عجائب ثورة كربلاء/طاهر مسلم البكاء

Sun, 25 Nov 2012 الساعة : 8:56

أنها ثورة مستمرة في طريق الحياة ونارا" لاتنطفئ جذوتها ، ثورة ابن الرسالة المحمدية، الذي قدم أعز ما يملك في سبيلها وفي سبيل استمرارها ومنع تشويه مبادئها ، انه الدم الازلي الذي يعلن الانتصار الابدي على السيف، انه المثل الملهم لكل ثائر في الحياة ، والحماس لكل من يتخذه مثلا" في مواجهة الظلمة والفاسدين في كل عصر وحين ، هو الشهيد ابن الشهيد ابو الشهداء، ولا عجب لمن نشأ في ظلال الوحي ، وتنشق أريج الرسالة منذ الولادة ،ان يكون قد أعده اللة لأمر عظيم ،انه العنوان الابدي الذي يرفد كتاب اللة بالحجة الالهية على الخلق .
تذكر المصادر أن ولادة الأمام الحسين كانت في المدينة المنورة ،بعد الهجرة ببضع سنوات ،وقد نقل عن علي ابن ابي طالب أنه قال : ما كنت أسبق رسول الله الى تسميته ،وقال الرسول الأكرم : وأنا لااسبق ربي في تسميته ،فأوحى له أسم الحسين ،وأن اسمه وأسم أخيه على اسماء أولاد هارون شبر وشبير .
انه الوحيد الذي يقصده المسلم والمسيحي و الهندوسي ومن لادين له وينصب الصابئي مواكب العزاء في طريق زواره ويقدم الخدمة لزواره.
والعراقيون والحسين ع لم يفترقوا أبدا" منذ لامس الدم الحسيني المطهر ارض كربلاء ولم تثنهم الظروف على اختلافها من الوصال الحسيني ،ولاعجب ان واجهوا طغيان مختلف الجبابرة ، بما يكتنزون من الحماس الحسيني وبما بثته فيهم ثورة الحسين من مثل ومبادئ وإلهام تتفجر به قرائحهم، واليوم يقدمون للعالم أجمع صورة عظيمة من صور المجد الحسيني والولاء له ، فلم نشاهد أو نسمع عن شعب تأثر وأنفعل ، كتأثر الشعب العراقي بالثورة الحسينية .
وكما كانت السيدة زينب الصوت المدوي والهدير الاعلامي لهذه الثورة وهي تبين مبادئ الثورة والاسس والمثل التي قدم آل الرسول من أجلها كل تلك التضحيات الجليلة ، فأن شعب العراق ومنذ يوم للثورة والى الأبد يؤدي الدور ذاته ، متصديا" لكل من عارض أو وقف بالضد من الشعائر الحسينية ، وأذا كانت ممارساته في السابق مقتصره على حدود حركته داخل بلاده ، فاليوم ، في عصر العولمة ، يقف علما" للعالم أجمع وعلى مرأى من الجميع يعيد مشاهد هذه الثورة الخالدة التي تأصلت في دماءه وسرت في عروقه فلم يفلح الطغاة والظالمون على أختلاف مشاربهم وطرق جبروتهم في نزعها من أوصاله .
انهم بذلك يعيدون للعالم صوت الحسين ع مرددا" في أثير الكون :
( لم أخرج أشرا" ولا بطرا" بل خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي)
الصوت الذي يقض مضاجع الظالمون أيا" كان جنسهم أو مذهبهم وفي أي مكان من الأرض يعرشون .

العراقيون اليوم يتدفقون صفوفا" بالملايين صغارا" ، شبابا" ، كهولا" ومن كلا الجنسين ، صوب الحسين ع ، غير عابئين بقتل الغدر الذي يؤديه بنو امية هذا الزمان ، أنصار اللات والعزى وهبل وابو سفيان ، وكأنهم يطبقون قول الشاعر الشعبي قولا" وفعلا" :
( خل يفجرونه ، نجيك مكطعين )
وسط دهشة العالم .

أنهم يقولون لك : ليس هناك أعداد هائلة كهذه الجموع العظيمة بدون ان تكون هناك جهات منظمة لها ومشرفة وممولة ، ولكننا نسألهم حتى لو وجدت أرقى المؤسسات التنظيمية ، حسب أعرافكم الادارية الحديثة فأنها لن تستطيع ان توجه وتنظم مسير هذه الملايين من الجموع الهادرة .
أنها ثورة الحسين ،ودماء الحسين وال بيت الرسول وحدها التي تعطي الزخم الابدي لهذه الجموع ولمن يمدونهم بالخدمة في الطريق و على طول مئات الكيلو مترات ، والتي ان عرفتوها وعايشتوها ، فمما لاشك فيه ستنخرطون في الركب الحسيني الخالد الى الأبد .

Share |