لولا الحسين لما عرفت الله/جواد كاظم اسماعيل
Wed, 21 Nov 2012 الساعة : 23:36

منذ اللحظة التي نَزلتُ فيها الى الارض ومن تلك اللحظة التي استنجدت بها أمي(( بعلي )) وهي تمسك بعتبة البيت المُشيّد من القصب والبردي وهو صوتها ((يا علي)) كنت انا ارادفها صرختي الاولى لتصل الى ساحة(( المضيف)) المجاور تماما الى بيتنا ,حيث كان المضيف يتلو ايات الله في يوم الحسين وهو يوم الله في كل يوم وفي كل اسبوع وفي كل شهر وفي كل سنة,, حيث كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء .. فمنذ تلك اللحظة عرفت الحسين ومن خلال صرخات الحسين عرفت الله وعرفت قيمة العشق للسماء.. .. عرفت الحسين وهو يخاطب الله ( تركت الخلق طرا في هواك.. وأيتمت العيال لكي أراك) عرفته وهو يخاطب زمرة ال امية بقوله بعد ان وجدَ اصراراهم محتم على قتل بن القرأن( الموت أولى من ركوب العار.. والعار أولى من دخول النار) وهكذا كَبِرتُ مع الحسين وكل يوم يضاف الى عمري أمسده بولائي الابدي( ابد والله ماننسى حسينا) لان الحسين صوت الله وصوت السماء ولان الحسين هو من علمني قيمة وجوهر الحرية حين قال: كفى بك داءاً أن تعيش وترغما, وخط الموت على ولد أدم كمخط القلادة على جيد الفتاة..( الف الله اكبر والاذان جروح .. كل تكبيرة معناها جرح مجروح) هكذا يقول الشاعر جابر الكاظمي وهكذا انا اقول ان الذي ذبح في كربلاء هو وجه الله لان الحسين بن رسول الله دما ولحما كما اخبرنا بذلك ( حسين مني وانا من حسين) وبما ان الحسين من رسول الله بهذا الموضع وان رسول هو نبي الله وحبيب الله فحتما هو الحسين وجه الله يسجد على أرض كربلاء من اجل الله... فكلما أردت ان أذهب مع الحسين لأي موقف من مواقفه وجدت درسا يردشني الى أنسانيتي والى أدميتي والى فطرتي التى فطرني الله عليها .. فوجدت في الحسين العدالة والانسانية ووجدت فيه الايثار والتضحية والفداء والرجولة ووجدت فيه العاشق الى الحرية التي تتوق لها كل أرواح البشرية على أختلاف مللهم وطوائفهم وقومياتهم وهذا ما أبلغه لنا حين خاطب ال ابي سفيان بقوله: (( يا أل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم)) لذا من حقنا ان نردد ماقاله الشاعر يوسف الكوبعي( محد على محبتك وصانة .. أنتة روح وتنولد ويانة)
وهكذا نكون مع سيد الشهداء حتى أخر الرمس الاخير ليس من باب التعصب الطائفي ولكن من باب ان الحسين هو المنهج الانساني الحقيقي الذي أرشدنا بوقفته الخالدة في يوم كربلاء الى ان نعود الى ذواتنا ونحاكيها من اجل ماذا نحن في هذه الدنيا وبماذا يقاس فعل وجودنا ..؟ هل بالظلم ؟ ام في العبودية؟ ام في الحرية التي ارادها لنا الله؟ وحين ندرك ان القيمة الاصل لوجودنا هي معرفة ذواتنا واعتناق الحرية ندرك تماما ان الحسين استشهد من اجلنا فاذا كان والد الحسين أماما للفقراء فالحسين هو امام المظلومين والمحرومين وهذا ما أثببته الاحداث على طول مسيرة التاريخ الى اليوم فكل من يعشق الحسين لابد ان يذوق الظلم ولابد ان يمسه الضر لان اصحاب وعشاق الحسين (( أنسانيون) ومن هنا فنحن حين نبكي لانبكي على أنفسنا ولانبكي على انفسنا وأنما نبكي على الانسانية التي ذبحت في يوم كربلاء هذا اليوم الذي صيرنا على حقيقة التأريخ وحقيقة الامة التي تدعي زورا نتماءها الى محمد (ص) والى الاسلام وهي تسل سيوف حقدها على وجه الله .. ومن هنا نقول :( ترفق ايها السيف الصقيلُ...أتدري ياترى من ذا قتيلُ.. وجه الله فوق الثرى... واويلاه ماذا جرى)) فهنيئا لذلك اليوم الى أعادنا الى الله بدم الحسين حيث الحسين لم يقتل بل هو عيد ميلاد لكل من يقدس الانسانية مثل ما ذهب الى ذلك الشاعر الرائع سيد يوسف الكوبعي بقوله: عيد ميلادك سعيد يهل عيد بكربلة... حسينا القاتل يزيد مو يزيد القاتله.... نعم هو الحسين المنتصر ولأول مرة في التأريخ ينتصر الدم على السيف لان دم الحسين دم الاحرار والشرفاء من خلق الله العظيم .
فيقينا ان من لايعرف الحسين لايعرف الله لان الحسين هو باب الله ومن لايدخل باب الحسين لايصل الى الله ... وانا اقول ياحسين عرفتك هكذا وأمنت بك حسينا فتوسل لي عند ربك لأدخل بابك الى الله >