الإمام الحسين مشروع الضمير الإنساني الحي/المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 9:15

إالإمام الحسين(ع) تلك ألشخصيه العلوية ألشريفه الذي يمثل مشروع النهضة الإنسانية بعد ان قاد رياح التغيير في مواجهة ألعنصريه والاستبداد بقوة و صلابة الإيمان العقائدي والاصرار لرفض عبودية المد الأموي الفاسد . لقد انبرى الفكر الحسيني النهضوي من اجل التحرر من قيود الذل والخنوع اليزيدي السفياني الفاجر.. فقد قاتل من اجل إرساء دعائم الرسالة ألمحمديه الطاهرة لطرد الطغاة مستلهما ومعتمدا على مدرسة أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام عقيدتا وفكرا وثقافتا أساسها القيم النبيله الإنسانية. فحقق انتصار لخطوط الثورات التي قادت البشريه لانقاذ الشعوب وفق استراتيجية التخطيط الحسيني والذي لم يقتدي بعنفوان العنف والتدمير أو تدميراً للإنسان كما فعل الطغاة. ان المسألة الوعي والصمود الحسيني لم يكن قي يوما ما مجال مساومه على المبادئ فكان الصمود من صنع العقيدة الاسلاميه التي انتصرت بافكارها وقيمها السماويهه للعدالة على ألجاهليه حيث الإمام الحسين (ع) امتداد لصفاء الإسلام وكان يخاطب الروح والعقل والقلب.. في إطار مشروع الإسلام القرآني الحضاري في مواجهة الظلم مدى الحياة وهذا النداء الحسيني اخترق حجابان الأزمات وامتد د مع امتداد الزمان وكانه يخاطبنا ويخاطب واقعنا كما خاطب واقع أسلافنا وسيخاطب واقع من سيخلفوننا لأن القيمة والفضيلة تعيش مع الإنسان الفاضل و تدوم ما دام الضمير حيا و حيث لا ضمير و لا فضيلة بدون إنسانيه إن ندائه عليه السلام اخترق حاجز العرق و العقيدة.. فالمسيحي يرى الحسين نداءً للعدالة.. والشعوب المحبه للسلام والتعايش السلمي تراه مظهرا من مظاهر ألقيمه ألحضاريه للانسانيه جمعاء ومصابه يهز الضمير العالمي في كل بقاع الأرض وللحسين (ع) فيها منبر يشجوا باسمه يدعون لنهج يتعالى فيه نداء الحسين (ع) هيهات منا الذلة إن ندائه عليه السلام اخترق حواجز المكان لأن الضمير الإنساني يهتز لكلمات الامام الحسين (ع) التي تعيش صفاء الروح وتحيى بسماعها ليسقط عتاة الظلم والاضطهاد ولكن دم الحسين (ع) الطاهر ارتوت منه ارض ألطف بنفسه الشريفة ألمطمئنه لينحر بغدر من قبل أراذل التاريخ ليرمز له بقداسة الشهادة من اجل العقيدة فأصبح رمزاً عابراً للحدود وللأديان وللطوائف، فقد اوجد كل مظلوم في الحسين رمزاً ونموذجاً وقدوة في التصدي لظلم الظالم من خلال ثباته على موقفه وعزيمته على تحقيق مطالبه وصبره على المحن وقبل كل هذا إيمانه بقضيته.. وبهذا فقد شكل عاشوراء مدرسة القيم إلانسانية وصوتاً للعدالة والتأثير ألايجابي على حركة المستقبل والوضع القائم على أرض الواقع بهدف إسقاط الحكم الفاسد المنحرف والظلم الذي حمل الإسلام نعرات الجاهلية لقد ضحى سيد الشهداء عليه السلام واستشهد من أجل الحيلولة دون استمرار الخضوع لولاية العهد التي أسندت ليزيد الزنا والمجون ولم يرغب الاعتراف رسمياً بسلطنته،فقد قام وثار ودعا المسلمين للقيام بالثورة ضد السلطة الطاغوتية... تلك