مشاكل العراق السياسية؛ تَخَبّطُ بعض "قادته"! بين مصلحة ومستقبل الوطن وبين "المطامح الشخصية" والحل/صكر محمد عكاب
Wed, 21 Nov 2012 الساعة : 23:50

لقد قيل {أن مَنْ يطمح في السلام؛ عليه الاستعداد للحرب}!, القادة الكورد قد استعدوا للحرب لكي ينالوا السلام! منذ أن خضعوا للرعاية الأميركية قبل احتلال العراق الذي كانوا من الممهدين له للأسباب المعروفة! وحصلوا على كمية من الأسلحة المختلفة؛ الهجومية منها والدفاعية من القواعد الأميركية التي أنشأت في كوردستان العراق؛ ثم استولوا على أسلحة الجيش العراقي المهزوم؛ وفي نفس الوقت كانوا قد قضوا على الكثير من الجنود العراقيين بعد استسلامهم للأمريكان! الذين نقضوا كل القيم والمواثيق الدولية التي تخص وضع الأسرى في الحرب؛ فكانت تلك العملية الإجرامية هي أو عملية انتقام جبانة ليس من صدام والبعثيين بل من المجندين بالقوة! من أبناء الشعب العراقي وهم اليوم يحاولون الانتقام مرة أخرى بتحركاتهم المحمومة على الساحة السياسية.. ولن ينتهي إنتقامهم إلا بإنتهاء القادة الشوفينيين الذين يقودون الشعب الكوردي اليوم إلى مأساة جديدة بعد أن نالوا السلام والسعادة.
على كل حال؛ فقد شرع القادة الكورد المخضرمين! الذين اكتسبوا هذه "الخضرمة"! من الحروب التي تعرضوا لها من قبل الحكومات العراقية وقادتها المختلفين وبمساعدة قوات التحالف بقيادة أميركا! أن يشرعوا ببناء كوردستان عمرانيا وسياسياُ! ويجب الاعتراف بحجم التقدم والتطور الحاصل في كوردستان منذ ذلك الحين ولحد الآن مما دفع بعض قادته المغامرين بالتحرك على مطالب قديمة جديدة! وهي المطالبة بكركوك وكثيرا من الأراضي العراقية الأخرى ومحاولة ضمها إلى "دولة كردستان" القادمة! مستغلين ضعف الحكومة المركزية وتشتت أهداف قياداتها المختلفة والخصومات بين حلفائها وصراعها مع قوى أخرى مدعومة من بعض دول الجوار مما أكسبها طابع الضعف السياسي إضافة إلى الضعف العسكري والأمني؛ وكثيرا ما يدور حديث بين بعض قادة الكورد المغامرين والطموحين إلى زعامات تقترب من الديكتاتورية أن يسارعوا إلى تحقيق أكبر قد ممكن من المكاسب من الحكومة المركزية طالما هي ضعيفة عسكرياً وقبل أن تمتلك الأسلحة الكافية عند المواجهة المفترضة في أدمغة أولئك القادة الذين يغامرون بحياة شعبهم مرة أخرى بعد أن نال الحرية والاستقلال النسبي واقترب من الرفاهية والسعادة ويريدون سفك دمه من جديد وذرف دموعه مرة أخرى! وهي النتيجة الحتمية لكل الحروب وتكون نهايتها الهدنة ثم المصالحة ثم التفكير بمواجهة أخرى مطمورة في الصدور والعقول وهكذا دواليك وإلى متى يقامر أولئك القادة بأرواح شعوبهم؟؟ بالإضافة إلى رغبة بعض قادة الكورد في التغطية على ما يجري في الشارع السياسي الكوردي من خلافات ومعارضة مؤثرة وتحويل الأذهان إلى خطورة تحركات الحكومة المركزية ضد الأكراد وتهديد حياتهم والقضاء على مكتسباتهم بهذه التحركات الأخيرة العسكرية والسياسية ضد حكومة المركز.
