العراق بحاجة إلى الحسين .../محسن الكاظمي
Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 12:34

ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر
لا يحتاج النظام الجائر حين يتمادى بغيه وبطشه إلى أكثر من ثوار أقوياء يقفون بوجه ,يخوضون غمار مقارعته .ينازلونه على جبهات النازل إلى حين يضعف وينهار ..قد يطول زمن التحدي أو يقصر .لكن النظام الجائر سينهار في النهاية ( هذه سنة الله في خلقة )
لكن حين تضعف الأمة وتنهار .حين تتغلب قيم الخوف والرضوخ والسكوت على قيم التحدي والأخلاق والشريعة .حين تفقد مبادئها المقدسة وتسجد وتركع للأقوياء والأثرياء والمستبدون. فان الثوار الأقوياء لا يستطيعون أن يقدموا للأمة شيء, بل أنهم لا يستطيعون أن يقفوا بوجه الدكتاتورية لأنهم لا يجدون من يقدم العون والدعم والمساعدة ..
أذا انهارت الأمة فان الانهيار سيعم كل شيء حتى أولك الأقوياء الثوار ..
ولذلك فان الأمام الحسين صلوات الله عليه حين خرج على يزيد ابن معاوية ( لعنة الله ) كان واضحا في بيان المعالم والأهداف والغايات التي خرج من اجلها...أصلاح الأمة كان هدف الحسين من خروجه.ومن هنا فان طبيعة المواجهة وشكل الانتصار في ثورة الحسين سيكون بلون آخر وطعم آخر ..
..لم يخرج الأمام الحسين لتغير نظام الحكم الأموي الجائر فقط لان هذا التغير وحده لن يؤدي إلى الهدف الذي طلبه.. ثم أن الأمام الحسين عاش تجربة والده الأمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الكوفة عاصمة الدولة الإسلامية, تلك التجربة التي خلفت ما خلفت من أثار سلبية في شعور الإمام الحسين لم يكن معها أن يكرر تجربتها المريرة.. هذا أولا والشيء الآخر لقد احتاج إصلاح الأمة الإسلامية إلى شيء اكبر من حكومة المعصوم ..والكثير من الشواهد تدل على ذلك.. منها
..الأمام الحسين حمل السيف هو ما زال غلام صغير خبر الحرب وعرف الرجال ..وعايش أقوام العراق ومكة والمدينة والشام ..انه رجل وبغض النظر عن عصمته صاحب تجربة طويلة وعمقيه لا يمكن مع كمها الكبير أن تنطلي عليه حيل ومكائد وكتب رؤساء الكوفة والبصرة تعده بالنصرة لمحمد وال محمد.. والشاهد الآخر لقد صرح الأمام الحسين مرات عديدة بقتلة على رمضاء كربلاء وكل ذلك يدل على أن الغاية من الخروج كان أصلاح الأمة لكن على نمط وهيئة ووسائل وأساليب رجال الله تعالى..
وعودا على بدا
لقد علمنا الأمام الحسين صلوات الله عليه أن الإصلاح الأمة يجب أن يقدم على أي أصلاح لأنها أي الأمة عندما تنهار فان كل النتائج بعد تغير النظام الجائر سيكون إلى فساد وإفساد. وكدليل على ذلك ما مر به العراق بعد تغير النظام البعثي ..فكل العراقيون اليوم فقدوا الثقة بالديمقراطية بل أنهم حكموا إلى من ستأتي به الانتخابات القادمة بعدم الثقة لان الأمة انهارت ولم تعد قادرة على تقديم نتائج ايجابية .. لم يعد رحمها يلد المصلحون والمخلصون ..
أن الشيء المهم الذي قدمته لنا ثورة الأمام الحسين صلوات الله علية . هو أن حركة الإصلاح يجب أن تتبناها الجهات التي ما زالت تحضا بثقة الجماهير, ولا اقصد هنا المنظمات والأحزاب السياسية الحكومية وغير الحكومية فهي بحاجة إلى أصلاح اكبر من احتياج الأمة ..
المؤسسة الدينية وحدها القادرة على أعادة بناء الإنسان العراقي ووضعه على السبيل السليم ..لكن علي الجهة التي تتبنى الإصلاح أن تعي وتدرك أن الإصلاح لا يمكن أن يكون عبر خطابات فارغة وبيانات هزيلة وضوضاء وصراخ وتجمعات فوضوية .
على الجهة التي تسعى إلى الإصلاح أن تلتفت إلى أن الحسين قد اختار أقسى الطرق وأمرها .. أذا لم يجد صلوات الله عليه بدا من سلوك هذا السبيل ..سبيل الموت وسبي العيال وقطع الرؤؤس وحرق الخيام .سبيل العطش والسلب والنهب وقتل الرضيع ..لأنه السبيل الوحيد الذي بقي أمام الحسين عليه السلام لعودة الأمة إلى رشدها .حين سأله أخاه ابن الحنفية عن سبب اخذ النساء إلى الكوفة أجاب عليه السلام شاءَ اللهُ أنْ يراهنَّ سبايا ..ومن اجل ذلك المصلح الواقعي أذا ما أراد أن يصلح الأمة فعلية أن يمضي على خطى الحسين صلوات الله علية .أن يضحي ويقدم التضحيات السخية في سبيل الله تبارك وتعالى ..أن يعيش الواقع .أن يخالط الجماهير .وربما سيحتاج إلى التضحية بحياته ونسائه وولده أو على الأقل يجب أن يضع كل ما يعتز به على عرصات القربانين ..على المصلح أن يفكر ويتأمل ..أن يسأل الله وسائل الصلاح التي يمكن أن تعيد إلى هذا البلد وجوده وحياته .. ففي اللحظة التي يهبه فيها الله تعالى وسائل الإصلاح الواقعي سيكون المصلح على خطى الحسين. وبطبيعة الحال هذه الخطى تستلزم التضحية بكل شيء ..
أما أذا بقينا نعيش دورة الشعارات الفارغة والخاطبات التافهة فان كل شيء سينهار إلى حين خروج مصلح يمضي على ما مضى عليه الحسين صلوات الله علية وقادرا على التضحية بكل شيء قبل أن يكون قادرا على الإصلاح
محسن الكاظمي