السلطنة التي كانت تريد أن تصبغ الإسلام بصبغة أخرى ولو أنها نجحت في تلك لأصبح الإسلام شيئاً آخر تماماً. لقد كان بنو أمية يريدون القضاء على الإسلام من الأساس وقلع جذوره وإقامة حكم ألجاهليه . غير أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) أفهمت البشريه ان رسالته كانت رسالة الخلود واثبت ان الاسلام حسيني البقاء ليس وهميا كما يدعي البعض بأن الحسين عليه السلام قتل ومثل بأهله وانتهت القضية بأن يزيد تربع على كرسي الخلافة وبنو أمية ان هذة الأفكار ألوهابيه الساقطة أفشلها التاريخ ببقاء اللواء الحسيني يرفرف رافضا لجميع الانحرافات في المجتمع الإسلامي. بالإضافة الى الأمراض الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الموجودة عند البشرية لتعرف الشعوب المحبه للسلام ان الامام الحسين عليه الصلاة والسلام ثار لذات الخط المستمد من نهج الأنبياء و امتداداً لقيام حركة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورسالة الإمام الحسين (ع) كانت هي رسالة الأنبياء (ع). وبالتالي فان الإمام الحسين (ع) أمامنا تقتدي به . إذن رسالة الحسين (ع) ورسالة الانبياء (ع) ازال وموجودة في الارض وعلينا أن نجسدها في أنفسنا ونبدأ بالتحرك عبر تلك المسيرة الثورية التي كان الامام الحسين عليه الصلاة والسلام نبراسا ممثلا لكل عصر ولكل مرحلة، ويمتد مع المكان الى كل موقع . لان أي انسان لا يستطيع الانتصار للرسالة دون أن يحقق انتصاراً على ذاته ونحن لا نريد أن ننتصر لا نفسنا لان هذه فكرة خاطئة بل نريد أن ننتصر لدين الله سبحانه وتعالى وهذا هو الهدف الاسمى فان الدرس الاول الذي يمكن أن نستوحيه من كربلاء الحسين (ع) هو النصر لله وحده، لا النصر المؤدي الى الكراسي، وفي يوم عاشوراء رفرف النصر على رأس الإمام الحسين (ع) وخير بين النصر أو الشهادة كما جاء في بعض الأحاديث فرفض النصر واختار الشهادة لعلمه بأن شهادته انتصار حقيقي للرسالة النبوية ألشريفه حيث قيل عنه: فلتروى ظامية الضب بدمي واذا كان ثمن استقامة الدين الاسلامي دم الامام الحسين (ع)، فانه لن يبالي بل سيدفع الثمن راضياً مرضياً، ولقد جاء عنه (ع): ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، يا سيوف خذيني. وهناك الكثير من الشخصيات في التاريخ من المسلمين وغير المسلمين من تأثروا بخط الحسين عليه السلام ولذلك اعتمدت نهضة الإمام الحسين الإصلاح كهدف أساسي للمعانى القرآنيه و الإصلاح الحسيني من النظريات والتجارب تعتمد دراسة موارد الإصلاح وماهيّته ومنهجه بكل ما تنتجه الحضارة الإنسانية وكل ما يضيفه الإنسان الى الطبيعة من الاجتماع الى السياسة والثقافة والآداب والفنون، فإن معنى إصلاح البلاد يأخذ الإطلاق نفسه في اتساع مداراته، وكما كان اصطلاح الأمة في إطلاقه عن الاجتماع الآدمي ويعني الإنسانية جمعاء والذي يضع الإمام الحسين في هذا الاصطلاح إطلاق المعنى لتبيان مفهوم الحكم مجال المصالح والأحكام المتعلق بالإنسان. فإنه في هذا الجانب من الإصلاح المتعلق بالإنسان تظهر مسائل تزكية النفس بالجهاد