء كيف يتصرف قادة العصابات الوهابية حيث طلب القرضاوي من ملك السعودية ان يتدخل لدى محمد مرسي بحثه على تحكيم العقل وقد اثار ذلك سخرية الاوساط السياسية في العالم حيث لم يكن محمد مرسي ينوي فتح منفذ رفح على مصراعيه او تحشيد الجيش المصري في سيناء وانما كان ينفذ ما توجهه به كلنتون بوقف اطلاق النار طبقا لما يؤمن مصلحة اسرائيل ومما لفت انتباهي ان عرضت قناة الصفا الوهابية يوم 20/11/2012 برنامج بعنوان (أيا من الفريقين يتصف بالمقاوم الصحيح حماس ام حزب الله ) وكان من يدير ذلك البرنامج رجل يدعى الدكتور اسامة ولم يتاح لي الاتصال به رغم انني ادركت ومنذ البدء بأنه رجل غير منصف حيث جاءت اجوبة من اتصلوا به مهيأة قبل اعلان ذلك البرنامج لأنها بصيغة واحدة ملأت بالشتائم والتعصب ومن اناس يزعمون بأنهم من مختلف البلدان الا ان لهجتهم بدوية وتيمما بما ورد من جواب لأحد المسلمين في مسجد الكوفة عندما سأله عبيد الله ابن زياد ما رأيك بعثمان فأجابه ما انت وعثمان سلني عنك وعن ابيك فارتأيت ان اجيب ذلك الدكتور المزعوم بالقول ما انت وحماس وحزب الله فقد اثبتا بأنهما ممن هيأتهما الاقدار لمواجهة موجة بر برية من الطغيان الوافد من الغرب فقد اثبتت حماس بسالة منقطعة النظير في صمودها الاخير بوجه القصف الصهيوني اما حزب الله فالجميع يعرف كيف نازل عام 2006 الجيش الذي يزعم بأنه لا يقهر واهزمه ولم تصمد الماكنة الامريكية والاسرائيلية امامه واتضح لي من خلال المغالطات التي يتبعها ذلك الرجل بأنه في حقيقة الامر حفيدا حقيقيا لمروان ابن الحكم بمعاداة الاسلام حيث ان مروان الذي كذب على رسول الله (ص) ونزلت آية كريمة لتأكيد كذبه وهو ممن اعتق النبي رقابهم وركبوا التيار الاسلامي كانتهازيين وحرفوا الكثير من مبادى ذلك الدين الحنيف ولكن الحياة تغيرت الان ولم يستطع ممن يشبهون صبيان بني امية من حرف الامور فوسائل المعرفة والاتصال توسع المدارك باضطراد وتبين الحقائق وتظهر ما حصل من تعتيم لفكر الامام علي (ع) وما حصل من تجني واستهداف لمن يمثلون جوهرة ذلك الدين المتمثلة بالأمام علي وابو ذر الغفاري وعمار ابن ياسر وعبد الله ابن مسعود وعلى السيد اسامة ان يوضح لنا كيف بدأت الحركة الوهابية كحزب ديني سياسي لتأكيد سلطة آل سعود على جزيرة العرب بنصيحة من البريطانيين واستلمهم الامريكان ليقاتلوا نيابة عنهم في افغانستان واوكلوا لهم مهمة جديدة حاليا لتدمير اوطان العرب والمسلمين عبر تعصب اعمى بقتل الناس لا يعرفه الشرع الاسلامي ويزعم اسامة بأن ايران لم تساعد الفلسطينيين في حين صرح خالد مشعل بنفسه يوم 20/11/2012 بقوله وان اختلفنا مع ايران الان الا انها تعتبر المصدر الاساسي لتسليحنا .

Share |