لهذا السبب ولوجود هكذا وضع في العراق المهدد ليس من أطماع بعض قادة الكورد وطموحاتهم المشكوك في أحقيتها والمعتمدة على مساندة أميركا وإسرائيل وأيضا ما يمتلكونه من الأسلحة الكثيرة والمتعددة وما يسعون لتحشيد أكثر عدد ممكن من الشعب الكوردي المتمتع بحياة سعيدة الآن! فإن العراق مهدد أيضاً من بعض دول الجوار أو من منظمات إرهابية تجد فيها حواضن وملاجيء أمينة تنطلق منها لتخريب العراق وإسقاط حكومته الحاضرة بزعامة "المالكي" الذي يتمسك بوحدة العراق ولا يسمح بتقسيمه أو الاستيلاء على أجزاء منه بما يملكه من إدعاءات وحقائق يدعي أنها دستورية وهو يحتكم إلى الدستور؛ وقادة الأكراد يقولون نفس الشيء بما يقدموه من إدعاءات وتفسير لمواد الدستور بأحقيتهم بضم "كركوك" وأجزاء أخرى من العراق, وكما نرى اليوم فكلا الفريقين يتجهان نحو الصدام شيئاً فشيئاً وفي هذه الظروف والأوضاع الخطيرة والتحشيد المتسارع نجد أن الحل الأمثل لحسم هذا النزاع والمطالبات التقدم إلى (محكمة العدل الدولية) أو المحاكم الدولية المختصة للنظر بطلبات كلا الفريقين بعد الإطلاع على ما لدى الطرفين من مستندات أو وثائق منطقية أو تاريخية؛ وتجميد كل النشاطات الجارية لحين نتائج تلك المحاكم لحسم هذه القضية ولا نترك الآخرين يتصرفون بمصير الشعوب والبلدان تبعاً لأهوائهم ورؤاهم الشخصية.
بما أن العراق كله الآن محتلاً أو تحت سلطة الاحتلال بموجب البند السابع! وهيمنة قوات التحالف وأميركا عليه؛ فهي لا تسمح بأي تغيير أو صدام أو حرب تحصل في العراق ويهدد نفط العراق الذي استولت عليه أميركا بشكل أو بآخر ولا تسمح بتهديد استخراجه وتدفقه إلى المخازن الاحتياطية الأميركية العائمة في البحار!! فالقادة الأكراد المغامرين يعلمون جيداً أنهم لا يستطيعون إعلان دولتهم ولا يستطيعون أخذ ما يريدون عن طريق الحرب دون موافقة أميركا وإسرائيل!؛ وأن أميركا مشغولة بحروب مختلفة لا تسمح لها إدارة "الحرب بين الحكومة والإقليم" فكلاهما أطفال أعزاء لها؛ إن حكومة بغداد سائرة في تعزيز قدراتها العسكرية المشروعة كدولة محاطة بمخاطر عديدة وعليها إن أرادت السلام أن تستعد للحرب!! وفي نفس الوقت تتوجه إلى المحاكم الدولية لحسم موضوع أطماع القادة الكورد ولا تغامر في حرب معهم في "الجبال" بل تحسم موضوعهم في "السهول".. أسهل!! ودفعهم إلى جبالهم إلى أن يحلها الحلال!
مسألة مهمة على الجميع الإنتباه لها أن الحروب القادمة سوف تكون خطيرة ومدمرة وسريعة؛ الحروب القادمة سوف تعتمد على الصواريخ والصواريخ المضادة! والمختلفة الأبعاد والأحجام؛ وليتذكر كل القادة المغامرين ما يجري اليوم بين إسرائيل الدولة القوية النووية ومن خلفها أميركا عجزت أمام بضعة صواريخ انطلقت عليها من منظمات جهادية مما اضطر إسرائيل إلى الضرب بقوة وقسوة يعرض وضعها بين الدول الغربية ويحملها مسؤولية إندلاع هذه المواجهات؛ بالنتيجة ومنذ ستين سنة فإن الحروب لا تحل مشكلة بين المتحاربين وقد تستنزف المال والرجال وتدمر المدن وتحرق وتدمر الحرث والنسل وبعد ذلك تنتهي بعد خراب المدن العامرة وهلاك البشر؛ انظروا ما حل بسوريا اليوم فقد استطاعت إسرائيل وعملاء أميركا أن تدمر سوريا دون أن تدخل الحرب معها دمرتها بأيدي أبنائها بعد أن أدخلوا المرتزقة وأشعلوا نار الفتنة الطاحنة إلى اليوم؛ ثم بدأت الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهي قائمة حتى هذه اللحظة تطحن الحرب بينهما الناس وتهدم الدور على رؤوس أهلها وتشرد الآلاف من ديارهم؛ فهل يعجبكم هذا الحال.
إننا نقترح أن ينزل إلى ساحة المعركة القادة المغامرين أنفسهم هم وأسلحتهم ويتحاربوا ويتقاتلوا حتى الموت لكي نخلص منهم فهل يفعلون؟؟ لا وألف لا..بل سوف تتقاتل الشعوب وتسفك دماؤها وتهدهم بيوتها وسوف تجدون أولئك القادة في الملاجئ تحت الأرض أو في كهوف الجبال!!
وإلى هؤلاء الذين يهدرون دم الإنسان ويهدمون بيوت البشر ويقلبون سعادته إلى مأساة من أجل الأرض! هل أن الأرض أثمن من الإنسان؟ أم أن الإنسان أثمن من الأرض؟