الأكبر وبناء الشخصية الإنسانية على قيم الإسلام الحرية، والعدل، والشجاعة، والإيثار، والصدق، والمساواة، والزهد والتضحية، والوفاء، والوقوف مع الحق حتى الشهادة وهو الإصلاح في إطار القيم في نهج الإصلاح الحسيني وهذا المشترك المعنوي بين موارد الإصلاح الحسيني وطبيعته المميزة هو ما ندعوه بوابة البحث في الشهادة الحسينية أنه موقف استشهادٍ وصراع يمثّلان ضمان توسيع دائرة الإيمان في المجتمع البشري. وهنا لابد ان نستلهم من الاصلاح الحسني بالتذكير بالفساد المستشري في الموارد التي يرايد إصلاحها والفساد الذي يضاد الإصلاح المتوافر في البلاد وعليه يكون الإصلاح ضرورة لا مجرد هواية و لا يحسب في ميزان الربح والخسارة في هذا العالم ومقابل البلاء التي يسود الإصلاح هناك بلاد فساد الفاسدون التي تقع لصوصيتهم تحت طائلة الارهاب . ان ثورة الإصلاح عند الإمام الحسين ثورة قائمه بحد ذاتها تدفع الى التقدم. ويتحرك معها التاريخ الإنساني كحركة تقدمية. حركة علميه ملئت الأرض قسطاً وعدلاً وعليه يمكن الاستفادة من منهاج الإصلاح الحسيني الفلسفية التي انتصر فيها الدم على السيف في واقعة ألطف يوم عاشور في ربوع وديان كربلاء ألمقدسه في ;مواجهة الظلم الأموي الفاسق لان الإمام الحسين (ع) لم يكن رجل حرب أو مجرد بطل مواقف وميادين فحسب كما لم تكن واقعة كربلاء حادثة عابرة في التأريخ وإنما اقترن الحسين (ع) وحركة نهضته الرائدة بهدف سامٍ أعلى نتجت منه مسيرة عبادية جهادية سياسية تظللت في ظل مبادئ مقدسة مستوحاة من روح نصوص الشراع الإلهية والرسالة المحمدية والسيرة العلوية. لان أهداف حركة الحسين (ع) هو إقامة حكم العدل في الأرض بكل ما تعنيه من أصالة وعدالة واستقامة، ومن هنا جاءت بالفعل انطلاقته بإعلانه مقولته الخالدة: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي فالإصلاح الذي يعنيه(ع) في أمة جده النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يشمل إقامة حكم الله في الأرض، وهذه هي حقيقة ناصعة وثابتة لا تُنكر، وليس بإمكان أحد أن يشكك بها كما لا يستطيع كل من يضمر العداء والحقد أو الحسد لآل بيت الرسول الأطهار عليهم الصلاة والسلام أجمعين أن يشوهها، أو يتلاعب في وقائعها ومبادئها، لقد ثار الإمام الحسين (ع) وتحرك، ولكنه لم يفعل ذلك ليحكم، أو يحصل على منصب يأمر من خلاله وينهى، فمقولته العظيمة تلك هي الشعار الذي فجر حركته على أساسها وليس ليصبح حاكماً. ولم تهدف إلى إقامة طاغوت آخر، لأنها لم تكن صراعاً سياسياً بحتاً أو غاية ووسيلة لأجل الوصول إلى السلطة خلافا لما قامت عليه سياسة الحكم الأموي الجائر بدءاً بمعاوية السفياني ومروراً بابنه يزيد الفاسق وأحفاده من بعده وهذه الأسس الامويه اعتمدت الإرهاب والتجويع والقتل والتجويع على الرعايا المسلمين الذين لا يتفقون معهه في نهجهم السياسي بالإضافة إلى سياسة الترحيل والتشريد وإحياء النزعة القبلية واستغلالها لذلك إستغل معاوية وأسلافه نزعة الروح القبلية في ميدانين فقد أثار بالقول والفعل العصبية القبلية عند القبائل العربية ليضمن ولاءها عن طريق ولاء زعمائها من ناحية، وليضرب بعضها ببعض حين يخشاها على سلطانهم من ناحية أخرى، وأثار العصبية العنصرية عند العرب عموماً ضد المسلمين غير العرب وقد استمر هذا الوباء ينخر في جسم الأمة الإسلامية . بعكس معالم ثورة الحسين (ع) كحركة تعني الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى، وهذا الامتثال الذي وصل إلى مستوى التضحية بثمن الدم والفداء بالنفس لأجل العقيدة والرسالة، وتجسد بنهضته وحركته الجهادية، أوجب هداية الناس وتعريفهم بأهمية التضحية . ومغزى ثورة الامام الحسين (ع) بقوله اذا كان دين محمدا (ص) لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني . لذلك كان المشروع الحسيني كان مشروع نهضة بوجه مشروع الفساد السياسي و نبراس لكل الشعوب على امتداد العالم لمواجهة الظلم والظالم اينما كان فالاسلام لا يرضى بالموقف الحيادي والسلبي وهكذا . استمر المشروع الحسيني النهضوي الى يومنا هذا وهو التصدي للظلم والوقوف في وجه الظالم . فهي نبراس لكل المسلمين وجميع الشعوب على امتداد العالم . فالواجب هو مواجهة الظلم والظالم اينما كان فالاسلام لا يرضى بالموقف الحيادي والسلبي اتجاه الظلم والانحراف والفساد , فليس لدينا موقف حيادي بين الحق والباطل و لابد للباطل من جوله لذلك لايمكن اعتبار نهضة الإمام الحسين خاصة بمذهب معين كونها من مدرسة رسول الله محمد (ص) . فكان رائد المدرسة الأمامية الإمام الجعفر الصادق (ع) حفيد الإمام الحسين (ع) فالمدارس الفقهية ظهرت في زمنه (ع) لم تكن مدارس ليتخندق فيه الناس لمواجهة بعضهم البعض . فيجب علينا ان ننطلق وفق مشروع جديد ومتجدد تحدث به السيد القائد اية الله الخامنئي حفظه الله عندما اصدر تلك الفتوى التاريخية التي حرر فيها كل الشك والنيل من المرجعيات ومن التاريخ ومن الشخصيات الدينية حبذا لو يتعاطى المسلمون اليوم مع بعضهم البعض على مختلف مدارسهم الفقهيه حبذا لو تعاطو كتعاطي الامام جعفر الصادق وان يتعاطوا كتعاطي الإمام علي (ع) والإجماع على نبذ الأفكار ألوهابيه المنحرفة التكفيرية ليصبح سلوك المجتمع عصريا متحضر يحافظ على الصورة ألمشرقه للإسلام لقد ضرب لنا الامام الحسين عليه السلام ضربا من ضروب الفكر العالي المقام لا يسمو به اي شخص بنهضته لقد جعل الحسين من حركته مدرسة ينتهجها كل الثوار الأحرار حيث اثبت للعالم انه يجب مواجهة الظلم مهما كانت المخاطر واي خطورة أكثر من يكلفك المر نفسك وأولادك وإخوانك وأصحابك وأهل بيتك سبايا نعم لقد حقق الحسين (ع) هذا الهدف في زمن كان الجميع فيه خائفين من جبروت الحاكم الظالم وقد فتحت هذه الجرأة المجال امام كثير من الناس للتعبير عن آرائهم تجاه ما يقوم به كثير من الحكام الظلمة فأسس الإمام الحسين من خلال تلك المواقف والأهداف مدرسة للتاريخ وعبر التاريخ ليتعلم الناس منها ما لم يعهدوه من قبل لقد زرع الحسين في القلوب حب الشهادة والثقة والاخلاص وهذه المفاهيم لها الدور البارز في اي انتصار يحقق الاهداف الاساسية التي ثار الإمام - ع - من اجل تحقيقها وشكرا.